يحاول أتباع الخط التيمي تبرير موقفهم من سقوط بغداد على يد الغزو المغولي بعدة أمور منها أن سبب السقوط هو موقف ابن العلقمي وتآمره مع التتر – حسب تدليس التيمية – وكذلك سبب سقوط بغداد هو عدم الانتباه لهذا الغزو وأن الجميع كان في غفلة من تحركات جيوش التتر حتى باغتهم عند أسوار بغداد !! وهذه الأمور طبعاً هي من سخافات العقل التيمي المتحجر, فالعقل لا يقبل بهكذا تبرير مطلقاً لأن هكذا جيوش بأعداد غفيرة وعدة وعدد وتحركات استمرت عدة شهور مع احتلال بلدان وقرى إسلامية وسقوط مناطق الصد وكل هذا وأئمة التيمية والسلاطين والخلفاء لا يعلمون وفي غفلة من أمرهم ؟! فإن كان الأمر كذلك فإن غفلتهم هي السبب الرئيسي في سقوط بغداد وليس ابن العلقمي حسب ما يروجون له.
وحتى تكون الحجة تامة على التيمية نذكر إحدى الموارد التأريخية لابن الأثير التي يذكر فيها شكل وآلية تحركات المغول وكيف عاثوا في الأرض الفساد ومع ذلك يأتي التيمية ويقولون الخليفة ودويداره ومماليكه وسلاطينه كانوا في غفلة !!! وهذا ما طرحه الأستاذ المهندس المرجع الصرخي في المحاضرة السادسة والأربعون من بحث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال :
((نتفاعل مع بعض ما نقلَه - ابن الأثير - مِن الأحداث ومجريات الأمور في بلاد الإسلام المتعلِّقة بالتَّتار وغزوهِم بلادَ الإسلام وانتهاك الحرمات وارتكاب المجازر البشريّة والإبادات الجماعيّة، ففي الكامل10/(260- 452): ابن الأثير: 1..2.. 17ـ ثمَّ قال ابن الأثير (10/347): {{وَلَقَدْ جَرَى لِهَؤُلَاءِ التَّتَرِ مَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ مِنْ قَدِيمِ الزَّمَانِ وَحَدِيثِهِ: أ..ب..ز- وَمِنْ أَعْظَمِ الْأُمُورِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنَّ سُلْطَانَهُمْ خُوَارَزْم شَاهْ مُحَمَّدًا قَدْ عُدِمَ لَا يُعْرَفُ حَقِيقَةُ خَبَرِهِ، فَتَارَةً يُقَالُ: مَاتَ عِنْدَ هَمَذَانَ وَأُخْفِي مَوْتُهُ، وَتَارَةً دَخَلَ أَطْرَافَ بِلَادِ فَارِسَ وَمَاتَ هُنَاكَ وَأُخْفِي مَوْتُهُ لِئَلَّا يَقْصِدَهَا التَّتَرُ فِي أَثَرِهِ، وَتَارَةً يُقَالُ: عَادَ إِلَى طَبَرِسْتَانَ وَرَكِبَ الْبَحْرَ، فَتُوُفِّيَ فِي جَزِيرَةٍ هُنَاكَ، وَبِالْجُمْلَةِ فَقَدَ عُدِمَ. ح- وَهَذَا عَظِيمٌ، إِنَّ مِثْلَ خُرَاسَانَ وَعِرَاقِ الْعَجَمِ أَصْبَحَ سَائِبًا لَا مَانِعَ لَهُ، وَلَا سُلْطَانَ يَدْفَعُ عَنْهُ، وَالْعَدُوُّ يَجُوسُ الْبِلَادَ، يَأْخُذُ مَا أَرَادَ وَيَتْرُكُ مَا أَرَادَ، عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُبْقُوا عَلَى مَدِينَةٍ إِلَّا خَرَّبُوا كُلَّ مَا مَرُّوا عَلَيْهِ، وَأَحْرَقُوهُ، وَنَهَبُوهُ، وَمَا لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَحْرَقُوهُ، فَكَانُوا يَجْمَعُونَ الْإِبْرَيْسَمَ تِلَالًا وَيُلْقُونَ فِيهِ النَّارَ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الْأَمْتِعَةِ}}، [[التفاتة: بعد كلِّ تلك الحقائق والوقائع الخطيرة المهلكة، فإنَّ متحجّرة العقل يصدِّقون بأنَّ خليفة بغداد المستعصم وأئمة التيميَّة في بلاط الخليفة كانوا في غفلة وجَهْل فلم يدركوا حقيقة الخطر حتَّى صار المغول على أسوار بغداد، حسب ادعاءات منهج ابن تيمية التدليسي، فلم يستَعدّوا للمعركة، بل سرَّحوا العساكر وانشغَلوا بالرقص والطرب والغناء والفحشاء إضافة إلى فتاوى التكفير والإرهاب وقتل الأبرياء في كرخ بغداد وغيرها!!!]]}} )).
فهل يمكن لأي شخص أن يصدق بتبريرات التيمية وأئمتهم وشيوخهم خصوصاً من يطلع على مثل تلك الموارد التي تكشف كذبهم وتناقضاتهم وتدليسهم وإفترائهم على الناس من أجل مشروع تكفيري دموي غلف بغلاف الطائفية.
بقلم نوار الربيعي
التعليقات (0)