عقب إقالة اللواء حسن الألفي من منصب وزير الداخلية وقع اختيار الرئيس مبارك علي اللواء حبيب العادلي القادم من رئاسة مباحث أمن الدولة ليسجل بحلول نوفمبر الماضي عشر سنوات في منصبه كأطول وزير داخلية بقاء في عصر مبارك أو حتى في تاريخ مصر الحديث، بالرغم من وقوع العديد من الحوادث الإرهابية وأحداث الفتن الطائفية والمظاهرات المنددة بعهده وسياسته،وهي الأمور والحوادث التي كانت كفيلة بإقالة ثلاثة وزراء داخلية من قبله، إلا أن العادلي بالرغم من تشابهه مع سابقيه في الفشل الأمني وتوالي الأحداث المؤكدة لهذا الفشل،إلا أنه نجح في تدعيم جذوره داخل الوزارة والحفاظ على الكرسي بخططه الجهنمية في حفظ الأمن السياسي،وكما أولى كرسيه الوزاري اهتماما بالغا لتأمينة كذلك أولى كرسي الرئاسة اهتمام أكبر وهو ما أدي إلى استمراره بالوزارة ليسجل الرقم القياسي بين وزراء داخلية مصر خلال قرن من الزمان.
والعادلي شهد عهده الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان وامتلئت المعتقلات بالمعتقلين وخرجت ضده آلاف المظاهرات المنددة بسياساته وبأفعال ضباطة ،ففي عهده قتل أكثر من 600 مواطن داخل أقسام الشرطة نتيجة التعذيب من إجمالي 11250 مواطن تعرضوا للتعذيب داخل أقسام الشرطة منهم 4220 أصيبوا بعاهات مستديمة..علاوة على ذلك 140 ألف معتقل سياسي دخلوا السجون وأصيبوا بالأمراض المزمنة الفتاكة.
أما عن الحالة الأمنية فقد رصدت التقارير والأبحاث الجنائية أن عدد القضايا التي قيدت ضد مجهول في الفترة (1997 – 2008) بلغت 9 مليون 625 ألف قضية تقريبا..كما نظرت المحاكم المختلفة أكثر من 21 ألف حركها مواطنين ضد الوزير لتضررهم من سياسته أو من أداء وزارته ،علاوة على ارتفاع نسبة قضايا الاتجار بالبشر لتصل إلى 61 ألف قضية وغسيل الأموال 7600 قضية و النصب والاحتيال41 مليون قضية تقريبا وتوظيف الأموال والاتجار وتعاطي المخدرات وتفاقم ظاهرة الاتجار في الأقراص المخدرة وتعاطيها وتهريبها من الخارج إلى مصر زيادة نسبة جرائم القتل وانتشار أوكار الأعمال المنافية للآداب في مختلف مناطق القاهرة والجيزة والإسكندرية وسرقة الشقق والمنازل في جميع محافظات مصر والسطو المسلح وقطع الطريق والإغتصاب والتحرش الجنسي الجماعي والخطف وتجارة السلاح وحيازته وسرقة السيارات والمتاجر.
وعن العمليات الإرهابية فقد شهد عهد اللواء حبيب العادلي الكثير من الحوادث الارهابية وهي:
17 نوفمبر 1997، قتل 62 شخصا بما فيهم 58 سائحا في الأقصر، وتبنت الجماعة الإسلامية الهجوم.
22 نوفمبر 2000، قتل 13 شخصا وأصيب 24 آخرون، في عملية سطو مسلح على مصرفين بسوهاج، واشتبهت الأجهزة الأمنية في الجماعة الإسلامية.
7 أكتوبر 2004، لقي 34 شخصا، من بينهم سياح إسرائيليون حتفهم، وجرح 10 آخرين في ثلاثة انفجارات استهدفت فندق هيلتون طابا ومنتجعين سياحيين آخرين في سيناء.
23 يوليو 2005، قتل 60 شخصا تقريبا في سلسلة انفجارات استهدفت منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، وبدأت الانفجارات في منطقة خليج نعمة، وكانت من خلال ثلاث سيارات مفخخة ، حيث استهدف الأولى فندق غزالة جاردنز، مما أدى لتدمير الفندق بالكامل، واستهدف الثانية والثالثة منطقة السوق القديمة.
24 أبريل 2006، انفجارات أخرى بمنتجع دهب على ساحل البحر الأحمر، أسفرت عن مقتل 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين، ووقعت الانفجارات في وسط المدينة فى مطعمي "نيلسون" و"علاء الدين" وفى متجر غزالة.
7 أبريل 2005، وقع انفجار في قلب المدينة القديمة بالقاهرة ما أودى بحياة فرنسيين وأمريكي وإصابة 18 آخرون، بالإضافة إلى منفذ الهجوم.
30 أبريل 2005، قتل شخص واحد وجرح ثمانية آخرين، في انفجار بميدان عبد المنعم رياض بالقرب من المتحف المصري.
22 فبراير 2009 قتل فرنسية وإصابة 13 سائحا فرنسيا وثلاثة سعوديين وألماني وأربعة مصريين في انفجار فنبلة بدائية الصنع أمام المسجد الحسيني بالقاهرة.
أما عن المجازر الطائفية فقد شهدت مصر في فترة تولي اللواء حبيب العادلي 1658 معركة طائفية بين مسلمين ومسيحيين راح ضحيتها 1950 قتل وقتيله تقريبا بالإضافة إلى حوالي3500 مصاب.
وعلى المستوى الإداري فقد أدين 5200 ضابط تقريبا و6600 أمين شرطة و 8750 جندي ومندوب ومخبر سري تقريبا خلال عهد الوزير في قضايا سرقة واتجار مخدرات وتعاطي وقضايا آداب ونصب وانتحال صفة وقتل رشوة والتقصير والإهمال واستعمال القسوة مع المواطنين والخروج عن الواجب الوظيفي والتقاعس عن أداء الواجب.
هذا هو بعض من التاريخ الأسود لوزير الداخلية اللواء حبيب العادلي منذ توليه الوزارة وحتى اليوم، والسئوال الموجه من الشعب المصري إلى الرئيس مبارك...ماذا تنتظر لكي يقال حبيب العادلي؟.
التعليقات (0)