ذكرني إنسحاب مندوبي بعض الوفود الغربية والامريكية
من قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة كلما القى الرئيس الايراني
نجاد كلمته بالاسلوب الذي كانت تستخدمه الوفود العربية في فترة الستينات
والسبعينات والثمانينات عندما كانت تنسحب عند إلقاء الوفد الصهيوني الاسرائيلي لكلمته .
فعند كل مرة ينسحب فيها العرب كانت تهاجمهم الصحافة الغربية والامريكية بشراسة
واصفة اسلوبهم بالهروب من مواجهة المشكلة.
وأن عليهم احترام المنتدى العالمي .
ومع تكرار حالات الإنسحاب والإنتقاد المصاحب له قررنا التخلي عنه.
ليجده الغرب أسلوبا مناسبا مع الرئيس الإيراني .
لنكتشف أن زاوية الرؤيا تحددها المصلحة وليس إحترام المنبر والمنتدى.
كانت مصلحتنا في التجاهل لكننا تخلينا عن الزاوية التي نرى منها الأمور
لنستبدلها بالزاوية التي يراد لنا أن نرى المشهد من خلالها.
كما ذكرني إصرار أبو مازن باعلان الدولة بما كان يسعى إليه ياسر عرفات في الثمانينات
من ضرورة إعلان الدولة فمورست عليه ضغوط عالمية وعربية
لثنيه عن مسعاه والاتجاه للمفاوضات التي من خلالها فقط ستولد الدولة الفلسطينية.
وكانت المصلحة في تجاهل تلك الضغوط .
لنكتشف أن المفاوضات ساهمت في ضياع أجزاء كبيرة من الضفة بعد توسع الاستيطان عليها.
كما ذكرني كلام النتنياهو بعد كلمة أبو مازن بان العرب لايريدون السلام
بالمبادرة العربية حبيسة درج مكتبه منذ ٢٠٠٢.
وبإغتيال إسحاق رابين الذي كان يريد أن يكون ديغولا آخر.
لنكتشف من هم الذين حذرنا منهم كتابنا الكريم
واخيرا ذكرني التصفيق الحار والانحياز الأممي لفكرة الدولة الفلسطينية
وتهديد الرئيس اوباما بإستخدام الفيتو
بالاصوات التي كانت تردد دوما بأن الوسيط الأمريكي ليس نزيها .
لنكتشف أن إستقلال جنوب السودان والضغوط التي مورست ماهي إلا بداية
لتغيير خارطة سايس بيكو
وكانت المصلحة في ضرورة تجاهل كل تلك الضغوط.
فمتى يجب علينا النظر من الزاوية التي تحقق مصالحنا.
التعليقات (0)