متى يلتفت حمدوك لهموم الداخل؟
بعد الكشف عن تكلفة استئجار الطائرة الفاخرة المزودة بغرفة نوم. التي عاد بها د.حمدوك (رئيس
وزراء دولة من ضمن افقر بلدان العالم) من المانيا. ..... فقد ان الاوان لمحاسبة د.حمدوك على تكلفة اسفاره المتواصلة هذه. والطلب منه تقديم كشف حساب الى هذا الشعب المنكوب بنخبه ومثقفيه عن المنجزات التي اسفرت عنها هذه الرحلات التي لا تتناسب تكلفتها الباهظة مع قيمة وحجم مردودها الهزيل .... ولا مع حال البلد الاقتصادي المزري .... ولا مع حالة الميوعة السياسية ... وضعف الانجاز سواء في مجال رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب او حصول السودان على اعفاءات ديون او حصوله على اعانات ومعونات على ارض الواقع .. ومحاذير فشل التوصل إلى سلام ..... وحيث نلاحظ ان معظم ما يحصل عليه السودان الان من هذه الرحلات الحمدوكية الباهظة التكلفة لا تعدو عن كونها مصافحات وصور تذكارية وشرب أنخاب .... وبالجملة كلام في كلام ... وامنيات طيبة واعجاب لفظي ووعود على الألسنة لا ترقى حـتى إلى ورق ..
من سفرات حمدوك هذه نسمع جعجعة ولا نرى طحنا .... ولا يعقل ان يكون مجرد مصافحة حمدوك لبومبيو الخارجية الامريكية كلما التقى به مصادفة في الردهات والممرات وبوفيهات المؤتمرات واشارات المرور هو انجاز عظيم في حد ذاته ؛ نتوقع منه أن تحل علينا به البركة فنسارع نكتب #شكرا حمدوك
وبالنظر الى ضعف الأداء وعدم الانجاز الداخلي ، والتردّد والخوف والوجل الناتج عن العوز إلى الخبرة في تسيير أمور دولة ؛ سواء في ملفات السلام وتفكيك التمكين. وتوفير اقل متطلبات معاش الناس من خبز ووقود وكهرباء ومواصلات.. الخ ...... فلا غرو أن تصبح سفرات حمدوك الكثيرة هذه بلا معنى ولا طعم ؛ لكونها لم تسهم بناتج ملموس على الارض ..... ولا غرو ان تصبح هذه السفرات في نظر الشعب مجرد سياحة ونقاهة وهروب من الواقع .... ومضيعة وقت.. ومصدر للتهكم وإطلاق النكات.
في البداية انبهر الشعب برؤية رئيس الوزراء وهو يلتقي بمسئولين من الولايات النمتحدة واوروبا الغربية ويصافحهم ويتبادل معهم الحديث . ويلقي كلمة السودان من على منبر الامم المتحدة وأخرى من على منبر الإتحاد الأوروبي . وهو الذي لم يكن متاحا للرئيس المخلوع عمر البشير ونوابه ورؤساء وزارائه ..... ولكن شيئا فشيئا افتقدت هذه اللقطات بريقها ووقعها النفسي المبهر . لاسيما وانها لم تنتج للبلاد مصلحة يلمسها الشعب في حياته اليومية معاشه أو ترفع عن كاهله معاناته.
ثم أن حمدوك ليس من حقه أن يدعي أنه صاحب فضل . وذلك من واقع أن ثورة ديسمبر الظافرة بشبابها الشجاع المذهل ونضالهم وشهدائهم الأنقياء ؛ هم الذين لفتوا الأنظار ونالوا الإعجاب .. ومنحوا السودان هذا الألق وأعادوا إليه حلل البريق ... ولم يكن لحمدوك يد في ذلك.
المشكلة اليوم ان حمدوك يتصرف وكانه رئيس جمهورية فخري بلا سلطات دستورية. وليس رئيس وزراء تقع على عاتقه مهام تصريف شئون البلاد ، ووضع البلسم على جراح شعبها خلال فترة انتقالية محددة المدة. فيصرف معطم فكره وجهده ويقدح عقله لتوفير أقصى ما يمكن من متطلبات هذا الشعب اليومية الحاضرة العاجلة من خدمات وعذاء ..... ولا أدري ما هو السر في إهمال حكومات البلاد المزمن لجانب توفير رغيف الخبز والوقود على الرغم من أنه أكثر السلع والمواد التموينية ضغطا على وتأثيراً على حياة الناس في كافة البلدان؟ .. ثم وعلى ضوء أن أزمة الخبز والوقود كانتا الشرارة التي أشعلت الشارع وزلزت الأرض تحت أقدام نظام المؤتمر الوطني البائد ؛ وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ... فماذا يظن حمدوك ووزرائه المنوطين بهذه الملفات ؟ .. هل يظنون أنهم "حالة خاصة" ؟ .. وأنهم أرفع من أن يطير الشعب بكراسيهم ويلحقهم بمن سبقهم في المؤتمر الوطني؟
والملاحظ حتى اللحظة ان حمدوك لم يدلي . بل يتحاشى عن عمد ويتهرب من التدخل الفاعل لحل مشكلة الخبز والوقود .. الخ...... الذي اصبحت ادارة ازمته سيلفي و سوشيال ميديا ولايكات وتشيير ولعب عيال.... واكثر من قرار متضارب في ان واحد. لا يؤدي سوى إلى المزيد من تفاقم الأزمة.
كما نلاحظ ان حمدوك يتحاشى النظر والادلاء باية تصريحات حول اداء وزارة المالية ، لتي يبدو انها اصبحت "دائرة" تعمل لمصلحة طائفة بعينها دون السودان وشعبه ومصالحه العليا.
كارثة انبوب النفط الذي كان في حقيقة الامر فضيحة بكل المقاييس . مرّت مرور الكرام على حمدوك ، ولم نسمع له حسا ولا خبر . . في حين ان تلكؤه في تنفيذ قرار تفكيك التمكين كان هو السبب في ما حدث من تخريب فلول النظام البائد لنظام التسخين...... وهو تخريب كلف خزينة الدولة ملايين الدولارات.
لا يوجد تنسيق البتة الآن في حكومة حمدوك ... وجميع ما يجري لحن نشاز بلا مايسترو ولا من يجيدون العزف أو ضابط إيقاع.
حمدوك لم يعرفه الناس .. ولم يقفز إسمه للترشيح إلى منصب رئيس الوزراء إلاّ بسبب رفضه المشاركة بتولى وزارة المالية والإقتصاد الوطني في "وزارة الصدمة" على أواخر أيام عهد الكيزان البائد.... وسجل بذلك سابقة لفتت إليه الأنظار .. وكان ذلك كل رأسماله الذي جاء به رئيسا للوزراء دون إدمان تفكير من الحرية والتغيير.
وقد كان من أفدح أخطاء حمدوك منذ البداية أنه خضع لضغوط مكونات قوى الحرية والتغيير المتشاكسة . فقبل سواء عن رضا أو على مضض بإتباع منهج المحاصصة في إختيار وتعيين الوزراء . وحدث ما حدث وكان متوقعا من هذا النشاز الذي يسيطر على أداء الحكومة الإنتقالية..... والتي يستحق أن نطلق عليها "حكومة لحم الرأس" بإمتياز.
وكذلك فاتت على حمدوك فرصة أن يجمع حوله شباب الثورة وأصحابها الحقيقيين . واختار على غير هدى الخضوع إلى قوى الحرية والتغيير على إعتبار أنها هي التي جاءت به ؛ وقبل المجلس العسكري وقتها بخيارها دون ملاججة لأمر في نفس يعقوب .. ولسان حاله (العسكري) يردّد "على نفسها جنت براقش".
ربما كان حمدوك مناسبا لتولي حقيبة المالية والاقتصاد كوزير . وليس الجلوس على كرسي رئاسة الوزراء الاكثر اتساعا وتعقيدا من مواهبه وقدراته القيادية المؤهلة لاعتلاء مثل هذا المنصب ، الذي يحتاج الى مايسترو اكثر من حاجته الى ابن بطوطة.
التعليقات (0)