مواضيع اليوم

متفائل رغم محاولة إحتكار السياسة بعد الدين

هشام صالح

2011-03-28 09:18:44

0

فى صباح يوم الإستفتاء ذهبت للإدلاء بصوتى فوجدت بعض الأصدقاء لم أكن رأيتهم من فترة وكانوا قد أدلوا بأصواتهم بنعم فقلت لهم ضاحكاً آه يا "فلول" الحزب الوطنى ، وضحكنا جميعاً ، وسألونى عن رأيى فى الإستفتاء فقلت سأقول "لا" فسألونى لماذا ؟ فشرحت لهم بكل بساطة بأن هدفنا جميعاً واحد وهو عمل دستور جديد يليق بمصر ، ولكن الطريق الذى سنسلكه للوصول لهذا المطلب مختلف إن قلنا "نعم" عنه إن قلنا "لا" ، تماماً مثلما نحن جالسون الآن فى هذا المكان ويريد كلُ منا أن يذهب للجنة الإنتخاب ، فأنا سأمشى من هذا الشارع والثانى سيسلك شارع آخر ، ولكننا فى النهاية سنصل للهدف المرجو ، وتحدثنا عن مرشحى الرئاسة فوجدتهم - وهم يحملون مؤهلات عليا – مبرمجون على أكاذيب إعلام النظام البائد المُضلِل ، وذكرت أن جميع المرشحين محترمون ومن وجهة نظرى لكل واحد منهم مزايا وأيضاً له عيوب ، وتحدثنا عما قاله أحد شيوخ القرية المتطوعين - بعد أن عاد من السعودية منذ سنوات - وبرضا من أمن الدولة يُوآجر الأزهروالأوقاف فى تبصير الناس بالحلال والحرام ، وأفتى لهم قبل الإستفتاء بيوم فى خطبة الجمعة أن العلماء قرروا أن يقول الناس نعم فى الإستفتاء فحزنت وقلت لماذا أدخل الدين فى السياسة الآن بالذات ؟! وشرحت لهم – من وجهة نظرى - أخطاء ما أفهمه الشيخ للناس ، وذهبت للجنة فرأيت نفس وجوه الحلنجية ولاعبى الثلاث ورقات ومستفيدى الإنتخابات القدامى يقفون أمام اللجنة ككل مرة ولم أُعيرهم أدنى إهتمام وأدليت بصوتى ورجعت وسألت شخص آخرعن رأيه فقال أنه قال نعم لأن الشيخ قال لهم ذلك .
وعصر يوم الإستفتاء كان كتب كتاب إبنة عمى فى المسجد الذى خطب فيه الشيخ جمعة الإستفتاء وأثناء ما كان المأذون يُجهِز الأوراق ويكتب البيانات خطب الشيخ – ككل مرة – قبل إجراءات العقد لدقائق وبدأ كلامه سياسياً وقال " أن هذا اليوم المبارك لن تنساه العروسة ولا العريس لأنه يوم الإستفتاء وكما قلنا بالأمس فإن العلماء أجمعوا على التصويت بنعم حتى لا تتحول الدولة إلى دولة مدنية (!) ، فلو قلنا "لا" فغداً الأحد سوف تكون الدولة مدنية (!) ، ويتولى الدولة مسيحى وهذا لا يجوز (!) " .
فنظر لى بقايا و"فلول" الحزب الوطنى وضحكوا ، فذهبت وجلست بجانبهم وضحكت وقلت الشيخ بقى خبير دستورى يا سلام لو يتكلم فى أى شىء مثل طبق الفول ويترك الكلام عن الدستور (!) .
أشقائى صوتوا بنعم وهم مستقلون مثلى ، حتى زوجتى قلت لها روحى صوتى فقالت لى حأقول نعم فضحكت وقلت لها إنتِ حرة .
وفى اليوم التالى كنت فى جنازة وجاء وجلس بجانبى أقدم مدرس كومبيوتر فى فاقوس ولا يعرف أى شىء عن الكومبيوتر(!) ، وهو يُطلق لحيته وهو لا ينتمى لأى من الجماعات الإسلامية وبعد الدفن تكلمنا وسألنى عملت إيه إمبارح فقلت له قلت "لا" فتعجب وقال إنت منهم ؟! فضحكت وقلت من مين ؟! فقال من العلمانيين الكفرة (!!) ، فضحكت وقلت يا أخى تكفرنى بكل سهولة كده ، إنت مش تعرف إن الكلمة دى كبيرة قوى ، ومعناها إما إنا كافر أو إنت ، فاُحرِج وقال - وأنا أصدقه - يا أخى أنا بأضحك ، فقلت له أنا عارف إنك جاهل علشان كده ليس عليك عتب ، إذا كنت أقدم مدرس كومبيوتر ولا تعرف تشغله يبقى إنت عالم إسم الله ، وقلت له نفسى أعرف إنت تبع أى جماعة ؟ فقال ضاحكاً أنا ماليش ملة ، وضحكنا وقال لى أنا عايز أقعد معاك فقلت البيت معروف واللا عايز نقعد فى أرض مُحايدة ! .
رغم كل ذلك فأنا متفائل فمصر فعلاً تغيرت ، ولا يُخيفنى أن يتكلم الشيوخ فى السياسة ولكن بعيدأ عن المنابر حتى يمكن أن تتم مناقشتهم ، وعلينا ألا نفزع من الجماعات التى إحتكرت الإسلام لأنهم ليسوا بالقوة التى نتصورها ، وحتى جماعة الإخوان المسلمين وبرغم أنها جماعة مُنظمة فهى – وإن أنكرت – مُنكفئة على ذاتها ، ولن يزيد نوابها كثيراً عما كان فى مجلس 2005 .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !