وصلت المقبرة لألقي على المرحوم التحية.
كيف حالك يا ولدي ...
بأحسن حال قلتها برفق وداخلي مهموم عسى أن اخفي عنه وضع مجتمعنا المشؤوم بالتبعية آملا أن يرتاح في مثواه بعد سنين نضال ملحمية
شعر المرحوم بضعف كلمتي الوردية وعاد السؤال بحزم، بلهجة المصر على الجواب
هل مشكلتكم سياسية؟
هل مشكلتكم مادية؟
هل مشكلتكم طائفية؟
أريد الراحة الأبدية فأجبني الحقيقة ولو سلبية
خرجت من صدري تنهيدة شعرت بعدها بالخوف على روحه من عذابات أبدية، وتساءلت في تفسي ... هل أكذب عليه لراحة وهمية؟!
.....
والدي صدقا مشكلتنا فردية
فردية؟! مستغربا ، مستنكرا القضية.
فشددت على الكلمة السحرية وأعلنتها مشكلة فردية
ذكرته بوصاياه لنا قبل وفاته وقلت " أنسيت ميثاق حياتنا اليومية؟! .... إياكم والطائفية ... إياكم أن تأخذكم المادية ... إياكم واللحاق بالسياسة الوهمية ... "
عذرا والدي لكنك لم تحذرنا من تدهور الثقافة الوردية، فتركنا القراءة اليومية وتراجعنا إلى ما وراء القضية، فصارت تأخذنا الشائعات الوهمية ... يمينا ... يسارا ... كل مكان بعيد عن القضية.
ألبست هذه مشكلة فردية؟
ساد الصمت وعدت إلى غرفتي المنسية ... أغوص في أفكاري المتشرذمة المضنية ... متى سنتخطى الفردية!.
التعليقات (0)