في اكبر مجمع تجاري في أوكلاند عاصمة نيوزلندا ، وفي بهو المجمع في الطابق الأرضي ، وفي المدخل تماما ، ثمة مكتب صغير تم وضعه ليراه كل من دخل بسهولة ويسر ، شاب وفتاة يجلسون خلف المكتب ، وأمامهم بعض الأوراق ، وكوبين من الشاي ، وخلفهم يافطة كبيرة باللغة الانجليزية تقول :
نحن من مكتب التنمية الاجتماعية والرفاه الاجتماعي .. أو بما معناه .. على من يرغب بالحصول على مساعدات مالية التقدم لدينا في المكتب أدناه .. أو بما معناه ...
( الحديث على ذمة ابن عمي الذي هاجر إلى نيوزلندا قبل سنوات ويعمل فيها )
يضيف القائل : والله يا محمود لم أجد أحدا تقدم إليهم ، ولم تكن هناك أزمة أو طوابير كما ممكن أن يحدث في بلداننا العربية ، وتصور أنهم أي الحكومة هي التي تسعى إلى الناس وليس العكس كما في بلداننا العربية ، وبهذا يكون المواطن وقد اكتفى ، فلم يبادر إلى طلب المزيد ، وبالمناسبة فان معدل دخل الفرد يزيد عن 35.000 دولار .
علما بأنها تعد بلد زراعية بامتياز ، أبقار وأغنام وماعز ومنتجاتها .. ومنتجات نباتية مختلفة . وطبعا أسواقنا العربية تعتمد اعتمادا شبه كلي على تلك المنتجات ، عالية الجودة طبعا .
على نقطة الحدود البرية :
صديقي أردني فلسطيني ويحمل جواز سفر ألماني ، وهو ابيض البشرة وشعره أشقر أيضا ، يقيم في ألمانيا منذ أكثر من عشرين سنة ، ويعمل في مجال دهان السيارات ، أي عامل عادي ، يقول انه حصل على إجازة من الشركة التي يعمل بها ، وهي عبارة عن جولة سياحية يختار بها بلدا بعينه ، بينما تتكفل الشركة بنفقات الرحلة ، لمدة عشرة أيام .
يقول صديقي العزيز : كان من الطبيعي أن اختار فلسطين والأردن حيث تقيم عائلتي ، حيث لم أتمكن من زيارة فلسطين منذ أن طرد والدي منها إلى الأردن ، سنة 1967 بعد حرب حزيران ، فيقول طلبت زيارة الأردن وفلسطين .
فقدمت جواز سفري الألماني إلى موظف الحدود الأردنية البرية بين الأردن وفلسطين ، فعاملتي بأشد حالات الاحترام والتقدير ... وتجولت وأنهيت زيارتي بعد أن زرت معظم فلسطين من النهر إلى البحر ..وحدثني كثيرا عن تلك البلاد العجيبة الغريبة وما يدور فيها على اعتبار أنني مشتاق .
يقول عندما قررت أن أعود خرجت من الحدود الفلسطينية ، ودخلت الحدود الأردنية ، وقدمت جواز سفري الألماني للموظف ذاته ، وقلت له بالعربية : مساء الخير يا شباب الله يعطيكوا العافية ..
هنا تبدلت المعاملة ، وتبدلت سحنة الموظف ، وعاملتي كما يليق أن يعامل عربي على نقطة الحدود ... الى هنا كلام صديقي الألماني .
أسوق تلك الحادثة ، ونحن نسجل أننا كعرب نعاني على نقاط الحدود ما نعاني ... بينما يعامل من يحمل الجواز غير العربي معاملة مختلفة .. وهذا ليس بسر .
التعليقات (0)