مواضيع اليوم

مثال الآلوسي- تورط اثنين من السياسيين العراقيين الكبارفي تفجيرات بغداد

سـامي جلال

2009-09-07 12:02:33

0

بداية شروعي بالأنتساب لعائلة المدونات في ايلاف كان البرلمان العراقي في حرب طاحنة مع النائب العراقي الأستاذ مثال الآلوسي حول اشتراكه في مؤتمر ضد الأرهاب في اسرائيل و كان هذا الرجل وراء اندفاعي للكتابة و اطلاق مكامن الظل في داخلي للتوجه للكتابة , حينها كنت اخوض غمار اضعف الأيمان للدفاع عن استقلالية العراق برئاساته الثلاث , البرلمان, مجلس الرئاسة و مجلس الوزراء. و رأيت في هذا الرجل بما يملكه من رؤية صادقة و بعد نظر في مستقبل العراق ان اخوض غمار الكلمة في الدفاع عن السيادات الثلاث من الوقوع في الشرك الإيراني حيث العراق محتل عسكريا من قبل الأمريكان و سياسيا من قبل إيران و رأينا كيف كان المدافعين عن المصالح الإيرانية عبروا عن غضبكم ضد السيد الآلوسي وقتها.. و اليوم ارى في تحدية و دعمه للحكومة بآن واحد لمحاكمة المجرمين المتورطين في احداث الأربعاء الدامي و يهدد بكشف اسماء من هم وراء تلك الجريمة لكنه يعطي الأعتبار الشخصي جانبا ثانويا كي يدعم هيبة حكومة العراق لتكون هي صاحبة الحق بالمطالبة بحق دماء ضحايا الحادث المشؤوم.. و ارفق المقال الذي كتبه الكاتب عبد الستار نور علي حول تصريح السيد الآلوسي مع التقدير...

_______________________________________________________________________________

كلما أصيغتُ وقرأت في وسائل الاعلام المختلفة وبإمعان واهتمام الى صوت وكلام وتصريحات السياسي والنائب العراقي مثال الآلوسي أجد نفسي مُنشّداً الى ما يقوله ومصغياً بانتباه واعجاب لأجده مخلصاً وصادقاً فيما يقول ويشعر به من حبٍّ لوطنه وحرص على شعبه.

قد لا نكون متفقين معه في التوجهات والرؤية السياسية، ولنقلْها على المكشوف بلغة المفاهيم والمصطلحات قد نكون مختلفين (أيديولوجياً)، لكنّ هذا الاختلاف في العُرف المدني الديمقراطي الحضاري لا يعني التباعد والاختلاف الموصل الى العداء والهجاء والقذف والتسقيط مثلما عند الشموليين المتعصبين قومياً ودينياً وطائفياً وضيق أفق ديكتاتوريٍّ سياسياً لا يرى أبعد منْ أرنبة أنفه، وإلى حدّ محاولة التصفية الجسدية الإغتيالية الظلامية الإجرامية للمعارضين والمختلفين رأياً وتوجهاً وزاويةً، كما يتعرض له مثال الآلوسي، وليس ببعيدٍ عن ذاكرتنا وسط ركام الأحداث الجسام في العراق بعد الاحتلال اغتيال ولديه الشهيدين الشابين اللذين خرج بهما من الدنيا.

وبالعلاقة مما ذكرنا فإنّ الرجل أبدى شجاعة نادرة اثارت الاعجاب والثناء، وصلابةً في مواجهة الحدث المأساوي وبكلّ قوة الرجال الأشداء وبصلابة عودٍ نادرة، دون وهنٍ أو ضعفٍ أو بكاءٍ مثل النسوان. وبقي على موقفه الصُلب في السير على ما يؤمن به وما يراه من خطٍّ سياسي لخدمة بلده وشعبه، وبنكران ذاتٍ وتحمّل لللمشاقٍ ومواجهةِ أعداءٍ شرسين بكل المقاييس.

إنّ مثار الاعجاب في هذا الرجل أنه صريح في قولة الحق والحقيقة فيقول مايرى خلف الكواليس فاضحاً من الأمور الخطيرة التي يخفيها الآخرون حكومةً وسياسيين لهذا السبب أو ذاك مما نسمعه أو نحسه خلف الأبواب المغلقة والتي كان كتمانها والتستر عليها منْ الأسباب الرئيسة في هذا الفيضان من الدم العراقي الزكي البريء بعد الاحتلال وبتبريرات واهية من محاصصة سياسية ومصالحة وطنية عجفاء على ايقاع حكمة القول السائر (كلمة حقٍّ يُراد بها باطل) والمثل العراقي الشعبي ( بالوجه مرايه وبالقفا سلايه) بمعنى ولأخواننا العرب الآخرين (في الوجه مرآةٌ وفي القفا شوكةٌ)، وبلا أدنى خوف أو خشية، مبدياً حرصاً شديداً على شعبه ووطنه وعلى الدماء الزكية البريئة، وبتشخيص صريح للقتلة ومَنْ يقف وراءهم من الوجوه السياسية الكالحة المتعطشة لإراقة دم العراقيين وبعث الرعب في صفوفهم لإعادتهم الى الخلف مرة أخرى ومثلما يقول المثل العربي (وراء الأكمة ماوراءها).

فكم من مرة اشار الرجل صراحة الى القتلة وبالأسماء!

وكم مرةً وقف داخل قبة البرلمان في وجه أولئك الذين دخلوا العملية السياسية العرجاء والعوراء لا عن قناعة بالديمقراطية وحقوق الانسان والحياة المدنية البرلمانية والقانونية والدستورية الحديثة، وإنما لتفليشها من الداخل على رؤوس أصحابها من ذوي النوايا الحسنة،و حتى غير الحسنة منهم. وبالنظر في وجوه هؤلاء نجد كلّ ألوان الكراهية والحقد الأسود والأعمى يسيل من عيونهم وأفواههم وسيمائهم وجلودهم وملابسهم، فنقول وبخوف (الله يستر!). وبالفعل فكل ما يحدث من تمزيق أجساد الناس البسطاء في الشوارع والمحلات والبيوت والكراجات والسيارات والعمارات هي تحصيل حاصل لحرية الحركة لهؤلاء الكالحين الذين يقطر الدم من ألسنتهم وسيمائهم غير البريئة ابداً رغم كل ما يتشدقون به من وطنية مزيفة وحرص على الشعب العراقي الذي ساموه كلّ ألوان العذاب فأحالوا ايامهم لياليَ سوداء مظلمة.

لقد وقف ويقف مثال الآلوسي في وجوههم دون خشية ولا خوف مثل غيره من الذين في ظلالهم يجري ما يجري من الفساد والسرقة واللصوصية والاجرام المخفي والملفات السرية التي يحتفظ أولئك الكالحون ببعض خيوطها ليهددوا بكشفها سراً وعلانية حين يحاول هؤلاء المساس بأولئك!

أما الآلوسي فما نراه من خلال متابعتنا له أنه خالٍ من هذه الشوائب المضرّة والجراثيم المعدية لذا ينبري وبشجاعة في وجوه القوم ومن كل الجبهات. فهو لا يحابي أحداً لا جهة أوقوة سياسية داخلية ولا دولة من دول الجوار ممن تلطخت أيديهم وبيوتهم وجدرانهم ومدنهم وصالاتهم السرية وملابسهم الخارجية والداخلية وجلودهم الوسخة بدماء العراقيين الأبرياء من بسطاء الناس وفقرائهم والباحثين عن اللقمة الحلال بعرق جبينهم الخالي من الفيتامينات والدولارات الملوثة والأسمدة الفاسدة من أموال النفط والشفط واللفط والبنوك المنهوبة التي انكشفت والتي في طيِّ الكتمان.

فالآلوسي رجل المواقف الشجاعة والصراحة الفاضحة، زار اسرائيل وأعلنها على رؤوس الأشهاد، فقامت الدنيا ولم تقعد! والكثير من النواب والسياسيين العراقيين من الصارخين والمحتجين ورافعي رايات الوطنية والسيوف الخشبية في محاربة الاحتلال والخطب القومية الرنانة المزيفة المدمرة للحرث والنسل والزرع والضرع كانوا يلتقون بالاسرائيليين في بروكسل ومن خلال منظمة مجاهدي خلق. ولربما يلتقون بهم هنا وهناك في العواصم العربية التي فتحت ذراعيها وأحضانها وأجهزة مخابراتها للأسرائيليين فيصولون ويجولون بلا قطرةِ عَرَق من الخجل.

ورحم الله الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فحين هبّتْ في وجهه العواصف العربية الماحقة الزاعقة الناعقة التي ما قتلت ذبابة ـ كما قال الشاعر الرائع الكبير نزار قباني ـ بعد أنْ زار اسرائيل وشرع بصراحة وشجاعةٍ يفاوضهم على المكشوف فوصموه بالخيانة العظمى والتي أودت بحياته بعملية اغتيال شارك فيها أكثر من طرف، قال في احدى خطبه التي أتذكرها وفي حينها ( أنا أفاوضهم من فوق الطربيزة، وهم من تحت الطربيزة). وقد أثبتت الأيام صحة كلامه، فتبين انهم يفاوضونها ويجلسون مع قادتها من قبل أن يزور هو اسرائيل، وحتى قبلَ أن يفكر في ذلك، وأن بعض الملوك والزعماء العرب كانت لهم علاقات شخصية وعائلية ببعض قادة اسرائيل.

وآخر ما افادنا به الآلوسي هو تصريحه أمس عن كارثة الأربعاء 19 آب الماضي وكشفه عن تورط اثنين من السياسيين العراقيين الكبار فيها بناءاً على اعترافات المتهم الرئيس، الذي اعترف وفق تصريح الآلوسي بأن المخططين في سوريا أشاروا عليه بالاتصال بهذين السياسيين طلباً لمساعدتهما حين صرح لهم بأن الأمر فوق قابلياته ويحتاج الى إمكانيات كبيرة. وقد طالب الآلوسي الحكومة بكشف اسميهما للعراقيين وإلا سيكشفهما هو.

فهل تجرؤ الحكومة على كشفهما أم أن وراء الأكمة ما وراءها وستدخل في دهاليز المساومات السياسية وحجة الحفاظ على العملية السياسية وخطط المصالحة الوطنية مثلما حدث قبلاً؟

ثم أين السابقون من السياسين والمسؤولين الموغلين في دم العراقيين أمثال عبد الناصر الجنابي ومحمد الدايني وعدنان الدليمي وأسعد الهاشمي وغيرهم من المختلسين والفاسدين من مثل وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني؟

إنّ العراق في هذه اللحظات العصيبة والمؤامرات المحاكة من كل حدب وصوب داخلياً وخارجياً، إقليمياً ودولياً، بحاجة الى امثال مثال الآلوسي في حرارة ما يكنون من وطنية، وما يضمرون من حرص على مصالح شعبهم، ومن صراحة وقول ورأي لا يعرف اللفّ والدوران والمزايدات ودهاليز السياسة والمكائد والمساومات والمحاباة لأية جهة تؤذي وطنهم وشعبهم. مثله مثل القاضي وائل عبد اللطيف.

وللعلم لا علاقة لي مع مثال الآلوسي ولا اتصال لاشخصياً ولا سياسياً ولا اتفاقاً في الرأي والتوجه، حتى لايُساء فهم ما أرى في شخصيته المثيرة للاهتمام والتقدير. فكل ما أرى فيه وأتابعه من بعيد هو هذه الصراحة المدهشة وهذا الحرص الشديد وهذه المشاعر المخلصة من الألم على ما يتعرض له العراق والعراقيون، وعدم اتخاذ اجراءات صارمة حقيقية قانونية بحق الجناة والمجرمين والارهابيين أياً كانوا ومن أية جهة أو قوم أومذهب. اضافة الى معاداته الشديدة للمحاصصة الطائفية والفساد المستشري في مفاصل الدولة.


عبد الستار نورعلي
الأحد 6 سبتمبر 2009

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات