كتب حسن عصفور / أعلن الرئيس محمود عباس تصريحا نقلته وكالة الشرق الأوسط المصرية يشكل هزة سياسية تفوق ما سبقها من هزات أعلنها عباس ذاته ، والتصريح يشكل واقعة حقيقية بعد مرور زمن الـ24 ساعة للنفي المعتاد أو التوضيح الضروري ..
قال الرئيس عباس في التصريح أنه لا يستبعد قيام اسرائيل باغتيالي كما اغتالت أبو عمار .. كلام يحمل تطورين هامين يحتاجان جدية بكل ما بها من معنى للمتابعة ، حيث يعلن عباس بصفته الرسمية ومسؤوليته الوطنية اتهاما محددا وقاطعا لاسرائيل باغتيال الرمز الوطني الخالد ياسرعرفات ، اتهام بلا شائبة أو شكوك أو اعتقد أو ربما أو لدينا احساس بأنها ، كما كان يقال سابقا ، هو إتهام صريح سياسي وأمني مباشر لمن قام بارتكاب أحد الجرائم التي لن ينساها الشعب الفلسطيني مهما مر الزمن وفعل الزمان بذاكرته ..
هذا القول القاطع يتطلب ، وفورا اتخاذ قرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل لائحة إتهام كاملة ، والعمل بكل طاقة انسانية وسياسية لتقديم المتهم في اغتيال أب الوطنية الفلسطينية بعد أن كانت الأقوال تتجه نحو الشك والاعتقاد ، ومنذ الأمس لم يعد هناك مبررا ولا توجد ذريعة لأحد بالتقصير في متابعة ملف اغتيال الزعيم بعد مرور 5 سنوات على ذلك .. جريمة يجب ألا تسجل ضد مجهول ، فوضوح فاعلها يفوق وضوح الشمس ، ولكن ضباب السياسة ومواقفها حجب ضوئها ، وهاهو الرئيس الفلسطيني أبو مازن يطلق طلقته نحو السير لازالة اللثام عن أحد جرائم العصر الحديث ..
ويواصل ابومازن متفجراته السياسية بالتصريح أنه لا يستبعد قيام اسرائيل باغتياله ، كلام يتجاوز حدود الخلافات السياسية حول قضية هنا أو هناك ، فالرئيس عباس ينقل المسألة كليا الى مسار جديد ، لا يجوز تجاهله تحت أي سبب أو ذريعة ولعل الضرورة الوطنية تستدعي لقاءا وطنيا لدراسة ما لدى الرئيس عباس من معلومات أمنية تتصل بهذه القضية ، فتصريحه ليس مجرد تكهن اعلامي أو بحث عن زوبعة كما يفعل من يقول كلاما حسب مقام الدولة أو المكان التي يزورها في الآونة الأخيرة ..
اتهام عباس لاسرائيل بالتخطيط لاغتياله يمثل ركنا رئيسيا في جريمة مرتقبة ، يجب الا يتم الانتظار حتى تتم ، كما حدث بذات البلادة المطلقة مع كل ما كان يصل للرئيس الخالد ابو عمار ، وتعامل معها بمفهوم القدر وليس الحذر ايضا ، وكان ما كان من جريمة تكبر كل يوم بعدم ملاحقة مرتكبها وطنيا وسياسيا وجنائيا ، وهاهو يستعد لارتكاب جريمة جديدة تحت سمع وبصر من الجميع ، وفقا لقول الرئيس عباس ، فبعد الاعلان لم يعد هناك ذريعة لعدم التعامل معها كي يتم قاطع دابرها ، مترافقة مع فتح ملف اغتيال ابو عمار بجدية مطلقة ..
وبعد هذا القول ، ماذا يعني الحديث عن لقاء أي لقاء بين الطرف الفلسطيني والاسرائيلي ، ما هي القيمة السياسية ، وافتراضا تجاوب اسرائيل مع الطلب الفلسطيني حول الاستيطان ، لأي تفاوض مع جهة اغتالت الرمز الوطني وتستعد لاغتيال الرئيس الحالي للشعب الفلسطيني ، كيف يمكن أن يجلس الضحية المنتظرة مع المجرم ذاته ليتحدث معه حول السلام والحل السياسي والمستقبل والعيش المشترك والتعاون الممكن الى آخر تلك المشتقات من الحل النهائي ..
كلام الرئيس عباس يجب أن يصبح رسالة جديدة للكل الفلسطيني بالتوقف والتفكير أمام هذا الكلام .. بداية من الأطر الشرعية في المنظمة والسلطة ، قبل لقاء الفصائل والقوى .. بعض الجدية في التعامل مع هذه الأقوال يمنحها قوة سياسية بدلا من أن تصبح عابرا سياسيا وقول على قول واعتباره كلام غضب أكثر منه قول اتهامي صريح .. تلك مسؤولية تنطلق من مقر الرئاسة الفلسطينية وأمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومقر الحكومة الفلسطينية .. كي يشعر العام أن للقول قيمة ومسؤولية أيضا ..
ملاحظة : ننتظر جديد سوري – سعودي كي نرى جديد في المصالحة الوطنية فدون موافقة دمشق لن تأتي حماس للمصالحة مهما قيل وزيد وعيد .. فدونها بيكون الحكي فض مجالس.. الأيام حبلى ..
التعليقات (0)