90% من ضحاياها من البدو
تقف عائقا فى وجه التنمية فى شمال سيناءوالصحراءالغربية
مليونى فدان يصعب زراعتها بسبب الالغام
يعتقد الكثير منا أنه بمجرد مرور أكثر من ثلاثة عقود على اخر الحروب التى خاضتها مصر ان بذلك قد انزاح شبح تلك الحروب والواقع الذى بين ايدينا يوضح غير ذلك تماما بل انه بمجرد الانتهاء منها حتى تولدت عنهاحرب خفية لعينة راح ضحيتها الاف الارواح ومازالت تلك الحرب تدور رحاها على ارض مصر انها حرب الالغام تلك الالغام التى يعتقد الكثير منا انها مجرد مخلفات حروب وهى فى الحقيقة اكبر بكثير من هذا المعتقد البسيط بل هى انها شبح يطارد ارواحنا وعقبة امام استثمار ثرواتنا التى تحسدنا عليها الكثير من الدول فالحرب العالمية الثانية التى لم يكن لمصر جمل ولا ناقة فيها بل انها كانت عبارة عن ساحة قتال فقط لم تاخذ من تلك الحرب الا 18 مليون لغم زرعتها المانيا وبريطانيا فى الصحراء الغربية اثناء فترة الاحتلال الانجليزى حيث اخذوا من مصر مسرحا للقتال وهاهى النتيجة..
الخسائر البشرية
لقد اثبتت الأحصائيات أن عدد القتلى والمصابين نيجة الالغام منذ عام 1945وحتى عام 1997 من الجانب العسكرى 3012 مصابا 272 قتيلا اما على الصعيد الميدانى 4560 مصابا و418 قتيلا فاذا قارنا سنجد ان الضحايا المدنيين ضعف العسكريين وهذا نتيجة ان الحروب قد انتهت منذ فترة وابتعد الجانب العسكرى عن مواقع الالغام وظل الميدانى يواجه مسيرة امام تلك الاشباح التى لا ترحم ولا تنذر فيسقط فيها دون ان يراها ومعظم ضحايها من أبناء البدو الذين يقطنون الصحراء التى اكتظت بالالغام فهى فى الأصل مسكنهم ومرباهم الذى لا يستطعون الابتعاد عنه حيث مراعى اغنامهم وابلهم وهى تمثل ثروتهم الحقيقية التى يعيشون من خيراتها فيفاجأئون بتلك الاشباح تطاردهم وتهدد ارواحهم وكل عام يسقط منهم اكثر من قتيل ومصاب وياليتها اصابات عادية بل ان هناك الكثير من المعاقين فمنهم من حرم من قدميه والاخر من يديه وبعضهم اعاقتة كلية فمثلا فى مرسى مطروح اصيب العديد من البدو فى الاعوام القليلة الماضية وهم يقومون برعى اغنامهم وكذلك بمحافظة شمال سيناء نسمع كل يوم عن ضحايا ففى منطقة الجفجافة هناك عدة حالات ومن بينهم اطفال اسودت الدنيا فى اعيونهم بعدما فقدو بعض اطرافهم وفى منطقة العقدة كان هناك ومنذ اشهر قليلة حادث انفجار لغم راح ضحيته اثنان من الشباب وفقدان آخر لاحد قدميه وهم يستصلحون ارضآ لزراعتها وهم من ابناء البدو وقد اثبتت الاحصائيات نسبة ضحايا الالغام من البدو تمثل 90% هذا بخلاف الضحايا الاخرين الذين هجروا اماكنهم واتوا الى الصحراء سواء فى سيناء او الصحراء الغربية ملبين نداءت الحكومة بضرورة اعمار تلك الصحارى وزراعتها دون ان تؤمن لهم الطريق وتركتهم يواجهون الالغام دون مد يد العون لهم فهم فى الحقيقة اتوا لمواجهة المصير المجهول وليس تعمير الصحراء وزراعتها دون أن ينظر اليهم احد بعين الرحمة ومن هنا نقول أن ضحايا الحروب ليس فى الدول العربية المحتلة وبها مواجهات عسكرية فقط بل ان فى مصر ايضا ضحايا يقارب عددهم ضحايا فلسطين او العراق وهم بالفعل ضحايا احتلال لان وكما ذكرنا من قبل ان تلك الالغام زرعتها قوات استعمارية مازالت تحصد في ارواحنا حتى اليوم ...
الخسائر الاقتصادية
تقدر الخسائر الأقتصادية بمليارات الجنيهات فتلك الألغام تسببت فى ايقاف الكثير من المشروعات فهى عقبة امام زراعة قرابة المليون فدان فى غرب مصرحيث تسببت الالغام فى ايقاف مشروع اعدته هيئة تعمير الصحارى عام 1962 وهو بناء سد فى مطروح يروى 25 الف فدان وكذلك مشروع ترعة النصر التى كانت من المفترض ان تنقل المياة من نهر النيل الى الصحراء الغربية والى اليوم لم تزرع وهكذا مشروع منخفض القطارة لتوليد الكهرباء واكتشفوا ان المنطقة وحدها بها 4 ملايين لغم وتم الاتفاق بين مصر والمانيا على ان تقدم المانيا خبراء مفرقعات واجهزة كشف الالغام بالتعاون مع خبراء مصريين من سلاح المهندسين لتطهير تلك المنطقة من الالغام فان هذا المشروع لم ينفذ الى الان وتم تجميدة بخلاف ثرواتنا البترولية التى تبلغ قرابة8.4 مليون برميل من النفط الخام لا نستطيع استخراجها وكيف يتم ذلك والصحراء الغربية بها اكثر من 18 مليون لغم والمدهش من ذلك أن طبيعة الرمال فى تلك الصحراء متحركة واخفت معالم تلك الالغام وحتى ان كانت توجد لها خرائط لا نستطيع التعرف على اماكنها الا من خلال اجهزة متطورة لكشفها والدول التى تملك تلك الأجهزة هى التى زرعت الالغام اثناء الحرب العالمية الثانية وهى اليوم التى بمقدوها كشفها وازالتها اى وبوضوح شديد انها مازالت متحكمة فى العالم الثالث ان شاءت اعطت وان شاءت منعت وبالفعل فهى الان تتوانى فى مد يد العون لنا كما رفضت من قبل تسليمنا خرائط الالغام لانها هى التى زرعتها فى الصحراء الغربية اثناء الحرب العالمية الثانية اما سيناء فيوجد بها 5 مليون لغم زرعتها قوات الاحتلال الصهيونى خلال احتلالها سيناء ولا يخفى على احد ان باطن ارض سيناء زاخر بكثير من المعادن التى تقدر بمليارات الدولارات ولكنها محاصرة باشباح يصعب اختراقها مع انها من اخصب اراضى مصر وقال الخبراء ان تربة ارض سيناء بامكانها انتاج محاصيل ذات جودة عالية دون تدخل من الاسمدة الكيماوية اى انها تصلح للتصدير الى اكبر اسواق اوربا والخوف يملئ قلوب كل من يقترب من تلك الارض خاصة بعد الكثير من الحوادث عليها وتبقى تلك المساحات الشاسعة دون زراعة مع انها كفيلة اذا رزعت بان تنعش الاقتصاد المصرى وتجعل لدينا اكتفاء ذاتى ولو من القمح بالاضافة الى فتح اسواق اوربا امامنا لاستقبال الخضروات المصرية ...
بالاضافة الى تلك الخسائر توجد خسائر اخرى لم تدخل بعد فى حسابات الحكومة ولا يشعر بها الا البدو حيث توجد مراعى بين الجبال والوديان حيث مجرى السيول يصعب رعيها بسبب الالغام الموجودة بها فقد انفجرت عدة الغام فى بعض الابل من قبل واصبح البدو يخشون من الرعي بتلك المراعى خوفا على ابلهم وارواحهم ...
اسباب عجزنا امام الالغام
من اهم اسباب هذا العجز هو عجز القانون الدولى عن سن المبادئ والقوانين التى تلزم الدول المسئولة عن زراعة الالغام بازالتها او تقديم المساعدات سواء كانت المادية اوالفنية للدول المتضررة من تلك الالغام بل ان تلك الدول رفضت الازالة او تسليم الخرائط بالاضافة الى ان مصر اكتشفت بعد ابرام الاتفاقيات بينها وبين اسرائيل على ان تسلمها خرائط الالغام أن هناك الغام عشوائية تمت زراعتها بسيناء وليس لها خرائط تحدد اماكنها...
ومن اسباب عجزنا هو ارتفاع تكلفة نزع تلك الالغام حيث قدرت تكلفة نزعها بحوالى 4مليارات دولار اى قرابة 25 مليار جنيه مصرى فى حين ان تكلفة زراعته لم تتعدى دولار واحد للغم ...
التعليقات (0)