أبرزت الأحداث الأخيرة في سوريا صفاقة الأسد ونظامه وقدرته الكبيرة على إختلاق الأكاذيب والإدعاءات ومحاولة تسويقها . يصر النظام على إدعاءاته بأن ما يحدث في سوريا من حراك شعبي هو مجرد جزء من مؤامرة على النظام المقاوم للإصلاح والعدالة ، بحيث برز مبرر جديد مختلق لهدوء جبهة الجولان منذ إحتلاله قبل عشرات الأعوام .
تصديق رواية النظام السوري ، وهو أمر يكاد يكون مستحيلا ،يؤدي الى الوصول الى تصور بأن هناك طابور خامس في سوريا عدده ثلاثة وعشرين مليون إنسان هم أبناء الشعب السوري وحرائره وأطفاله ، يتوجب التخلص منهم وقتلهم حتى يتمكن النظام من الإستمرار في نهج المقاومة "الخاملة" .
ويمكننا أن نتخيل بناءا على رواية النظام ورأسه الذي إستحق عقوبة الإعدام بجدارة بعد إرتكابه وأركان نظامه جرائم حرب موثقة ، بأن بشار وزمرته من مجرمي الشام هم وحدهم الحريصون على الوطن وأن بقاء الوطن مرتبط ببقائهم والتخلص من أبناء الشعب السوري الذي يطالب بالحرية والكرامة ووقف القمع وهي مطالب تشكل عائقا أمام نهج المقاومة كما أنها مطالب مشبوهة ، لأن قصف المدن السورية بالأسلحة الثقيلة من قبل النظام القمعي مبرر فهو تدريب لحماة الديار "الصهيونية" على الحرب .
يجب أن نمنح الطاغية وأركان نظامه فرصة للتخلص من الشعب السوري الذي يشكل طابورا خامسا يهدد نهج المقاومة ، وسوف تشكل المجازر التي يتم ارتكابها حاليا تدريبا للقوات ومعركة أساسية لتحرير الجولان كما قد تؤدي الى الذعر لدى المحتل الإسرائيلي لفظاعتها . ويمكننا أن نتخيل (إذا صدقنا أكاذيب بشار ونظامه طبعا) بأن بشار وماهر الأسد ورامي مخلوف ومملوك وبثينة والشرع وأمثالهم من المجرمين هم من سيحملون السلاح ويتوجهون لتحرير الجولان السوري وربما كافة الأراضي المحتلة بعد التخلص من الشعب السوري الذي يتوجب عليه قبول قمع النظام وجرائمه التي تشكل خطوة ضرورية نحو التحرير.
نسأل الله أن يتمكن الشعب السوري من نيل حريته قريبا وننتظر رؤية بشار الأسد وزمرته من المجرمين معلقين على المشانق في ساحات دمشق جزاءا بما إقترفته أيديهم وليكونوا عبرة للطغاة والمجرمين أمثالهم إن كان من الممكن أن يكون هناك من هم على شاكلتهم.
kalidhameed@hotmail.com
التعليقات (0)