الإعجاب، شعور ينتاب الإنسان عند إستحسانه أمرا . ولأن المشاعر تلقائية، فمن المفروض أن يكون التعبير عنها أيضا تلقائي !.. يعني إذا مررت على فنان ينحت جدارية في الشارع وأعجبتني، فلن أكون مُجبرا على إظهار ذلك، ولو بالإيماء أو الإبتسام للفنان على سبيل التشجيع أوتقديرا لجهوده !.. كما ليس من حق الفنان إجباري على إبداء إعجابي بعمله، أو حتى سؤالي عن رأيي !..
هذا ما يجب أن يكون منطقيا، أما ما هو كائن في واقعنا العربي، وفي زمنٍ أضحى فيه الإعجاب خاصية إلكترونية بـ(زر للتحكم) في أيدينا، فحتما سيحاول بعضنا النفاذ إلى ذوات غيره للعبث بمشاعرهم !.. والبعض الآخر سيحاول السيطرة على غيره !.. فيما سيحاول البعض الآخر نشر الخير والفضيله !.. ورغم إختلاف طرقهم وأهدافهم، إلا أن دافعهم يبقى واحد : هو نيل الإعجاب ولو بتسوله ؟!..
هذا النموذج عملي وعقلاني أكثر من غيره، لأنه يقتبس في الغالب عن نخبة الفكر، كما يُدرج إجتهاداته الشخصية ورؤاه المعقولة . فهو يقدم خدمة فكرية راقية، ووجبات دسمة للقراء، بالتالي هو لايحتاج إلى التأكيد على عمل (لايك) .
وهذا إستفزازي متسوّل، لأنه بالتأكيد لا يعول على ملامحه الكارتونية أن تنال الإعجاب أكثر من ملامح مهند الحقيقية، لكنه بعوّل على متابعيه أن يُجاملوه ويتعاطفوا معه، على أساس إطلاعهم على مساهماته الفكرية . والمفارقة أن هذا النموذج هو نفسه النموذج الأول، لكنه هنا خرج عن طوعه وفقد توازنه !..
وهذا إستفزازي فاتن متسول، وهو لمجموعة تسمي نفسها :(أيام من حياتي عالفاضي ضيعتها) !.. والتعليق المرافق للصورة هو كالآتي :(لن أبحث عن أحد بعد اليوم .. من يريدني يبحث عني) .. فنالت أكثر من ألف وثمانمائة إعجاب !.. فهل كان إسم المجموعة هو السبب ؟!.. أم التعبير المرافق للصورة ؟!.. أم الصورة نفسها ؟!..
وهذا مفتون عبثي متسول، يسأل : (كم تستحق الصورة من لايك ؟!) .. صاحبنا في ركن مظلم من أركان بيتنا العربي، ويجمع تواقيع الإعجاب للحسناء الألمانية !.. وللأمانة هي نالت إعجاب أكثر من خمسمائة فحل عربي !..
وهذا مجروح عبثي متسول، يسأل :(من يتمنى أن يمسح ماضيه بالكامل ؟!).. وكأن جميع الناس يريدون التخلص من ماضيهم هكذا ببساطة، حتى وإن أدمتهم جراحه ؟!..
وهذا محب للسيطرة متسول، يريد الترغيب بأسلوب الترهيب !.. ويريد الهداية بالأمر والتهديد !.. ثم إن الجمل في الصورة ليس ساجدا بالضرورة !.. قد يكون مُستلقيا أو في قيلولة !.. ثم لماذا الإستعانة بقبح الشيطان، بدل الإستعانة بجمال الله وعظمة خلقه وحسن تدبيره وصدق وعده، بكتابة عبارة : (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، بدل العبارة المستفزة ؟!..
أحسن نموذج، المصري العبقري المُبدع !.. المصري الذي ينكّت ويتندّر حتى في أصعب الظروف !.. والبسمة أبدا لا تفارق محياه !.. والمفارقة أن مرات مرسي ستكون فعلا سيدة مصر الأولى بعد سوزان، لكن لاأعتقد أنها ستسأل عن صوانيها وصينياتها، أو عن أباريق القهوة والشاي !.. فهنيئا لشعب مصر رئيسا نتمناه أن يكون عند حسن ظنهم به، وندعوا الله أن يعينه ويعين جميع مسؤولينا على خدمة مصالح أوطاننا، لأنها أمانة في أعناقهم .
24 . 06 . 2012
التعليقات (0)