مواضيع اليوم

متضامنة أمريكية تفقد عينها جراء إصابتها بقنبلة غاز على حاجز قلنديا

محمد غنيم

2010-06-15 09:25:38

0

في 31 أيار 2010، كانت أنظار العالم تتجه الى مذبحة "أسطول الحرية" التي نفذتها قوات الإحتلال الإسرائيلي في البحر المتوسط، ضد سفن كانت في طريقها الى قطاع غزة. وفي ظهر ذلك اليوم تحديداً، كانت المتضامنة الأمريكية إيميلي هينوشفيتز تقف مع مجموعة من المتضامنين في "حركة التضامن الدولية" مع فلسطين قرب حاجز قلنديا.

 

كان الجميع يراقب المسيرة التي إندلعت قرب الحاجز العسكري الذي يصل بين مدينتي رام الله والقدس، تضامنا مع شهداء أسطول الحرية، عندما قام جندي إسرائيلي بإطلاق عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع مستهدفاً بها المتضامنين الأجانب والمتظاهرين.

قنبلتي الغاز الأولى والثانية وقعتا بالقرب من قدم هينوشفيتز، النتيجة أغضبت الجندي الإسرائيلي، فركز أكثر وصوّب بندقيته نحو وجه المتضامنة الأمريكية، وهذه المرة نجح في إصابتها بشكل مباشر بقنبلة غاز في وجهها.

 

اليوم ترقد هينوشفيتز في مستشفى هداسا في القدس، بعد أن فقدت عينها اليسرى تماماًَ، ولا تزال تخضع لعميات جراحية لترميم وجهها الذي تهشمت عظامه.

 

وبحسب مسؤولة "حركة التضامن الدولية في فلسطين" وإحدى أبرز الناشطات في الحركة هويدا عراف: "تم حتى اليوم تركيب ثلاثة شرائح معدنية في رأس إيميلي، وإغلاق فكها بسلك معدني حيث تهشمت عظام الفك، إضافة لتهشم عظام محجر العين".

 

حالة من الحزن الكبير تلف المتضامنين الأجانب على الناشطة ابنة الـ" 21 عاما" الحزن لا يخلو من الغضب، ليقينهم أنه جرى إستهدافها رغم أنها كانت تقف بهدوء قرب حاجز قلندينا تشاهد المسيرة.

 

يقول المتضامن السويدي سورِن جوهانسن: "كانوا متأكدين أننا نشطاء أجانب، وإستهدفونا عن قصد ونية مسبقة".

وأضاف في شهادته التي وثقتها حركة التضامن الدولية مع فلسطين: "أطلقوا علينا وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع، إثنتان من القنابل وقعت عند قدمي أنا وإيميلي، أما القنبلة الثالثة فأصابت وجهها بشكل مباشر".

 

جرى نقل المتضامنة المصابة الى مستشفى رام الله الحكومي، وبعد أن رأى الأطباء إصابتها المباشرة في العين جرى تحويلها الى مستشفى العيون في القدس، ومن هناك الى مستشفى آخر هو هداسا حيث ترقد اليوم.

يقول المسعف وسائق سيارة الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني فادي العبيدي لمراسلة سكايز: "كانت من أصعب الحالات التي نقلتها، الدم ينزف من وجهها دون توقف وهي تصرخ وتغطي وجهها بيديها". وقال: "كان واضحا أنها فقدت عينها، وعرفت ذلك من صراخها وتغطيتها لعينها التي كانت تنزف بغزارة".

 

وبحسب المعايير الدولية، فإن الجنود في كل العالم يستخدمون قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ومن مسافات بعيدة، لكن جنود الإحتلال الإسرائيلي يستهدفون بها أجساد المتظاهرين لإصابتهم.

 

وفي أيار 2009 تسببت قنبلة غاز بإستشهاد باسم أبو رحمة أحد أبرز المتظاهرين ضد جدار الفصل العنصري والمستوطنات في قرية بلعين القريبة من رام الله، حيث تسبب قنبلة الغاز التي أصابت بطنه بنزيف حاد لأعضائه الداخلية أدت لإستشهاده على الفور.

 

صحيح أن إيميلي طالبة الفن في مانهاتن، فقدت عينها اليسرى وهي ترصد إنتهاكات ومذابح الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، لكن فلسطين نفسها فقدت عيناً من عيون الحقيقة كانت تراهن عليها لإيصال صوتها وألمها لكل الأحرار في العالم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات