مواضيع اليوم

مثل الانسان مع الحياة !

ادريس حسن يعيدي

2012-09-11 18:51:09

0

 مثل الانسان مع الحياة كمثل النهر في الصحراء!

بقلم الكاتب: ادريس يعيدي

فكرت ان اكتب عن موضوع الانسان مع الحياة كما هي علي الحقيقته ثم فكرت وتأملت كيف اكتب ؟ وبأي طريقة اكتب؟ وكيف اوصل رسالتي الي القارئ بلغة مكتوبة .
الموضوع في خيالي واضح بتفاصيله البعيدة والقريبة لكن طرقة الكتابة ليست واضحة ثم اخذت القرار ان اكتب بطريقة رمزية فيه نزعة قصصية فارجو من كل قلبي ان تستمتعوا بهذا الموضوع البسيط وارجو ان يلقى استحسانكم ................
تخيلو معي صحراء واسعة قاحلة لا شجر فيها ولا حجر تمور وتتموج كالمحيطات الضخمة صحراء مفتوحة كالفضاء بلاحدود ممتدة كالافق بلا منفذ لا تعرف نهايتها ولا بدايتها. هذه الصحراء مليئة بالاكوام الرملية والتلال الصحراوية والمغارات الارضية العميقة تقطعها شمالا وجنوبا هضاب مرتفعة وتتوسطها قيعان ومنخفضات واطئة .
صحراء ملتصقة متشابكة مع الافق البعيد بلونها الرمادي لا تفرق العين المجردة بين سمائها وارضها صحراء يسود فيها سلطان الصمت الرهيب و الرياح العاصفة التي تحمل التراب الرملية وتعصف بها من تشاء تنقل الاكوام والتلال من مكان الي مكان آخر وتغير معالم الصحراء وخريطتها في لمح البصر ليس لها ثوابت ولا مبادئ المعالم تتغير امامنا والخريطة تتبدل في لحظات 
تخيلو معي في وسط هذا الصحراء الصعبة المعقدة انفجر نهر كبير يتلمس الطريق ويتحسس الاماكن يمنة ويسرة وقد تحرك هذا النهر من منبعه الجديد وواصل سيره ويشق طريقه بخطي وئيدة وقد يتحرك ببطئ يظهر عليه الحذر الشديد كأنه يفكر ويتحسب للمستقبل ويتنبأ المشكلات التي تنتظره والتي ستواجهه في هذه الصحراء 
هذا النهر المسكين المولود حديثا الذي خرج الي هذا العالم المليئ بالمطبات الكبيرة والعوائق الضخمة والاكوام الرملية التي تعيق مسيره وحركته وتغير اتجاهاته وتحرفه عن طريقه .
والتلال الصحراوية التي تغلق المنافذ امامه. و المغارات الارضية العميقة التي تستهلك كل قواه وتبعثر جزء كبير من مياهه الي باطن الارض حتي توقف مسيره علي وجه الصحراء . والهضاب التي تقف امامه كالجبال الشامخة التي تغلق الافاق البعيدة والقريبة وتتحدى مصيره وتنذره بالويل والثبور لو اقترب ولوحاول ان يتحرك الي الامام .
والمنخفضات والقيعان التي تستنزف مقومات النهر وتعرض مسيره علي الهلاك المحتوم لكن السؤال الصعب الذي يهلك الاذهان هل هذا النهر يقدر التحدي ويستمر في السير ؟ هل في قدرة النهر مواجهة كل هذه العوائق الضخمة التي تهدد مصيره ؟ وهل في امكانيته التغلب علي هذه التحديات ويواصل مصيره؟ ام لايستطيع مجارات هذه الصحراء وعراقيلها ومطباتها فيخسر الرهان ويتوقف امام هذه العوائق ثم يتلاشى ويختفي شيئا فشئ حتي يسيطر عليه اليأس ويتملكه التشاؤم ثم يبدأ العد التنازلي يتلاشي ويتلاشي ثم يختفي ابدا ولا يبقي ذكره 
فكل الاحتمالات وارده قد يفشل ويستسلم ويرفع الراية البيضاء ويخرج من المنافسة والتحدي ويرضي العيش في الهامش او قد يقبل التحدي ولا يرضي العيش في الهامش ويريد العيش في البؤرة وفي المقدمة ويريد ان يكون رقم صعب في المناسبة والتحدي امام الصحراء و يواصل مسيره ويتدفق الي الامام باصرار وتحدي دون مبالات ولا توجس رافعا راسه كأنه يتحدي الصحراء وكل ما فيها من العوائق يستمر مسّخرا كل قواه الظاهرة والخفية ويستخذم كل الاعيبه ويكشر من انيابه ويعلن تحدي الصحراء تراه يشق طريقه في وسط الصحراء بثبات وعزيمة يلف ويدور علي الاكوام والتلال ويدفن المغارات الارضية حتي لا تستنزف قوته ثم تراه يتجمع عندما يواجه المنخفض الواطئ كأنه يأخذ راحته ويستجمع قواه الاتية من خلفه من مصدره الحقيقي يسخن جسمه ويملأ خزانته من الوقود وعندما تتجمع الطاقة اللازمة يصنع طرقه بالحفر او بالكسر او بالتحطيم فيتجاوز هذه العقبة فيواصل مسيره فتواجهه الهضبة فيستخذم الاعيبه ليتواجوزها بسلام لانه يعتمد علي القوة والتحدي والاصرار والصبر والحنكة والمرونة فتجده يلتوي ويرجع ويغير طريقه حتي ولو غير طريقه لان كل الطرق تؤدي الي روما كما قالوا قديما ولسان حاله لابد من صنعاء وان طال السفر كما يرددها اليمنيون 
هكذ النهر تحدي الصحراء القاحلة وعوائقها وعراقيلها ومطباتها ومشاكلها كان الصحراء بالنسبة للنهر لعبة صغيرة كالشطرنج في يد يحركها كيفما شاء .
النهر المولود اذكي واعقل من الصحراء لا تؤثر عليه بل هو يؤثر علي الصحراء ولا تعرقل مسيره ولا توقف سيره الي الامام بل بالعكس يجد الدافعية والقوة للاستمرا
هذا المثل ضربته علي الانسان والحياة الصحراء كل ما فيها من الاكوام والتلال والمغارات والهضاب والقيعان هي مثل الحياة بما فيها من مطبات وتحديات والعوائق والعراقيل الموجودة مع الحياة 
اما النهر مثل الانسان المولود في هذه الحياة اما ان يتحدي الحياة بكل ما فيها ويواصل مسيره وينجح ويكتب في سجل الناجحين او لا يستطيع ان يتحدي الحياة ولا يستطيع الوقوف في وجه الحياة و امام عوائقها فيفشل فيموت فاشلا لا تجده يذكر لا في المقدمة ولا في المؤخرة بل مولده وموته سواء .
اكبر انجازاته انه ولد وخرج الي هذه الحياة وظهر في مسرح الوجود وسجل حضوره في سجل البشر
هل رايتم كيف عبر النهر الصحراء؟ وكيف واجه المصاعب في الصحراء؟ كيف كان يستخذم المرونة الفائقة يلتوي ويغير طرقه ويبدل اساليبه يبطئ احيانا ويسرع احيانا ؟ كل هذه الامور لكي يستمر في الجريان وهكذا الانسان مع الحياة يستخذم كل قوته والاعيبه وفنونه ومهاراته ويصحب معه روح التحدي سلاحه الامل والتفاؤل ويتمتع بالمرونة القصوي ولا يكسر راسه في جدار الحياة فيمشي الي الامام 
شكرا لكم

yaqiidi@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !