مواضيع اليوم

متحف الإمامين الكاظمين .. ذكريات نقشت على الخشب

رانيا جمال

2012-03-14 13:30:04

0

زينب أحمد

لوحات فنية نقشتها على الخشب انامل مبدعة بصورة تبهر كل من نظر اليها وتأسر عقله بسبب الشعور الذي ينتابه عند تحسسه لتلك اللوحات التي تنبض بالحياة ، هذه اللوحات ضمها مكان صغير في ايوان مرقد الامامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام بمدينة الكاظمية المقدسة غير انه كبير بما يكتنزه من جمال تم نقشه على الخشب ليجسد لوحات قد لا تصفها جميع عبارات المديح والاعجاب. لوحات تجلى فيها الفن باروع صورة قد يتخيلها الزائر تنوعت بين لوحات استحضرت عبق التراث البغدادي الاصيل واخرى عن حياة الانسان في هذه الدنيا والمسيرة التي سيقطعها خلال ايام عمره. وجمال اللوحات أستدعانا لأن تكون لنا وقفة مع مدير متحف الامامين الفنان ابراهيم النقاش حيث قال لوكالة الفرات نيوز إن الخشب المستعمل في صناعة هذه اللوحات أنواع عديدة منها البلوط والصفصاف وغيره من الخشب المستورد والمحلي كما أن كل لوحة يتطلب في صنعها خشب من نوع خاص". وأضاف إن "الفترة الزمنية المستغرقة في صنع وعمل بعض اللوحات قد تكون اسبوعا والبعض الاخر أشهر ومنها سنة كما أن هناك لوحات ذات حجم صغير ولكنها تتطلب فترة طويلة لأنجازها". وأوضح النقاش أن " أفكار اللوحات مستوحاة من البيئة الشعبية البغدادية القديمة التي عشت بها وأستوحيت أفكاري من البيئة التي كانت تحمل انطباع المحبة والتسامح وكنت اود توثيق هذه البيئة من خلال لوحات أنقشها على الخشب لتكون خالدة في الذات والاجيال تتحدث عن طيبة أهل البيئة التي عشت بها". وولد الفنان ابراهيم النقاش في بغداد عام 1952 في منطقة شعبية أمتازت بطابع البناء البغدادي الجميل والقديم حيث الشناشيل المطعمة بالزجاج الملون البديع كما كان للعلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد الاصيلة والحرف الشعبية أثر في تكوين انطباع خاص لكل المشاهدات لمعايشته هذا الجو الاسري الحميم والصدق الجميل والذي كان له اثر كبير في استلهامه النحت على الخشب الصلد. وتابع النقاش أن هناك أعمالاً تمثل معاناة الانسان العراقي واخرى تمثل الافراح والأحزان وايضا تعابير انسانية عديدة في كثير من حياتنا تم تجسيدها برمزية عالية كما أن اعمالي تدل على حبي لبلدي وتدل على السلام والمحبة, مشيرا الى أن عنصر الحب هو الطاغي على أغلب اعمالي الفنية لأن الحب هو أساس الطيبة والامن والتعاون كما أن هناك مقولة جميلة أعتز بها هي للعلامة حسين علي محفوظ التي تقول (الحب أجمل مانعطي وأجمل مانأخذ)ودائما ماأردد مقولة لي ( الحب أساس البناء الصحيح) . وأشار النقاش الى أن هناك الكثير من الوفود من الدول العربية والاسلامية وحتى الدول الاجنبية تقوم بزيارة المتحف والتي تسر برؤيتها للأعمال وتطلع من خلال بعض اللوحات على الواقع البيئي البغدادي القديم , حيث إن عدد الوفود يتراوح من 2_3 وفود يوميا بصورة مستمرة". وتابع النقاش أن " هناك أعمالاً معروضة للبيع وبعضها مقتنى للأمامين" , وانا لا اتقاضى أجراً عما أقوم به من اعمال بل أجري من الله وأئمة اهل البيت عليهم السلام". ولفت الى أن " هناك نية لتوسيع المتحف وذلك يتم من خلال جهود أمين العتبة الكاظمية فاضل الانباري ومدير الخدمية في العتبة الكاظمية عموري السلام لفتح قاعة كبيرة تستوعب أعمالاً كبيرة وتستقبل وفود المتحف. وطالب النقاش بأن يكون هناك قيمة معنوية ومادية لهذه اللوحات والاعمال ولجنة تقوم بالمحافظة على هذه الاعمال وديمومتها لزمن بعيد وللأجيال القادمة. وشرح لنا النقاش عن عمل بعض اللوحات التي جسدت البيوتات القديمة التي كانت تسمى بالشناشيل المحيطة انذاك بالامامين الجوادين عليهما السلام مبينا أن تلك اللوحات فيها دلاله كبيرة على بساطة الحياة وصفوها انذاك. وحدثنا عن لوحة أخرى جسدت بعض أحياء المدينة المقدسة كحي الأنبارين. أما اللوحة الاخرى التي حدثنا عنها النقاش فهي تمثل صورة للحياة وجسدها بصورة طفل يركض مهرول لصعودها ليعود الى نقطة الصفر وبصورة أبطأ لرجل عجوز يتكأ على عصا. وكذلك صورة لمنطقة الكريعات المطلة على نهر دجلة ولوحة فنية أخرى ينطقها النقاش بصورة جميلة لأحد شوارع مدينة الكاظمية المقدسة وهو شارع المفيد حيث جسد هذا الشارع بكل معالمه الموجودة وطبيعة حياة سكان هذا الشارع في ممارسة أعمالهم اليومية. بعد نهاية حديثنا مع الفنان ابراهيم النقاش أستطلعنا آراء بعض زوار المعرض عن أنطباعاتهم عن اللوحات الفنية التي يضمها المعرض إذ قالت رهف علي البالغة من العمر 23 سنة خريجة كلية الاداب قسم اللغة العربية إن" هذا المعرض يولد لدى الانسان منذ الوهلة الاولى لرؤيته شعورا غريبا وكأنه في عالم من نسج الخيال لجمال اللوحات التي نقشت على الخشب وبالوان زاهية تسر الناظرين".

http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=4573
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !