متى يعتذر الفاسيون للسكان الأصليين للمغرب…؟
- تقديـــــــــــــــم-
لعل أكبر خطر يهدد الفاسيين والسلطة الفاسية في المغرب والمتمثلة في الحكومة، هم الأمازيغ. فإلى حدود اللحظة لا زال هناك عداء كبير وخوف تجاه الأمازيغ والأصوات الأمازيغية من طرف الحكومة،ولعل أكبر التصريحات والتهديدات انطلقت من رئيس حكومتنا الحالية "عباس الفاسي" حيث قال ما معناه أنه لن يدع اللغة الأمازيغية تبارح مكانها وسيفعل المستحيل من أجل إقبارها وجعلها أسفل الدركات، وهذه التصريحات اللا أخلاقية واللا مسئولة تنطلق من فم رئيس حكومة مهمتها الدفاع عن مصالح فئات من الشعب يتصدرها الأمازيغ بأغلبية ساحقة، من فم شخص له سوابق مع الشعب حيث كان بطل مأساة "النجاة" التي راح ضحيتها 5 شباب مغاربة انتحروا تباعاً تحت طائلة أن "الفاسي" أكل مالهم ونزع منهم طموحاتهم وآمالهم بالقوة واحتقرهم واستهزأ بهم .
- رجــــــوع إلى الأصــــل-
الأمازيغ هم السكان الأصليون للمغرب ولشمال إفريقيا، وقد عاشوا في التحام شديد لم يُعرف له مثيل في العالم بأسره حيث أنهم قاوموا الرومان والفراعنة في أكثر من جبهة وخرجوا منها بانتصارات شهد لهم بها التاريخ على مر السنين فقد أسسوا جيوشاً عظيمة يحسب لها مليون حساب حيث أن الرومان لطالما أرادوا النزول إلى المياه الدافئة في الجنوب أي شمال إفريقيا لكنهم يصطدمون بجيوش الأمازيغ العظيمة. فقد أتى اليهود أولاً إلى شمال إفريقيا بعاداتهم وتقاليدهم وبدينهم ولغتهم فلم يستطيعوا النيل من هذا الجسم المتماسك لسكان شمال إفريقيا ولم يستطيعوا اختراق تماسك العرق والثقافة واللغة للأمازيغ، بل إن اليهود هم من اندمجوا مع العرق الأمازيغي المنفتح على العالم وتعلموا بذلك لغتهم وتقاليدهم وأصبحوا جسماً واحدا يتكلم لغة واحدة. وبعدهم أتى النصارى "المسيحيون" في خطوة لفهم الثقافة المنتشرة في شمال إفريقيا ليتيسر لهم اختراقه. وقاموا بحملات تبشيرية لكنهم يئسوا من الوضع لأن الأمازيغ لم يتقبلوا دينهم ولا لغتهم ولا أي شيء منهم فرجعت طائفة كبيرة منهم إلى أوطانهم خائبين، لأنهم لم يجدوا همجاً كما يحلوا لأعمدة الإستكشافات العرب أن يصفوهم، بل وجدوا حضارة وقيماً ولغة حية وثقافة عريقة يستحيل إيجاد مثلها في العالم ولا مثل تماسكها وقوتها، وأخيراً أتى العرب بسيوفهم وبدينهم فاستقبلهم الأمازيغ لأن دينهم كان أعظم منهم ومن لغتهم ومن أصلهم الجاهلي.
-الحـــــــــــــــاضـر -
الحركات الأمازيغية في المغرب تعد برؤوس الأصابع ولن نستغرب الأمر لأن السلطة "الفاسية" تمارس التضييق عليها وتراقب كل تحركاتها ولا تسمح بأي نشاط تمارسه وتسميه اعتداء على الأمن العام.
فالأمازيغية كلغة والأمازيغ كحضارة وثقافة لها مقوماتها، يستحقون مكانة رفيعة داخل مكونات المجتمع المغربي عوض تهميشهم والتنكيل بهم، فإلى حدود اللحظة لم نسمع عن مسؤول حكومي يدافع عن الأمازيغية ومستعد لوضع أجندة للنهوض بها وجعلها لغة حية كما في السابق أي قبل التعريب. فأصدقاء عباس يختارهم ممن يكرهون الأمازيغية والأمازيغ. أقصد هنا "عباس الفاسي" وهو رئيس حكومتنا الكرتونية لأننا لا نملك غير واحد "شيب لينا ريوسنا بسياسته الفاشلة" أما أعداؤه فهم الرأي الآخر والأقلام الحرة ومن يريدون ترسيخ الديمقراطية ولو بأضعف الإيمان من صحافة مستقلة وإعلام حر نزيه ومسئول ومواطنين.
- (الحاضر و المستقبل)== قمة العنصريـــة "التهميش"-
المُلاحِظً لخريطة المغرب سواء السياسية أو الاقتصادية وحتى الاجتماعية يتضح له وبالملموس حجم عنصرية عباس والأسرة الفاسية التي تقالبت على الحكومة المغربية منذ الاستقلال، فحكومة الاستغلال هذه عفواً "الاستقلال" أثبتت من خلال تثمينها ومساهماتها الكبيرة في المشاريع التنموية لقطر الرباط الدار البيضاء وفاس وما جاورهما من المدن الصديقة والشقيقة للفاسي وأصهاره ممن يمسكون بزمام الأمور في هذا البلد ناسين ومتناسين ومهمشين عمداً أقطاراً أخرى يعاني أبناؤها الأمرين جراء سياسة عباس الفاشلة لكنهم لا يريدون أن يطلبوا من عباس المعونة فقط من كثرة تعففهم. كالريف الذي ظهرت فيه عيوب كثيرة في بنيته التحتية الهشة من جراء الفيضانات استدعت تدخلاً مخجلاً من الحكومة بعد غضبة ملكية نزعت النوم من جفون بنموسى وحسني بنسليمان.
- أما إيمينتانوت فقد ضمدت جراحها وشمر أبناؤها على سواعدهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هول كارثة ضربت مدينتهم صبيحة يوم العيد في انتظار رحمة الله التي لا تنقطع أما الحكومة هنا ولا مساعداتها فلا أحد يعرف عنها شيئاً فكل ما يعرفه السكان هنا هم "زبانية الدولة" فعوض أن يرسل عباس الجنود لإنقاذ الأرواح يطلب من العنيكري إرسال زبانيته لاعتقال المتظاهرين ومنع الاحتجاجات
- سيدي إيفني حيث المئات من الشباب الغاضب الناقم على الوضع، خرجوا إلى الشارع في خطوة تصعيدية بعدما تم تجاهل مطالبهم المشروعة من طرف المخزن ليلقوا مصير كل من تسول له نفسه التعبير عن الرأي في هذا الوطن "السجن".
- سكان الأطلس وكارثة الثلوج والبرد القارس الذي جعلهم ينتظرون هول مصيرهم آملين من الله الرحمة لأنه وليهم ونصيرهم.
-البهاليل "صفرو" الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خرجوا للشارع للتعبير عن مدى امتعاظهم من أزمة الغلاء الفاحش التي تطالهم حاملين بين أيديهم كسرة خبز يعبرون من خلالها على بساطة مطالبهم المشروعة، فكان جواب الدولة المخزنية عليهم أن أرسلت إليهم زبانية العنيكري وأرسلت اغلبهم إلى السجن والبقية فرت أو أرسلت إلى المستشفى بسبب الإعصار المخزني العنيف الذي طالهم.
