مزق دفاترك القديمة و أكتب لمصر شعرا جديدا يليق بها فنحن لسنا أقل من ثورة الشعب التونسى الذى لم يخاف من تحذيرات الفزع التى تبثها مثلنا جوقة أوركسترا الإعلام الحكومى و أغلب الإعلام الحزبى و المستقل "الذين أعتادوا على تلقى التعليمات و العمالة لأى نظام وملاعقة مؤخرته ولحس أحذيته " للتهويل من شأن التيارات الدينية و السلفية فإصرار الشعب فى تونس على حل الحزب الدستورى آلة الديكتاتور زين العابدين بن على للقضاء على الفساد لم يصل إلى قطار الثورة المصرية إلى محطته بعد ... فهل لم يصل إلى علم الأخ محمد رجب والأخ عبداللاه وراثة مبارك و إبنه و أمينهم العام صفوت الشريف فى الحزب الوطنى أنهم ينتمون لحزب يأوى وكر من مافيا منتخب القتلة و اللصوص و المنتفعين والمرتشين والسفهاء وتاجر الشعوب و البلطجية و المنافقين وبرامجه للعبور على عابرة القراصنة نحو شعار أسرق أنهب زور حتى تموت .. فلاشئ أسوء من الحزب الوطنى الديمقراطى بالحياة السياسية فى مصر سوى بقاء هذا الحزب الوطنى نفسه حيث تجمعت وإستقوت قوى الفساد المنظم وإستفحلت من تسمين عجول إلى نفخ ديناصورات فى جوراسيك بارك لفامبير وخارجين عن القانون إبتلعوا الوطن وإمتصوا دمائه ونهشوا لحمه ومصمصوا عظامه طوال 35 سنة فهل هناك حزب فى التاريخ يفصل دفعة واحدة رئيسه لمدة 30 عاما إضافة إلى أمينه العام ومعه 22 قياديا منهم 11 وزيرا ورئيسهم قيد التحقيق أمام النائب العام ويسمى مافعله بكل صفاقة ثورة تطهير فى محاولة لبقاء فلول نظام مبارك و عودتهم للسلطة للدفاع عن مكتسابتهم من عهد الطغيان ..يحرصهم مليشيات أمنية نظامية من مباحث أمن الدولة يستطيعون تجنيدهم وتوظيفهم من الأموال التى أغترفوها من مقدرات الشعب ..لقد حان الوقت لحل الحزب الوطنى الديمقراطى وأصبح ضرورة ملحة لنجاح ثورتنا المصرية مع عزل عناصره القيادية الحالية أو السابقة سياسيا مدى الحياة لإصلاح الحياة السياسية و تفكيك البنية الأساسية للفساد السياسى و إجتزاز جذوره من الأساس و المناخ و التربة التى أفرزت هذا التوليفة من كونفدرالية الملوثين أصحاب الخبرة فى تسميم و تجريد الوطن ..فلاجدوى من تقليم فروع شجرة أصلها نخرها شراهة شهية سرطان الفساد ..
أن وطن جديد يتشكل ولابد أن ننتبه أن عربة الثورة تعود للوراء بفعل قوى الفساد المهيمنة التى إرتضت أن يكون أمين عام حزبها مصور ومنتج منفذ و مخرج أفلام جنسية إضافة لرئاسته مجلس الشورى و المجلس الأعلى للصحافة تكريما له على خبرته فى قيادة شعبة فريق من المومسات فى عهد صلاح نصر فيا العار؟
نريد وطننا يحلم يبتكر ويصنع وينتج واقعا مغاير لطموح لصوص الشعوب ..وطن يعايش ويتكلم روح عصره و عالمه ..عالم يصنعه الشرفاء ..والشرفاء فقط .. أننا نحلم ببناء مجد هذا الأمة و سيبنى شبابه هذا المجد لا شيوخه و لا كهنة معبد شاخوا فى مجلسهم وحيدوا مدافعهم وأمهلوا الفساد مهلة لعله ينتصر على ثورة شعب ولكن فتية أمنوا بربهم وزدانهم هدى كانوا قد مضوا مع رياح الشيطان إتفاق للحرية فى ميدان التحرير سيسقط تعديلات الدستور الفاسدة التى أكدت أن التطهير هو الحل الأمثل لمواجهة الثورة المضادة التى تريد أن تعيد عقارب الساعة للوراء والتى أنتج خيالها المريض تعديل مواد تفصيل كالمعتاد لإقصاء شخصا بعينه هو العالم المصرى أحمد زويل من الترشح لرئاسة الجمهورية فلأول مرة فى تاريخ دساتير العالم تخترع مادة تمنع المتزوج من أجنبية أو من حمل جنسية أجنبية بديلة من الترشيح لرئاسة الجمهورية علاوة على تقييد الترشيح الفردى لرئاسة الجمهورية بجمع 30 ألف مصوت من 15 محافظة بحد أدنى ألف من كل محافظة دون داعى أو شراء أصوات 30 عضو نيابى للتأكيد على بقاء الساحة لذيول ذئاب الحزب الوطنى والقادرين من اللصوص لشراء أصوات المقترعين أو إنتظار الترشيح عن طريق أحزاب المعارضة الفاسدة التى تملك عضو نيابى واحد وهو مايعكس عدم التكافؤ فى شروط الترشيح بين المرشح الفردى و المرشح الحزبى و هو مايستطيع إكتشافه بسهولة طالب السنة الأولى فى كلية الحقوق ؟وهوما يؤدى أيضا فى النهاية إلى التأكيد على النزعة الفاشية والروح الشمولية التى خاصمت الديمقراطية و رسمت منهج حدود ترقيع الدستور و الإصرار على المجالس المحلية المزورة المشرفة على إستفتائه وهى ذات الروح التى حجزت ضباط أمن الدولة الذين أحرقوا وثائقهم ب 6 أكتوبر فى مبنى كلية الشرطة بدلا من السجون وهى التى طالبت من الشعب أن يرجو ضباط الشرطة أن يعودوا إلى ممارسة عملها كأنهم كانوا متغيبين عن الذهاب إلى النادى بدلا من تطالب بمحاكمتهم عسكريا وإعدامهم بتهمة الخيانة العظمى ؟
وفى سياق ذلك فأن رصد و تحليل موقف الأخوان المسلمين من الموافقة على التعديلات الدستورية بل وعدم ترشيح مرشح لهم لرئاسة الجمهورية و عدم إثارتهم حل الحزب الوطنى خصمهم اللدود وإعلانهم المبكرجدا أنهم سيتنافسوا على 35%من مقاعد مجلس الشعب فقط ثم رفعوا سقفهم إلى نسبة 45% من مقاعدهم لا يعنى رسالة تهدئة فقط لأطراف متعددة بأنهم لا يسعون للسيطرة على حكم مصر بقدر ما يفضح أنهم عقدوا صفقة وطبخة فاسدة إعتادوها مع ثورة يوليوسابقا أو مع الحزب الوطنى الديمقراطى وقوى مجالس تحكم فى سرية وعلانية مزدوجة من بقايا نظام مهزوم لإقتسام كعكة الوطن ورغم أنه هذا يبدو أنه مقبول سياسيا فى ظروف عادية الأ أنه خيانة تقتل روح وضمير الثورة وتصفيها لحساب أنصاف الحلول.أصحى يامصر
خالد طاهر جلالة
khaleddirector@hotmail.com
التعليقات (0)