أهم شىء أحدثته الثورة الشعبية هى إعادة السيادة للشعب ، فنزعت السيادة من أى جهه أو هيئة وأرجعتها للشعب وحده ، والواضح أمامنا أن الشعب وهو وحده صاحب السيادة إنصب غضبه على مقرات جهتين أولهما الحزب الوطنى والثانيه هى مقرات أمن الدولة وأقسام الشرطة ، فالأول ساهم بشكل أساسى فى إفساد الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وكان وكراً وشاهداً ومأذوناً غير شرعى للزاوج الغير شرعى بين المال السلطة ، ومنذ "تخلى" الرئيس السابق لم نسمع أى عضو من هذا الحزب ، أما الجهه الثانية والتى طالها غضب الشعب المصرى فهى جهاز الشرطة ، ونحن جميعاً نحترم شرفاء هذا الجهاز فمن منا لا يتمنى أن يلتحق أبناءه بالعمل بهذا الجهاز ، فإبنى الصغير كلما سألته عايز تبقى إيه يا محمد ؟! فيرد مباشرة "ظابط" فاضحك وأقول له (عيش عيشة أهلك يا محمد ) وأقول بينى وبين نفسى والله يا إبنى لو كان فى إستطاعتى إدخالك هذه الكلية وكان الوضع على هذا الحال فلن أوافق على دخولك ، وعلى ما يبدو أن رجال الشرطة لم يصلهم بعد أن هناك شرعية جديدة إستردها الشعب بالدماء من نظام جاء بالتزوير ، فلا أدرى ما السبب فى إعادة لواء تقاعد منذ سنوات ليتولى الوزراة ؟! ، وحتى يشعر رجال هذا الجهاز بأن هناك ثورة قامت بشرعية ووضع ومطالب جديدة يجب إحالة جميع لواءات هذا الجهاز للتقاعد وتصعيد بعض العمداء المشهود لهم بالكفاءة ليتولوا المناصب القيادية ، و يتم تشكيل مجلس أعلى لجهاز الشرطة ويجلسون مع الحقوقيين والقانونيين ورجال القضاء لكيفية حل مشاكل هذا الجهاز وتطوير آداءه ليصبح حقاً فى خدمة الشعب ، إن هيكلة جهاز الشرطة تبدأ من كيفية دخول أبناء الشعب لكلية الشرطة بدون واسطة أو .... ، فالنظام السائد وهو حتمية أن يكون إبن الباشا الكبير باشا صغيور رغم حصوله على "الحركرك" ويُترك الحاصل على مجموع ما فوق التسعين بالمائة لأنه إبن فلاح غير لائق إجتماعياً (!) هو ما ساعد بعض أفراد هذا الجهاز فى تعويض نقص ذكاءهم فى الحصول على المعلومات من المتهمين وذلك بتعذيبهم ، فعلاً مايستحق ثورة تصحيحية حقيقية هو جهاز الشرطة .
التعليقات (0)