مواضيع اليوم

مثقفون: كدنا نقبل الأيادي لإنقاذ يوسف أبو رية.. ولو كان ممثلا مغمورا لعالجوه

حواء

2009-01-19 13:16:20

0

وفاة الروائي المصري يوسف أبو رية صاحب "عطش الصّبار"

مثقفون لـ "الشرق الأوسط": كدنا نقبل الأيادي لإنقاذه.. ولو كان ممثلا مغمورا لعالجوه

 

القاهرة: محمد فتحي يونس

توفي فجر أمس الاثنين في القاهرة الأديب المصري يوسف أبو رية بعد شهور من المعاناة من مضاعفات سرطان الكبد، وجه خلالها العديد من أدباء مصر ومثقفيها نداءات متتالية لإنقاذه من الموت بتحمل تكاليف عملية زرع كبد له، ولكن من دون جدوى. وشيعت جنازة أبو رية ببلدته "ههيا" بمحافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة ظهر أمس، في الوقت الذي أبدى فيه عدد من الأدباء أسفهم لعدم الاستجابة لنداءاتهم بإنقاذه، واعتبروا وفاته بتلك الطريقة مؤشرا لأزمات مجتمعية ورسمية متداخلة ومعقدة، كما رأى البعض الآخر أنه (أبو رية) "دفع ثمن بعده عن التزلف والتقرب من ذوى النفوذ".

وقال القاص سعيد الكفراوي، صديق الروائي الراحل ـ أحد من قادوا الحملة لإنقاذه على مدار الأشهر الماضية ـ لـ "الشرق الأوسط": "يوسف يصرخ منذ 6 أشهر، وكدنا نقبل الأيادي للتبرع له وإنقاذه، ورغم ذلك لم نفلح، لو كان لاعب كرة أو ممثل درجة ثانية أو ممن يتقربون من الكبار لتغير الأمر".

وأشار الكفراوي إلى أن أبو رية "دفع ثمن مواقفه المعارضة وانضمامه لكفاية، وابتعاده النزيه عن التزلف"، معتبرا إياه كاتبا وطنيا كبيرا اهتم بالهامش، وقدم حياة القرية الحقيقية. وفي تعليقه قال الروائي المصري يوسف القعيد "موت يوسف أبو رية بتلك الطريقة المأساوية يعبر عن عدة أزمات متداخلة، سواء أزمة مجتمع لا يعترف بقيمة المثقف أو أزمة دولة تتحسس مسدسها كلما سمعت كلمة مثقف ـ على طريقة جوبلز ـ أو أزمة بيروقراطية ليس لها مثيل كانت سببا في حرمان روائي وأديب بحجم يوسف أبو رية من العلاج ومواجهة الموت لشهور من دون أن يتحرك أحد.

وقال القعيد إن حاكم الشارقة تبرع لاتحاد الكتاب منذ فترة بمبلغ 20 مليون جنيه مخصصة لعلاج الأدباء، على أن توضع كوديعة يصرف ريعها لهذا الغرض ثم تبرع بمبلغ مليون ومائتي ألف جنيه أخرى حتى لا يؤجل الصرف لسنة قادمة، لكن اللوائح تمنع اتحاد الكتاب من قبول المبلغ كتبرع، فتم تحويله على وزارة الثقافة التي تبين أن لديها سقفا لقبول الهبات تعداها هذا المبلغ، فتم اللجوء لرئيس الوزراء المصري الذي حول الأمر إلى وزارة المالية، التي رفضت صرفه. وبحسب القعيد، فإن المثقفين فعلوا كل ما في وسعهم للإفراج عن المبلغ لعلاج أبو رية بجزء منه، فكتبوا في الصحف وتحدثوا في الفضائيات وبرامج الإذاعة، ولكن لم تفلح جهودهم في ذلك. وأضاف: «اليوم رحل يوسف أبو رية، وقبله بعشرة أيام رحل الشاعر محمد الحسيني، ولا نعرف من عليه الدور الآن .. نحن أمام كارثة تجل عن الوصف".

ويعد أبو رية المولود بمركز "ههيا" التابع لمحافظة الشرقية عام 1954 أحد أبرز كتاب ما يعرف بجيل السبعينيات في مصر وأغزرهم إنتاجا، وصدر له خلال 20 عاما مجموعات قصصية منها، "الجزيرة البيضاء"، و"عكس الريح"، ومن أهم رواياته "ليلة عرس" التي ترجمتها الجامعة الأميركية بالقاهرة بعد حصول صاحبها على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الروائي عام 2005، وله أيضا "صمت الطواحين"، و"تل الهوى" و"عطش الصبار"، وله أيضا عدة كتب للأطفال منها "طفولة الكلمات"، و"الأيام الأخيرة للجمل" و"أسد السيرك".

تخرج أبو رية في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1977 وعمل بالصحافة لفترة قصيرة، ثم مديرا بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قبل أن يتفرغ للإبداع الروائي، وكرمته جامعة المنيا عام 2003 في احتفالية عنوانها "العالم الروائي ليوسف أبو رية" ومنحته فيها درعها.

       

          الشرق الأوسط اللندنية 13 يناير 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !