مواضيع اليوم

مثقفينا والإحساس بالدونية

عبدالسلام كرزيكة

2009-07-28 12:33:45

0

 

تنامت في مجتمعاتنا ظواهر دخيلة ، وهي أكثر مِن أن تحصى وتُعَد ، ففتحنا لها (نحن المواطنين) أذرعنا واستقبلناها بالأحضان ، ودعوانا في انجرافنا ذاك هي مواكبة العصر والحضارة ، والمُعضلة أن مُثقفينا هم من يُوالون تلك التيارات وهم من يدعون إليها ،ليقيموا على أنفسهم وعلينا بذلك حجة الدونية التي تكبلنا بالرضوخ والإستسلام للوافدين الجُدُد ، الذين يحملون قيما هي في أغلبها هدّامة ولا تتناسب (بأي شكل من الأشكال) مع إرث مجتمعاتنا الديني ، أو حتى الثقافي ، الضاربة جذوره في أعماق معاني الإنسانية.

فدعوة الحرية من الإرث العربي ، إلى فضاءات الغرب الهجينة ، هي دعوة لهدم العروبة التي تعتبر أساسا للحضارة الإسلامية ، التي قرأ عنها أحبار اليهود كثيرا ، فعرفوا أنها حقيقية ، وبحثوا عن سبل تحريفها (كما فعلوا بتوراتهم) فوجدوها محفوظة من الزيغ والتحريف ، بل وحتى من التأويل..فالحضارة الإسلامية هي الحضارة الوحيدة البعيدة كل البعد عن أساطير(أطلنطس) ..لذلك يجب أن تبقى قواها البناءة دوما في الحضيض ، ببث الفرقة بين الإخوان ، وبالتقسيمات الإقليمية ، وبالحصارات والإعدامات ، وبالحروب التي تنسف كل الخيرات وإن كثرت.

فكان الأنسب أن نبقى دوما نشعر بالخزي(من اللاشيء) وبالدونية.

لذلك تلقى الواحد منا (نحن المواطنين) يتمرد ما أن يتثقف ، فينقلب على مجتمعه العربي ، بالتالي على نفسه ، بأن يُمني نفسه بحضارة الغرب ، واعتبارها جنة الحياة الدنيا ، وطز في العرب ؟

أهذا هو نتاج الأمة الذي لا تنهض إلا به ؟ .. أهؤلاء هم مُثقفي الأمة الذين وعِوَض أن يسموا بقيمها ويفتخروا بانتمائهم ، ملؤوا نفوسهم بمشاعر الدونية لإنتمائهم ؟

ما هكذا تورد الإبل..

فالثقافة هي إحدى ركائز الحضارة المهمة ، لذلك ينبغي لمثقفينا - إذا ما أرادوا القيام بواجبهم الحقيقي - أن يعتزوا بالعروبة وقيمها وعاداتها وحتى بقصائد شعرائها ، وأن ينهضوا بمجتمعاتهم بالتوعية والإكتراث لحقيقة أوضاع المواطن العربي ، وليس التهرب بمحاولات الإنسلاخ من الجسد العربي لمجرد أنه مريض.

نعم المجتمع العربي مريض بالسموم التي ينفثها في جسده اليهود وحلفائهم الماديون الذين يقودهم الطمع ، لكن تعافيه على أيدي أبنائه ، ولن أقول الخيِّرين ، لأن من يتلوا أو يسمع آيات الرحمان تتلى هو خيِّر ويكفي تذكيره بانتمائه ليصحوا.

 

                                       تاج الديــن : 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات