مت يا " مواطن " إلى أن يجئك الربيع .. !!
هناك من يصدر الحديد وبعض مواد البناء الأخرى ،
للمحافظة على ارتفاع أسعارها محليا بشكل مستمر .
وهناك من يحتكر الأراضي السكنية للمحافظة
على ارتفاع أسعارها بشكل مستمر .
وهناك من يحتكر وكالات السلع المهمة
للمحافظة على ارتفاع أسعارها محليا بشكل
مستمر .
ثم لا يكفي هذا .. بل هناك من يحافظ على
( استقرار ) هذا الوضع الاقتصادي
لمصلحة الاسم المنصوب وعلامة نصبه
( العدالة الاجتماعية ) الظاهرة على أوله وآخره .
ثم لا يكفي هذا .. بل هناك من يصدر الأخطاء للخارج ،
لنظل في نظر أنفسنا ذلك المجتمع المنزه والمعصوم
من الأخطاء .. سيما ونحن شعب الله المختار !
فليس منا ولا فينا ، من يسرق المال العام وهو مطمئن
لا يخشى شيئا .
وليس منا ولا فينا ، من يصرح كل يوم :
" كل شيء على ما يرام يا طويل العمر "
وهو والله لمن الكاذبين يا طويل العمر .
وليس منا ولا فينا ، من يتأبط كل يوم " معروضه "
على باب أمير يطلب علاجا على نفقته الخاصة له أو
لأحد أبنائه . ( فصحة الوزارة ) عندنا خالية من الأمراض
والعلل ، وبيئتنا ليس فيها لا ضنك ولا مضنوك
ولا متصدع ولا مصدوع ،
وطرقنا ليس فيها لا فاجع ولا مفجوع ، ولا قاطع
ولا إسعاف مقطوع ، ولا عظم طالع ولا نازف
" ملطوع " ولا ساعة تموت كل أربعة مواطنين !
فلا يغرنكم شنأن قوم اهتز لهم " عقال " على طريق
لا يسلكه إلا الثقال !
وليس منا ولا فينا ، عائلة تسكن قاربا أو " جيمسا "
أو أوتوبيسا أو " صندقة زنكا " .
وليس منا ولا فينا ، من يرتكب كل يوم خطأ طبي ،
ولا من تذهب روحه أو يعاق إعاقة دائمة ، جزئية
أو كلية ، بسبب الأخطاء الطبية ، ثم لا يأخذ لا حق
ولا باطل ، فالقضاء قضاء الله وقدره وتوقيع المريض
في السجل بتحمل كامل المسؤولية .
وليس منا ولا فينا ، من يسخر من عقولنا رغما عنا ،
فالمجال مفتوحا له لممارسة سخريته ، ودجله ، وشعوذته ،
ما دام يعمل لمصلحة تاجرا ما ، أو آجرا ما ، أو حاجرا ما .
وأخيرا ، ليس فينا ولا منا ، من يحتكر الرأي والقرطاس والقلم
وكأنه المجدد لدعوة " أبن فرناس " أو محمد خير الناس .
إلى أين .. ؟ عفوا .. الحكاية لم تنتهي بعد .. !
وليس منا ولا فينا ، 90 % من المعاقين معاقون بسبب حوادث
السيارات ، وهي الأخرى بسبب طرق وزارة النقل ، والاحتكار ،
والغش التجاري ، وضياع حقوق المستهلك ، وأنظمة المرور
المتهالكة والمتخبطة والعشوائية .
وليس منا ولا فينا ، معاقون ينتظرون دورهم المتوقع
خلال بضع سنين فقط للحصول على ( العطية ) الممنوحة فضلا
وتكرما ، ولذلك تسمى ( معونة أو مساعدة أو كفالة اجتماعية ) ،
وقد لا تأتي ، فهي تحتاج لمعقب سريع ( النقز ) خفيف اليد ،
يقدم " معروضه " بخفة .. وبحركة لطيفة مع ابتسامة خفيفة ،
ومت يا " ........... " !!
التعليقات (0)