متى كان المشعوذ يصلح لإثبات عصمة الانسان من عدمه ؟ الفيلسوف الحسني مُخَطِّئَا
في بادئ الامر و قبل كل شيء لابد لنا أن نعرج – ولو بالشيء اليسير – على موقف الانسانية جمعاء تجاه ارباب الشعوذة، فالبشرية وضعت تلك الفئة الضالة في خانة المنبوذين، و أن كل مَنْ يتبع أهوائهم المنحرفة فهو يتجه حتماً نحو الهاوية و سيحصد الخسران المبين في كلتا الدارين، فالقران الكريم قد نهى الانسانية جمعاء إلى عدم الركون لأصحاب الشعوذة ؛ لانهم اشرس من الوباء الذي يفتك بالفرد والمجتمع معاً ومن دون سابق انذار، فأمرت السماء بضرورة الابتعاد عن الشعوذة و اربابها دعاة الفساد و الخراب الدائم على وجه المعمورة، الآن فنعود إلى محور مقالنا لنكشف الحقائق أمام القارئ اللبيب و نزيل حجاب الشك و الريبة من عقول المغرر بهم من أتباع الشهيد الصدر الثاني، وهو متى كان المشعوذ يصلح بأن تكون شهادته دليل قوي على عصمة أي كائن بشري من عدمه كالصدر الثاني مثلاً ؟ هنا يأتي هذا السؤال وغيره خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمرُّ بها العراقيون وهم يعيشون أسوء الظروف و أصعب الاحوال المتردية فمن فساد و إفساد بشتى أشكاله الاجتماعية، يقابله تملص سياسي و ديني من خطورة الانهيار الاقتصادي للبلاد و انعكاساته السيئة على الواقع المعاشي للفرد و الاسرة العراقية معاً، ففي هذه المرحلة العصيبة التي استغلها ارباب الشعوذة لتفتري ببعض الشبهات على الصدر الثاني و تنسب إليه ما هو عنه براء، ومنها شبهة العصمة و أنه كان غني عن الحج، و أنه لا يُخطأ في قراءة القرآن المجيد وهذه الافتراءات كثيراً ما ترددت على لسان المشعوذ ليستخدمها كأداة في التغرير بالبسطاء و اتباع العاطفة فيجني بذلك الاموال الطائلة مستغلاً بذلك محبة هؤلاء للصدر الثاني وهذا ما كشفه الصرخي الحسني في أكثر من مناسبة ومنها تغريدته التي أكد فيها على عدم عصمة الصدر و أنه ليس بمجتهد وفاقد لكل شروط و مقدمات الاعلمية فكيف يكون بمعصوم ؟ فقال فيها : (( قُلتُ وَأكرّر وَأؤكّد بِأنّ الأستَاذ الصّدر كَانَ يُكثِر مِن قَول:{أنا غير معصوم}، بَل قَد جَعَل هذا المَعنَى مُبَرِّراً حَاضِراً لِتَبرِير أخطائِه الكَثيرة جِدًا وَالخَطيرَة المُستَمرّة إلَى آخر عُمْرِه الشّرِيف(رَحِمَه الله)، فَمَثلًا، مَن يُخطِئ بِآيَةٍ قُرآنيّةٍ يَعتَقِدُ أنّه مُفَوَّضٌ بِهَا كيف يكون معصوما؟ ))، وفي هذا الإطار فقد اورد الصرخي موضع شاهداً على عدم عصمة الصدر الثاني من خلال عدم صحة قراءته للقرآن فضلاً الزيادة و النقصان التي وقع في شراكها عند قراءة كتاب الله المجيد وهذا ما تناولته تغريدة أعلاه وما نصه : (( أذكُرُ لكم النص القرآني مع وضع أخطاء الاستاذ بين قوسين:{{بِسْمِ ٱللَّٰهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ: رَبَّنَا[الله..ربّي] إِنِّي أَسْكَنْتُ[تركت] مِنْ ذُرِّيَّتِي[لم يذكرها] بِوَادٍ[في واد] غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا[فتقيموا] الصَّلَاةَ[ربّنَا:(زِيادَة)] فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ}}[إبراهيم37 ))
ومن هذا المنبر الشريف فإننا ندعو كافة أتباع و محبي الصدر الثاني إلى الحذر من كلام المشعوذين و تدليساتهم الضالة فهم من اجل بلوغ مآربهم الخبيثة فلا يتوانون عن فعل أي شيء حتى و إن دفعتهم نفوسهم الضعيفة لسفك الدماء و زهق الارواح و انتهاك الاعراض فلا أمان لهم فالحذ الحذر منهم .
https://pbs.twimg.com/media/EZC1ddzWkAY2fEX?format=jpg&name=900x900
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)