متدينون من طراز جديد
عندما افكر في القيم العصريه للكلمات الاجتماعيه ا لمحوريه التي يسترشد بها المجتمع العربي في معاني الفضيله والصلاح والشرف اجد انها ليست من كلمات الاديان اذ لم ترد قط في كتاب ديني ..انما وردت في كتب الادباء والفلاسفه الذين فكروا في ارتقاء البشر في اوساط جديده تطلبت احساسات جديده .وانا اعتبر كلمة المروءة من اجمل الكلمات العربيه ، فانها مع ما تحمله من المعاني البشريه الساميه لم ترد قط في كتاب ديني واحد وانما هي من وضع لادباء بل اقول هي من وضع العامه وهي تروح وتغدوا على السنة العمال والفلاحين فتسمو بهم الى مراتب من الفهم والبر ماكانوا ليصلو اليها لولاها.
اواعتبر كلمة الحريه والمساواة .فاني لم اجد اي من هذه الكلمات في الكتب الدينيه انما هي من اختراعات البشر .او اعتبر كلمة الشرف التي لم ترد في الكتب الدينيه ايضا..او اعتبر هذه الكلمات التي يحيا بها مجتمعنا نظاما وفكرا وهي :العائله والتطور والديمقراطيه والاشتراكيه ،كلمات ملهمة مليئه بالمعاني الكبيره التي تزيد الفهم ونظم الفكر اليست جميعها من مبتكرات الادباء والفلاسفه ؟
ولم يذكر في كتب الاديان كلمة الضمير والوجدان ،لقد عرف العالم كتابا احبوا الانسان ولغطت قلوبهم وكتبوا عن الحريه والحب والمستقبل فكانوا مدينيون من طراز جديد يضيئون المصابيح ويخططون للسعادة والشرف.
والسؤال الذي يراودني ويشغلني هو اذا ما قمنا بوضع مجموعه من الناس فلنقل مئة شخص في مكان معين وغير متصل بالاخرين ووفرنا لهم مستلزماتهم المعيشيه .هل يستطيع هؤلاء بعد فتره من الزمن ومن خلال احتكاكهم بالحياة ان يؤسسوا نظاما اجتماعيا قائم على اسس صحيحه دون رجوعهم الى الدين ومحتواه...وهل يستطيع هؤلاء من فهم متطلبات وضرورات المجتمع وما يحتاج اليه من قيم ومفاهيم واسس اقتصاديه واجتماعيه وفكريه لديمومه هذا المجتمع ..هل يستطيع الانسان ان يضع له قانون عادل بحكم تجربته في الحياه ،هل يستطيع هذا الانسان ان يكتب قانون متكامل وشامل ينظم به امور الحياة الفرديه والجماعيه ويضمن حقوق كل الافراد والجماعات ؟؟؟؟ سؤال متروك للرد...
التعليقات (0)