الجمعة الأخيرة من شهر شعبان الموافق يوليو 2011 شاهد آخر على أن ثورة 25 يناير هي مثال حى لحضارة شعب مصر العجيب ...لقد أثبت الشعب المصري أنه أكثر حضارة من العالم الذي يدعي الحضارة... وعلم الدنيا كيف يصير الشعب وحدة واحدة حين يثأر من الفاسدين وحين يقرر تعديل المسار بسلمية لم يشهد العالم لها مثيلا ...كما أثبت أن العنف السابق من أجهزة الأمن بقنابلها وهراواتها ورصاصها لا تناسب شعبا عريقا ...لا ترهبه إذا ثار ولا تخيفه إذا أراد أن يزيح الجبابرة والقتلة ...لم يقابل الشعب حكومته بالرصاص ولكن بالأغنية والكلمة وبالمرح ...فأصبح ميدان التحرير مسرحا لعرض أفضل عروض التغيير وأنقى أنواع الثورات وأكثرها بياضا واحتراما للإنسان ...إن ما يدعو إليه كل متحدث بلا استثناء أن تتم المحاكمات للفاسدين المفسدين تحت مظلة القانون المدني ودون انتقام وليس بالإحالة إلى القوانين سيئة السمعة ولا بالمحاكم العسكرية التي ترفض الاستئناف والنقض دليل على رقي الثوار وسماحتهم وتقدمهم على خصومهم بالآدمية والشرف والعدل والإنصاف...ها هي الآلاف في الميدان تتكاتف مرة بعد مرة ليس بينها خصومات ولا عداوات كما كان يصور لنا العهد الفاسد السابق ولا هناك طوائف ينفخ في صراعاتها أجهزة ( أمن ) تدعي الحفاظ على الأمن وهي مصدر تهديد والسلم الأهلي ووحدة الوطن...هؤلاء الثوار وهم شعب مصر بالكامل يقفون جنبا إلى جنب يصلي بينهم المسلمون فيحرسهم المسيحيون ويقيم المسيحيون صلواتهم فيحرسهم المسلمون وها هم شباب مصر يحرسون الميدان من فلول النظام وبلطجيته الذي كانوا بوليس الحكومة الحقيقي وجنود تزييف انتخاباته الوهمية ...ألان الشعب المصري يحرس ثورته ودولته وحكومته وحتى يحرس وزارة الداخلية من نفسها ومن بلطجية النظام الفاسد ....بارك الله فيك ياشعب مصر ونصرك على مروجي الإشاعات من أزلام مبارك القدامى وعلى كل فاسد أزيح من فوق صدورنا
التعليقات (0)