كتب صديقي أكرم عليق
لم اجد اكثر هزالة من تبريرات بعض "مثقفي" اليسار الذين ينبشون لك مقالاً لعطوان من أجل أن يُخبروك أن لا بديل أفضل من النظام السوري الحالي !!!
لا ينسى هؤلاء التذكير بين كل فقرةٍ وفقرة بـ"أننا لسنا مع النظام وما تفهمونا غلط" لكنك تعثر عليهم بالصدفة على صفحات فيسبوكية اخرى من اعتى المدافعين عن قاتل الأطفال!
البعض الآخر اكثر يبدو اكثر تسلية بـ"فضحه" النظام البحريني لتوقيفه إبنة ناشط معارض (وهذا العمل مرفوض بالتأكيد) إلا ان هذه الشريحة الهزيلة من اليسار لم تأتِ يوماً على ذكر آلاف النساء والأطفال الذين خطفهم النظام السوري واغتصبهم وقتلهم وهم كانوا لا يحلمون بأكثر من ربع معاملةٍ شبيهة بمعاملة النظام البحريني لإبنة المعارض المذكورة!
ثم هناك ايضاً من يغسل اقدامه بدماء الأطفال والنساء والشيوخ ليخرج عليكَ بعدها بإدانةٍ خشبية تشي بأن الثورة تؤيدها قطر والسعودية والأميركان وكأن الشعب الثائر هو من استدعى هؤلاء فيما تفرج عليهم العالم اجمع يُذبحون ويُسحلون ويتم اغتصاب النساء منهم وتدمير بيوت الفقراء دون ان يكون معهم مسدسٌ واحدٌ للدفاع عن حياتهم واعراضهم طيلة ستة اشهر مرعبة!
يُنظِّر عليك هؤلاء من بعيد بأنهم "مع الشعب" شرط عدم تسليحه وشرط عدم التدخل الخارجي فيما تراهم يُصفقون لدبابات النظام وصواريخه وطائراته وتسليحه الذي لم يتوقف وبشكل علني من روسيا وإيران وغيرهما.
كأنك بأمثال هؤلاء يتفرجون على مجموعة اطفال في قاعة مقفلة يتم قتلهم، فيُصرحون بأنهم مع الشعب شرط الا يدافع عن نفسه والا يرفع صوته، ما عليه إلا ان يموت صامتاً وإلا صار قطر والسعودية وتركيا والناتو !
هؤلاء ماذا كانوا سيفعلون لو كان اطفالهم من يتم ذبحهم ولو كانت نساؤهم من يتم اغتصابهن!؟
هل يستشعر هؤلاء ان الهزالةَ لم تعد تنفع لتغطية قتل الأطفال الذين لم يطالبوا بأكثر من باقة حرية وبأنه لم يعد ثمة مجال للعهر والتلاعب على الكلام والإزدواجية في الدفاع عن نظام كان منذ الأزل اول من سحقهم وهمشهم واقصاهم وقتل منهم مَن قَتَل!؟
لعل من حسنات الثورة السورية انها عرَّت هؤلاء، وبدؤا يتساقطون مع سقوط النظام كأوراق الخريف المريضة!
التعليقات (0)