علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يمتلك بعض اصحاب الاقلام والاصوات العالية قابلية عجيبة في القفز على الحقائق ووقائع التاريخ مستفيدا من فرص وفرها لهم الاعلام المضلل…
ان امثال هؤلاء كمثل المهرج في السيرك الذي يجيد العاب الهواء وخفة اليد والمشي على الحبال ونحو ذلك من الخزعبلات!
قبل اسبوع استمعت الى واحد من هؤلاء من ذوي (انكر الاصوات) ويدعى (طلعت رميح) وتحت اسمه تعريف هو (رئيس سلسلة دراسات ستراتيجية) وقد قال بملء فمه ان امريكا مسؤولة عن قتل مئتي مليون انسان ولم يقل كيف جمع هذا الرقم ومن اين استقاه ثم رفع يديه ودعا على امبراطورية امريكا بالهلاك!
فاذا كان قائل مثل هذا الهراء يحتل منصب رئيس للدراسات الستراتيجية في دولة كبيرة مثل مصر وهو زبون دائم على فضائية (الجزيرة) فعلى الامة السلام وانا لله وانا اليه راجعون! وقبل يومين استمعت الى مثقف يجيد التنظير ويضع للفيل جناحين يتحدث عن مترو بغداد ويحمل الحكومة مسؤولية تأخيره ويرى فيه علاجا شافيا للاختناقات المرورية ثم اخذ بشتم ما تحقق وانعطف نحو مشكلات العراق والفساد الاداري وتخريب ضمائر بعضهم ليجد ان سبب كل هذه المعضلات هو خسارة اليهود لمعركة خيبر السنة السابعة للهجرة وقد ردوا على هذه الخسارة بسلسلة من المؤامرات والحروب انتهت بسقوط بغداد!
يتكلم هذا المثقف بلغة يقينية لا يدخلها الشك وهو يقدم خلاصة لقراءاته الاحادية النظرة وكأنه جاء بفتح الفتوح وخيل الي انني لو اعترضت على جملة واحدة من جمله الثورية النارية للقيت منه مالا تحمل عقباه وقد اثرت السلامة بالسكوت الذهبي على مضض!
ان هذا الاسلوب في الحديث وتناول المشكلات بهذه السطحية والبعد عن الموضوعية لا يزيد المتلقي الا جهلا وهو يعمق من المشكلات لان اول علاج للداء هو تشخيصه بصراحة اما لي عنق الحقيقة فهو ليس الا خداعا للذات وللاخرين والقاء تبعات الفشل على الغير الذي سيزيده فخرا انه وراء كل هذه الحوادث مما يعني انه عنصر فاعل في التاريخ بعكس الضحية المغفلة والتاريخ لا يرحم المغفلين!!
التعليقات (0)