مواضيع اليوم

مثل هذا لا تتناطح عليه الأكباش العربية

mariam al sayegh

2009-07-09 01:12:09

0

إن الانجازات العظيمة كما يقال وراءها أحلام و لا يهم أن تكون هذه الأحلام لذيذة أم غير لذيذة،المهم أنه وراء الأحلام ما وراءها.مناسبة هذا القول هو أن نسخر نحن العرب أحلامنا في سبيل مستقبل جيد. و إذا حققنا الاكتفاء الذاتي فحينها يمكن لنا تصدير تطورنا إلى العالم الخارجي و نفعل كما فعلت اليابان ذات وقت من الزمان.النصيحة الوحيدة هي أن نقنن الأحلام هذه المرة لنجعلها تخدم هدفا واحدا.و سيكون الإطار الأحلامي هذا ضيقا و لكن نطلب من بني جلدتنا أن يصبروا.
نحن نلاحظ بأن القسط الكبير من أحلامنا نستخدمه حاليا لقوادنا و أكابرنا.إن نقطة الارتكاز في كل البلاد العربية تدور حول قوادنا ،متاعبنا و وضعيتنا المعيشية و كل أشكال المعانات هي متوقفة و نجبر على تصنع الفرح و السرور و الافتخار بأولياء نعمتنا؛ إذا فرح القائد فرحنا و إذا توهم حلما في منامه غداة الحلم نطبل على أن الله أوحى لقائدنا بنظرية لا يشق لها غبار.و دائما يصفنا الرسميون و الحشرات العالقة بالأنظمة بأننا رعاع و يعتبروننا خلية من النحل تدور و تدور حول القائد تمجده و تتمسح به و بمناقبه إلى درجة أن سخاء القائد يضاهي سخاء الله في خلق الكون.و الأجدر و الصواب هو أن تكون الأمور حقوقا في المواطنة لا مجال للمساومة فيها.
إذا تنازل قوادنا عن أبراجهم سيأتي دور المواطن العربي و ما أدراك ما المواطن العربي؛ في الحقيقة أتساءل كيف أن الزمان بجبروته لم يفلح في تهذيب طباع الإنسان العربي.فمنذ الزمان الغابر ها نحن نعايش بقايا طباع متصلبة لا تلين بالمرة وكل شيء فينا ليس على ما يرام.
ليس مستحيلا أن نتفق نحن العرب ونستفيق مثلا على فكرة أو أفكار جريئة واحدة؛لا نكذب ، لا نحلف بأغلظ الأيمان و سرعان ما نتراجع،لانر في الآخر عدوا أو كافرا لمجرد أننا نحن مسلمون .بهذه المناسبة أتساءل هل سيحل يوم تضيق به الأرض على سكانها نتيجة التعصب للمبادئ و الإيديولوجيات و الديانات؛ المسيحي متعصب، المسلم كذلك و البوذي و اليهودي...إذن من سيأخذ المبادرة و يتنازل عن قبضته الحديدية..و أتساءل أيضا هل التعصب للدين هو هدف بذاته أم هو مطية لأهداف أخرى؟
و أتساءل أيضا هل يمكن لساكنة الأرض أن تتنازل عن تعصبها؟ و إذا خيرنا بين أمرين؛ التنازل عن التعصب الديني مقابل هدنة دائمة و أزلية هل يمكن لهذا الحلم أن يتحقق؟
هذه مجرد أوهام.. .و سنعود لعربنا الذين يمكن التحكم فيهم بواسطة الأحلام و نقول لهم من جديد هل بمقدوركم أن تكونوا لطيفين غير متسرعين و غير متكلمين؛ يعني أنكم تتكلمون كثيرا.و إذا ارتكبتم الحماقات فإنكم تجدون لها أعذارا في الحين.و نرى بأن الإنسان العربي ربما يجد ذاته في نسف القوانين و الأخلاق و الإتيان بكل إبداع في الفسق جديد.يجب أن نجري مباريات أمام الملأ و نتبادل الاستفزاز بيننا وبين الأجانب أيضا بما فيهم اليهود و المنتصر صاحب الجائزة هو من يحتفظ على هدوء أعصابه.
من الناحية الفكرية فالآراء تناقش غير أن لدينا إزاءها حساسية غريبة؛ إذا صادف أن أبديت رأيا يخالف أحدهم فانه يصنفك عدوا له في الدنيا و الآخرة.و حتى إذا لم نتفق على رأي موحد لماذا لا نتفق على ترك الأمر لما يأتي من الأيام حتى تنجلي الأمور بقوة الرتابة الزمنية.
و هنا مثال بسيط في المدونات ؛حيث أن بعض الإخوان هم في وضعية الانقضاض لكل من خالفهم الرأي و تعصبهم يكاد يخرج من شاشات الحواسيب.
و آخر حلم يمكن أن نتوهمه يخص قوادنا؛نطلب منهم أن يكونوا بشرا مثلنا و ينظموا لقاءات في الهواء الطلق و ينزهوا صدورهم من كل غيض عند سماعهم لانتقاداتنا و مع الأيام سيصبحون بشرا عاديا مثلنا يخطئ و يصيب ...و يجب أن يهيئوا أنفسهم للحياة العادية كأيها الناس و في هذه الحالة سنصبح ربما في تلك الوضعية التي يسمونها بالديمقراطية.
إذا جربنا هذه الخيالات و الأوهام و لم نفلح في الوصول إلى شاطئ الأمان سنعود عربا كما كنا و سنكون.و أطلب من كل أخ تفضل و قرأ هذا المقال أن يهدئ أعصابه و لو خالفته الرأي،فربما فكرتي هي فكرته و لكن طريقة التعبير مختلفة و مثل هذا لا يتناطح عليه كبشان...
ملاحظات هامة////
يجب التقيد بقواعد اللعبة و أهم قاعدة هي الأخلاق؛بحيث يجب أن تصب كل الاجتهادات في مصلحة الأخلاق.
يجب أن نتنازل عن بعض المعطيات و أهمها هو أننا أن لم نكن مغرورين فنحن مهيئون لهذه الصفة القبيحة. إذن فالغرور لنا معه حكايات و حكايات سواء الغرور الفردي أو القومي...
يجب أن نتقيد ببعض المعطيات البسيطة؛ و منها حق كل البشر في الحياة حتى لأعدائنا.
يجب أن نعلم بأنه مهما تمادينا في تعصبنا فإننا ننتهك حريات الآخرين؛ حرية أن نعطيهم حقهم في الإنسانية و السلم...
يجب أن نلتزم بالأخلاق التي تأمر بها الأديان و لكن مع الزجر بقوة القانون لأن الأديان ليست لديها قوة إجرائية راهنة.إذا تصفحنا تاريخ البشر نجد بأن الأديان استخدمت و لازالت وسيلة للنصب و الاحتيال...من طرف الأنظمة كما من طرف الأفراد...





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !