مواضيع اليوم

متخلفة وعاهرة لا فرق

Riyad .

2015-09-24 10:24:17

0

متخلفة وعاهرة لا فرق

لكل فرد "أنثى , ذكر " طريقته في التفكير وله أيضاً حريته وإيمانه الذي يدافع عنه ويحاول في الغالب فرضه على الأخرين بأي طريقة كانت وتلك حالة طبيعية في المجتمعات التي لم تتذوق طعم التعددية والتعايش والتسامح , لا يمكن إلغاء حق ذلك الفرد في التفكير والإيمان واعتقاد ما يشاء حتى وإن اختلفنا معه فحرياته مقدسه كحرياتنا أيضاً طالما بقيت ضمن اطار القانون وبما لا يضر السلم الأهلي , هناك من يؤمن بحرية المرأة في ارتداء ما يناسبها من زي " في المجتمعات العربية الذائبة بالعادات والتقاليد " وهناك من لا يؤمن الا بقول فقهي واحد يرى ضرورة التزام المرأة بزي ساتر لا فتنة فيه ولا سفور كما يعلل صاحب ذلك القول , كلا الطرفين لهما الحق في الإيمان والاعتقاد وتطبيق ما يؤمنون به لكن ليس من حق أي طرف تشويه الأخر ورميه بتهم قبيحة , الملاحظ في المجتمعات العربية والإسلامية هو الايمان الشكلي بالحريات فالذي يؤمن برأي فقهي يوجب الالتزام بزي ساتر مانع للفتنة والسفور يحارب من يرى حق المرأة في اختيار ما يناسبها من زي ويتهم من تختار ذلك الطريق بتهم قبيحة فهي في نظره عاهرة ولا فرق بينهما , أيضاً من يؤمن بحرية المرأة وحقها في الاختيار يقول عمن يؤمن برأي فقهي معين متطرف متشدد ويقول عمن تلتزم بذلك الرأي متخلفة تابعه مجبورة متشددة الخ , كلا الأمرين عبارة عن تصادم عنيف بين فئتين والسبب الايمان بالحقوق لفظاً وعدم تطبيقها واقعاً والايمان بالتعددية والتعايش لفظاً أما واقعاً فالصراع والالفاظ القبيحة والتشوية المتعمد هو الملاحظ والظاهر على السطح !.

الزي المناسب للمرأة هي من تختاره وللعادات والتقاليد دورٌ في وجوده بشكل وهيئة معينة ومع ذلك فإن الحقٌ لأي فتاة وامرأة مكفول لترتدي ما يناسبها ولأسرتها دور كبير في ذلك الاختيار فاللبنة الأولى من الأسرة ولا يستطيع أحدٌ التدخل بلا مسوغ قانوني  فلكل فرد حريته في اعتقاد ما يراه صواباً لكن دون التعرض لحريات الأخرين ومعتقداتهم بأي شكلٍ من الاشكال  , متخلفة أو عاهرة وجهان لعملة التخلف والتطرف فالتطرف يقابله تطرف مضاد والضحية حريات وحقوق وممارسات وسلوكيات أخذت النصيب الأسد من الحوارات والنقاشات , لو تركت كل فئة التهكم وكيد الاتهامات لانشغلت المجتمعات بما هو أهم و لاحترمت رغبات وحقوق وحريات الأخرين فالنٌخب تلقي بالحجر في المياه الراكدة فتتحرك المجتمعات المتعصبة ناحيتها انقسامات واتهامات ومضايقات وتشوية فإلى متى والمجتمعات العربية والإسلامية تعيش على أمل فرض الرغبات على الأخرين فكل فئة تحاول فرض ما تؤمن به والتشوية والتهكم أداة الفرض الناعمة ويدعم تلك الأداة مناهج تعليم لا تشجع وتعزز الاختلاف والتعددية والتعايش تختزل القضايا الفقهية تغلب رأي وتٌغيب أخر فالبداية الحقيقية للتغيير واحترام حريات وحقوق ورغبات الأخرين يبدأ طريقها من المعرفة وينتهي بسن القوانين المجرمة لكل ما هو ضد الحقوق والحريات الإنسانية   ؟  





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات