"ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لايعلمون "الزمر 29
"رجلا فيه شركاء متشاكسون " هذا الرجل عبد اشتراه عدد من الناس فهو عبد لهم جميعا وهو ملزم بطاعتهم جميعا ,ولكن هؤلاء الشركاء "متشاكسون"أى متخاصمون فهذا يريد شيئا وذلك يريد شيئا آخر
وذاك يريد غير ما يريده الآخران ,هذا الاختلاف من يتحمل أعباءه ؟إنه هذا العبد المسكين فهو يتمزع بين مطالب أسياده المتشاكسين ,وهو لذلك فى هم مقيم وكرب عظيم وشقاء دائم . هذا رجل.
أما الثانى "ورجلا سلما لرجل" هذا العبد اشتراه رجل واحد وهذا السيد طيب كريم يعامله معاملة الابن فهو به رحيم وعليه حريص .وهولهذا يحيا فى أمان وراحة وسعادة فهو أخ أو بن لاعبد ,فما أسعده .
أيها الأعزاء:
تعالوا إلى الآية الرجل الأول مثال للمشرك بالله ,له أسياد عديدون من البشر والأهواء والغرائز إلخ وهذه كلها تلهبه بسياطها ومتطلباتها فهو يحرق نفسه فى الجرى المسعور بينها.فما أشقاه.
أما الرجل الثانى فهو الذى يعبد الله وحده لاشريك له .فسيده واحد وهو الرب الرحيم الكريم المنعم .
هكذا يضرب الله هذين المثلين أمامنا ونحن ما زلنا على قيد الحياة ليتدبر من يتدبر ,ويختار من يختار .
التعليقات (0)