متى نخلد ذكرى عظمائنا

تستضيف مدينة نيويورك معرضاً خاص بالاديب الانكليزي الكبير تشارلز ديكنز بمناسبة مرور 200 عام على ولادته للفترة من 23 سبتمبر الجاري وحتى شهر شباط 2012 .

وحسب ماورد في صحيفة ايلاف فأن المعرض سيسلط الضوء على مخطوطات ووثائق خاصة بالكاتب الكبير ونسخ اصلية لبعض رواياته المشهورة التي وضعها النقاد في مصاف الاعمال الخالدة في عالم الادب.

شيء عظيم ان تقوم مدن كبرى بجميع وطاقاتها الاقتصادية والمعنوية والاجتماعية بتكريم المبدعين والعباقرة قديما وحديثاً والاحتفال بالانجازات التي قاموا بها سواء في الادب او الطب او اي فرع من فروع الابداع الانساني.

فمثل هذه النشاطات ستولد دافعاً حيوياً لدى جميع الناس على الابداع والتميز والخروج عن المألوف بعيداً عن روح المنافسة القامة على أسس التميز العنصري او الطائفي والتفرقة بين الاخرين وحب الذات وعدم الاخد بأفكار واراء الاخرين ، ان الدولة او المدينة التي تكرم مبدع ما او متميز ما سواء في حياته او بعد مماته ، ستضع لها علامة مميزة على خارطة الانسانية والاعتراف بأفضال الاخرين .

والجميل ان نرى دول عظمى ومدن كبرى تتسابق فيما بينها لتخليد ذكرى عظمائها وهذا ان دل على شيء انما يدل على قيمة الانجاز والابداع الانساني وتأثيرة على الشعوب .

اما في العالم العربي فالامر مختلف تماماً فنحن لا نخلد ذكرى عظمائنا ولا نحتفل بأنجازاتهم ولا نقيم لهم المعارض لماذا ؟ لانهم في طي النسيان.

فكم من عظيم انجبته هذه الامة على مدار العصور ، وكم من عظيم أتحف العالم بأنجازات ساعدت على تقدم البشرية وانتشالها من ابار الظلام ، وكم وكم وكم ...

روسيا تخلد الذكرى 150 لميلاد الكاتب الكبير انطوان تشيخوف ، ونحن لا نخلد ذكرى ميلاد الحاجظ .

وفرنسا تخلد الذكرى السنوية لميلاد الكاتب فيكتور هوجو ، فلماذا لانخلد نحن ذكرى المتنبي .

عظمائنا طواهم النسيان وهم بانتظار من يستذكرهم بأحتفال او تأبين ونحن مازلنا على هذا الحال ولا ادري متى اشهد يوماً ارى فيه مدينة عربية تقيم معرضاً كبيراً لمنجزات جابر بن حيان او الرازي او طه حسين عميد الادب العربي.

راميار فارس الهركي

كاتب وصحافي من العراق