كُتبت ذات رمضان ولا غضاضة من نشرها لأن رمضان يتكرر كل سنة ، ونحن نلوك أمسنا غد كما " العلوك " في أفواهنا .
عزمني صديق على الفطور يوم أمس ، وككل الطقوس الرمضانية ، قدّم لنا مائدة عامرة بالطعام ، تمر سكري ، وتمر خلاص ، وقهوة مرّ ، وشوربة ، وسمبوسة وملحقاتها ، ومفاطيح ، ثم لفت إنتباهي وجود المثلوثة وهي أكلة تتكون من ثلاثة أنواع : الرز ويكون هو الذي على قمتها ، ثم الجريش والقرصان ، وبعض المثلوثات يكون القرصان ويليه الجريش … ليست هذه هي – السالفة - ، إنما بعد الإفطار جلست والمدعوون ، وتجاذبتنا أطراف الأحاديث ، وكنتُ صامتاً أستمتع ، وبعد آن خفت وطاة الشبع تذكرت المثلوثة وربطتها ولا أعرف لم بالثالوث المحرم ، فأخذت دفة الحديث وسألت القوم :
يا قوم … ماالشبه بين المثلوثة والثالوث المحرم ( السياسة ، الدين ، الجنس ) ؟ …
وقبل أن تقرأوا ما دار أحب أن أذكر أن المدعوين مختلفي التوجه ، فأحدهم – وكما أسماه مضيفي – هو مفكر إسلامي وسأرمز له بالمطوع ، والأخر مهووس بشيء إسمه سياسة (وهو مضيفي )، والأخر يلمح مرّات ويصرّح مرّات بأنه عاشق الليبرالية ، وهناك بعض مدعوين ، ولكن الحديث كان منصباً على أولئك الأصدقاء …
نعود للسؤال …
طبعاً السؤال أثار عجب الحضور ، ولكني حاولت شرحه ، وقلت :
الحين أي من الثالوث المحرم يمكن أن يكون على قمة المثلوثة :
السياسة فالدين فالجنس …
السياسة فالجنس فالدين …
الدين فالسياسة فالجنس …
الدين فالجنس فالسياسة …
الجنس فالسياسة فالدين …
الجنس فالدين فالسياسة …
طيب يا جماعة : ليش الرز هو اللي فوق مهب الجريش أو القرصان ؟ … وليش الجريش يصير الثاني مهب القرصان … ؟
عدّل من جلسته السياسي وقال : شف وأنا أخوك : السياسة هي الكل بالكل … هي اللي تحرك الدين والجنس …
شلون ؟
تمر و لون ( يتميلح …) …
السياسة هي الأداة الأقوى … تملك القوة … والمال … والتغيير …
قاطعه ( المطوع ) وقال : مالك لوا … الدين هو اللي يرتب شؤون السياسة ويقنن من شهوات الجنس …
قاطع الليبرالي وقال : بس الجنس غريزة طبيعية ومن الصعب تقنينها ..
إستعدل المطوع ورد : ما قلنا شيء يالشيخ ، بس لو تركنا أنفسنا للغرائز صرنا بهايم و ..
إنتفض السياسي وقاطع : شوفوا خلكم من هالهذر … السياسة أولاً … أما الدين فهو أداة يستخدمها السياسيون لتحقيق أهدافهم …
قاطعه ( المطوع ) : حرام عليك يا شيخ ! الدين كامل مكمل … وهو شامل جامع لكل أمور الحياة … ولذلك فالسياسة جزء منه …
إسفهل السياسي وقاطعه : ها ! جينا للزبدة … يعني الدين يمكن يستخدم لأغراض سياسية من بعض المطاوعة اللي أنت منهم …
ما قلت كذا ( رد المطوع ) … بس الدين ما نسي شيء من أمور الحياة … وأوجد لكل داء دواء …
يا إخوان ما خليتوا لي كلمة ( هذا صوت الليبرالي ) : أنا أقول إن السياسة تكون نزيهة إذا أتى الساسة بفعل إنتخابي – ديمقراطي ، والدين من دعائم الحياة إذا لم يُستغل لتمرير مصالح جماعة معينة … أما الجنس فهو مثل ما قلتلكم غريزة طبيعية ، ممكن يختلف عليه فكر أو مجتمع أو حتى دولة …
جاء دوري …
طيب يا إخوان ما جاوبتوني : ليش الرز فوق مهب الجريش أو القرصان ؟ وليش مثلاً ما يصير القرصان هو الثاني بدل الجريش ؟
تميلح السياسي ورد : إسأل غوزي …
كهكهكهكهكهكه …
كهكه الحضور … وهذا عادة المدعوين يحبون نفاق المضيف …
المهم …
بالنهاية خرجت من بيت مضيفي وما طلعت بنتيجة … لا ليش الرز هو اللي فوق … ولا ليش القرصان هو اللي تحت … ولا عرفت السياسة أول وإلا الدين … ولا ليش الجنس هو شبح الثالوث المحرّم … أو بعبارة أخرى العنصر المستحي في الثالوث …
التعليقات (0)