متوالية ثيوقراطية

قبل الاف السنين والناس تُحكم من قبل الثيوقراطيين (واحد يرفع وواحد يكبس .. وأحياناً يوجد من يرسل ) .. .. وهناك دائماً متفرجين .. مصفقين .. مهللين .. وناقمين .. ورغم ذلك فالرفع والكبس مستمران ..

في العقود الماضية بدأت بعض الشعوب تتحرر من هذه المتوالية ، عبر حراكها النهضوي ضاغطةً على الديني والسياسي والموروث مضحيةً بالكثير .. وبدأنا نحن بأصابع أهاتنا نشير إلى تلك الشعوب ومنجزاتها ..

لكن ما زال الأمر بالنسبة لنا ضرب من الخيال ، فثقافة السجال في المنتديات وفي المنابر الأخرى طغت على ثقافة الحقوق ووعي الضرورة ، وأهملت الواقع السياسي والإقتصادي وركزت على الجانب الاجتماعي وكأنه المحرك الوحيد للحراك النهضوي .. وصار الواحد منّا يترف ويتماهى في السجال حتى صار الواحد يظن أن فتح عمورية يتكرر في كل سجال .

في ظل كل هذا ، يستمتع الثيوقراطي بمثل هذا الإنشغال فيوغل في التمادي بأخذ الحقوق ومزيد من تغييب العقل .. وكأن المتوالية ليس لها نهاية منذ فرعون الأول مروراً بأحفاده في النهج .