-سوس هي عز المغرب ونخوته لأنها جهة عصامية لا تنتظر من عباس الفاسي ولا من أي وزير من حكومته أي شيء تكافح من أجل مواطنيها الذين يئسوا من حكومات المغرب النافع فشمر سكانها على سواعدهم وأسسوا مدارس في القرى والمدن وبنوا قناطر وطرقاً وشيدوا سدوداً، كل هذا من جيوبهم ومن التحامهم وإيمانهم بالعمل فالبحث عن أدلة على ما أقول لن يستغرق سوى عدة ثواني لتكتشفوا أن سوس من صناعة "المحسنين" وعادة "التويزة"، أما انتظار الحكومة لكي تأتيهم بمشروع مدرسة أو مشروع مستشفى فكل هذا بالنسبة إليهم أضغاث أحلام لأن الفاسي لن يأتي أبداً إلى سوس إلا للإستجمام أو لتمضية عطلة. فليأخذ الفاسي هذا الدرس من سوس العصامية.
فإلى متى سنسكت عن تصرفات هذه الحكومة الفاشلة والتي لا نسمع عنها غير الفضائح والأزمات. فعوض أن يتصالح عباس مع شباب المغرب وسكان المغرب وضحايا النجاة "30 ألف شاب" يكشر أنيابه ويعلن التحدي رغم أن المغاربة من أصغرهم إلى أكبرهم يعلمون علم اليقين أن عباس فقط يجتر كلمة "التحدي" ولا يملك لها تأويلاً …
- اعتـــــــــــــذار ومدح-
في كندا طوى السكان الأصليون والحكومة والضيوف صفحة عكرة من تاريخهم بعد "اعتذار" الحكومة للسكان الأصليين وما ارتكبته في حقهم من استعمار للأرض واللغة والثقافة. الآن هم يشاركون في بناء الوطن وفي توفير "الرفاهية" للسكان فغدوا نموذجاً يُحتذى به من الشعوب التي تحدت الخلافات وصنعت وطناً يحضن الجميع ويعطي لكل ذي حق حقه.
غير بعيد عن كندا وبالتحديد في جنوبها أي "الولايات المتحدة الأمريكية" يعيش الآن ما لا يقل عن 400 مليون أمريكي تحت علم يعترف بهم ككيانات متحدة فيما بينها ومختلفون في اللغة واللون والعرق والعقيدة لا يعتريهم شك ولا ريب في انتمائهم الأمريكي الذي يضمن لهم كل الحقوق فقد تصالحوا مع ماضيهم وصنعوا تاريخهم بأيديهم.
أستراليا أو العالم الجديد كما يحلوا للبعض تسميته، منذ مدة ليست بالقصيرة اهتدت إلى طريق الصواب ألا وهو "الاعتذار للسكان الأصليين" فقد كان لِزاماً عليها أن تتخذ هذه الخطوة لأنها وببساطتها تعد أعظم شيء تفعله أي دولة تريد لنفسها الازدهار والرفاهية كأستراليا وقد كانت خطوة مهمة صفق لها الاستراليون والعالم أجمع وذلك لشجاعة هذه الدولة ومسئوليها الذين رأوا أن عدم طي صفحة الماضي سيبقى عقبة أمام تقدم دولتهم.
- الهند وجنوب إفريقيا والصين وإيران وتركيا وأمريكا اللاتينية وربوع كثيرة من أوروبا الشرقية كلها طوت صفحة الماضي وراهنت على الحاضر لكسب المستقبل. وتنظر إلى المستقبل بعيون ملؤها التحدي من أجل رفاهية الشعب.
-طلــــب اعتـــــــــذار-
إلى : "الحكومة المغربية"
الحمد لله وحده
وبعد:
السيد رئيس الحكومة.
لي الشرف أن أخاطبكم باسمي وباسم جميع المغاربة الذين يشاطرونني نفس الرأي لأطلب منكم "الاعتذار للسكان الأصليين للمغرب" وبالتالي تحذون حذو الدول المتقدمة وتبلون البلاء الحسن في خدمة وطنكم المغرب وهويته وثقافته وتنوعه وشعبه. أسوة بباقي رؤساء الشعوب المتقدمة وتكونوا قد استحققتم الثقة التي وضعها فيكم هذا الشعب الحر الأبي.
والسلام.
إمضاء : مواطن مغربي
عبد الله بولحيارا ـتيزنيتـ
deelyara@yahoo.fr
التعليقات (0)