لم تتجه مصر إلى المصالحة، و اتخذ أهل الغلبة مسلك الإقصاء ثم الإنتقام حتى ممن ساندهم، أولئك ممن خدعتهم الوعود و الغضب الآني و أعماهم كرههم لرفقاء الثورة، وبين السرقة و الإغتصاب أولئك لا من هؤلاء و لا هؤلاء.
ربح البيع سيسي، حزت الرئاسة، و حازت مصر شرف القهقرى إلى ماوراء ثورة الخامس و العشرين من يناير، بل يخيل إلي أن مصر في أحلك ظروفها، ما كان مبارك يزج بالآلاف إلى السجون دفعة واحدة، و لا كان قضاته يحكمون بإعدام المئات بجرة قلم فقط لأنهم هاجموا مخفر شرطة...
هذا النظام العربي العجوز المتصابي من قلاعه في الربع الخالي كسب جولة ضد الربيع العربي، المال و العسكر و أفواه الإعلاميين، فلما حاز القاهرة و استردها توهم العجب و أظهر النية في محاربة الجماعة، ذلك التنظيم العالمي الإرهابي، جعلها كذلك بقرار ملكي، و سحب السفراء بقرار ثلاثي، و تقدم إلى القمة المنسية لعله يشرع الخطوة بقرار جامعي، ليس في الجامعة العربية من قد يخاطر من أجل لعبة ثلاثية محدودة الصلاحية لا تعني إلا دولا تخاف الجماعة.
فوز منبوذ، انتصار أوردغان فاجأ الشطرين أهل الإعتدال و زمرة الممانعة، بدا كأنه فوز منبوذ من لدن إعلامهم، فحملة الإفساد و التشهير و التسريبات التي امتدت لأشهر لم تؤثر في الرجل، انتصر السلطان و صمت الأحبة و صمتت أبواقهم.
كان من المفترض أن يسقط الرجل، لتسقط الجماعة، المرفوضة شعبيا، فيحاصر القوم، سيصبح البشير وحيدا، لهذا أعاد الترابي إلى واجهة الإعلام، غير أن السودان ليس بالمتفرد وسط الأحبة، مع الدوحة قد تنسج خيوط تحالف، فالأمير حل بكل من الخرطوم و الجزائر و تونس، قد يفسر ذلك بسعي الإمارة إلى كسر الحصار المفروض عليها أو لبحث تداعيات رفض بعض العواصم العربية منح كرسي سوريا للمعارضة.
في مصر، خرج السيسي بعجلة ليفتتح حملته الانتخابية، في الجزائر الكل ينتظر صورا و لو على عجل للرئيس، هل يحرك يداه؟ هل يبتسم؟ هل يقدر على الإيماء برأسه؟ هو بذلك قادر على الحكم عهدة رابعة و إن لم يظهر في حملته....
التعليقات (0)