لا تخلو ذاكرة احد منا من صورة المشهد المكرر في الافلام الامريكية ، حيث يجلس الرئيس الامريكي بملامح وجهة الهادئة والتي لا تمنع سماعنا لصوت دقات قلبه العالية خوفا علي حياة البشر من تهديد الاشرار القادمين من الكواكب الأخرى او هجمات جيوش كوريا الشمالية او الصين وروسيا والذين ارسلوا جواسيسهم ليفجروا القنابل لقتل الاطفال الابرياء وتدمير الحياة .
و يقطع المشهد صوت احد القيادات الجالسة علي مائدة العمليات المستديرة ليطلب من الرئيس ان يوافق علي قيام اسراب الطائرات الموجودة علي اساطيل السفن في مياه المحيطات بتنفيذ ضربة سريعة لتدمير كافة الاعداء، وهنا يفكر الرئيس بعمق ، وتغرورق عينية بالدموع خاصة بعد ان دخلت السيدة الاولي الي حجرة الاجتماعات و امسكت يديه وهمست له ( حبيبي .... العالم كله ينتظرك لتنقذه ) فيصرخ الرئيس كلا انتظروا ، ان الطائرات قد تتسبب في قتل احد الاطفال الذين لن يستطيعوا الهرب ، ويمسك الرئيس الطيب تليفونه المحمول للاتصال بسوبر مان الامريكي المولود في كوكب كريبتون فيرد عليه البطل سوبر مان وهو يأخذ جوله حول الكره الارضية :- اوامرك سيدي الرئيس
ويطير سوبر مان سريعا بسرعة البرق لهبط اسفل المحيط و يخرج من بين القشرة الارضية ويفاجئ الاشرار ويقتلهم ويأخذ القنبلة ليطير بها الي الفضاء الخارجي ويرميها بقوه لتخرج خارج المجرة وتنفجر بعيدا ،وتضج القاعة بالتصفيق والهتاف والاحضان ويرفرف العلم الامريكي عاليا ويقوم رؤساء العالم بمحادثة الرئيس العظيم شاكرين له علي حمايته للأرض والبشرية .
لقد سئمت من هذه الهلاوس وهذا الكذب الذين يربون عليه الصغار ،،،، كيف يغرسون في الاطفال منذ الصغر مثالية العم سام واخلاقه العالية والتي تجعله يسهر نهارا وليلا علي راحتنا ليحمينا من الاشرار حولنا ويحمينا من شر انفسنا .
الم يحن الوقت لنصنع بأنفسنا افلام واقعية لنري فيها رئيس بلاد العم سام وهو يعقد الصفقات مع ارهابي العالم ، وهو يقسم الغنائم مع لصوص العالم ،،، وهو يبيع اعضائنا لاطباء تجارة اعضاء البشر ،،،، وهو يغير الخرائط مع كلاب حكام العالم – شريطة ان نقبل ان يظهر في المشهد ايضا بشفافية من هم ارهابي ولصوص وتجار وكلاب الحكم بالعالم ، فانا لا اعني برفضي السيناريو المصطنع الذي يروننا اياه كل يوم ان نخدع البسطاء ظانين ان الملائكة الذين حكمونا تعرضوا للظلم .
لا ..... فلولا وجود في من حكمونا نعاج جبناء لما تجبرت علينا الذئاب ولولا وجود في من حكمونا لصوص ما كانوا عقدوا الصفقات مع اللص الاكبر .
التعليقات (0)