مواضيع اليوم

مبكيات ومضحكات مصر في صحافتها اليومية .

نور حمود

2009-03-20 11:43:05

0

 

مطالبة الصحف المستقلة والأحزاب المعارضة بترشيح منافسين لمبارك.. اهتمام مفاجئ للسفارة الأمريكية بشيعة مصر
20/03/2009


القاهرة  - من حسنين كروم:
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة عن زيارة الرئيس مبارك لسلطنة عُمان، والاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف مع كل من وزيري الري الجديد والزراعة للاتفاق على التنسيق بينها في مشروعات تطوير الري، والتصريحات التي ادلى بها السفير البريطاني في القاهرة دومينك اسكويث اثناء افتتاحه المقر الجديد لمكتب القنصلية البريطانية، وقال فيها - نقلا عن زميلتنا داليا عثمان ـ بـالمصري اليوم عن طلب تسليم رجل الأعمال الهارب ممدوح إسماعيل الذي صدر حكم بسجنه سبع سنوات: يعود للسلطات المصرية أن تقدم طلبا للحكومة البريطانية بشأن ممدوح إسماعيل، ولكنها حتى الآن لم تقدم شيئا، وفي حالة تقديم طلب بترحيله سيتم تقييمه مشيرا إلى أنه ربما تكون هناك عوامل تتعلق بمعاملته بعد ترحيله، قد تؤثر على الرد البريطاني.
لا يستطيع التنبؤ بما يمكن أن تفعله حكومته في حال تقديم طلب لتسليم إسماعيل لكن على أي حال فهذا يعتمد على الوثائق التي ستقدمها الحكومة المصرية وإلى أن نرى هذه المستندات لا أستطيع أن أتنبأ برد الفعل.
أريد أن أقول شيئا واحدا، نحن لم نجتذب ممدوح إسماعيل للمجيء إلينا، السلطات المصرية هي التي سمحت له بالسفر وكان بالإمكان منعه من مغادرة البلاد، وهم قادرون تماما على منع دخول أو خروج من لا يرغبون فيه.
وحدوث مظاهرات في بعض الجامعات بسبب مطالبه خاصة بالخدمات، واستمرار الاضرابات والاعتصامات في مصانع حكومية وخاصة بسبب الحوافز ومطالب مادية اخرى لا علاقة لها بأي مطالب سياسة، وصدور حركة التغييرات الصحافية وتضمنت تعيين حمدي رزق رئيسا لتحرير مجلة المصور، واستمرار عبدالقادر شهيب رئيسا لمجلس الإدارة، وعادل عبدالصمد لمجلة الهلال التي تولى رئيس تحريرها السابق إسماعيل منتصر رئيسا لمجلس إدارة أكتوبر ودار المعارف ورفعت رشاد لـآخر ساعة بدلا من مرسي عطا الله الذي استمر رئيسا لمجلس إدارة الأهرام، وأنور الهواري لمجلة الأهرام الاقتصادي، وعصام عبدالمنعم للأهرام الرياضي، وفي روزاليوسف تم تعيين محمد عبدالنور رئيسا لتحرير مجلة صباح الخير، بدلا من رشاد كامل، ولم يحدث أي تغيير في باقي المناصب.
ونشرت الصحف عن انخفاض جديد في أسعار الفاصوليا والعدس والأجبان والفول في المجمعات الاستهلاكية واستمرار بنوك مصر والأهلي والإسكندرية في تلقي طلبات اصحاب سيارات التاكسي القديمة للحصول على قروض لشراء سيارات جديدة، وإلى قليل من كثير لدينا وسنؤجل ما تبقى لحكاية تحية كاريوكا مع صباح لتقرير الغد إن شاء الله.

قيمة الجنيه تحت وطأة الأزمة الاقتصادية

ونبدأ تقريرنا اليوم بالأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها المتوالية علي مصر، وهي الأهم من كل المعارك والتحولات السياسية، لأنها التي ستؤثر في أوضاع النظام وسياساته وفي الأسبوع الماضي تركز الاهتمام على الارتفاع المستمر للدولار أمام الجنيه، ثم التدخل الذي قام به البنك المركزي - وأدى لانخفاض سعره، مرة أخرى وقالت مجلة المصور في تحقيق اعدته زميلتانا دعاء عبدالرحمن وبسمة أبو العزم: طوال الفترة الماضية شهد سوق الصرف مجموعة من المضاربات على الدولار سببها تصريح عفوي لأحد المسؤولين بأن مواردنا من النقد الأجنبي، ستنخفض مما يمثل ضغوطا على سعر الصرف.
هذا التصريح العفوي، استغله واستثمره بعض المضاربين مما ساهم في مضاربة بالجنيه، ويعتبر تدخل البنك المركزي في السوق هو الأول من نوعه منذ أربعة أشهر.
أبرز ما يميز تدخل البنك المركزي، أنه تدخل مفاجئ، وذلك لتوجيه ضربة قوية للمضاربين، ألحقت خسائر برجال أعمال كبار انخرطوا خلال الأيام القليلة الماضية في المضاربات على سعر الدولار، وبلغت 10 ملايين جنيه، حيث كانوا قد جمعوا ما يقرب من 300 أو 400 مليون دولار خلال أسبوع واحد.
أما شركات الصرافة فتنفي مسؤوليتها عن أعمال المضاربات التي تمت خلال الفترة الماضية، ويقول محمد الأبيض - رئيس شعبة شركات الصرافة بالغرفة التجارية - أن سريان شائعة أن سعر الدولار سوف يرتفع إلى سبعة جنيهات، ساهم في زيادة سعر الدولار - أخيرا - وساعد ذلك على زيادة الطلب على الدولار بنسبة 30 وبالتالي ارتفاع الأسعار، وكانت البنوك تسعى للاستفادة من الوضع السابق لتحقيق أرباح مضاعفة، لكن تدخل البنك المركزي جاء في الوقت المناسب ليعيد التوازن للسوق مرة أخرى، حتى لا يتصاعد الأمر ويتحول إلى أزمة مثلما حدث من قبل عام 1998 حيث انخفض المعروض من الدولار بشكل كبير، ووصل سعر الدولار في ذلك الوقت إلى 7 جنيهات واستمرت الأزمة لمدة شهرين إلى أن تدخل البنك المركزي وضخ مزيدا من الدولارات.

مطالب بترشح منافسين
لمبارك في انتخابات الرئاسة

وإلى المعارك السياسية الصرفة وأولاها من نصيب صاحبنا اليساري إبراهيم السايح الذي ضايقنا يوم الثلاثاء في البديل بسبب كلامه من نوع: لو استجاب الرأي العام لدعوة الاستاذ عادل المشد - وآخرين - حول اختيار مرشح للرئاسة من الآن ومحاولة دعمه شعبيا وإعلاميا، فإن الصحف المستقلة ستكون أمامها فرصة ذهبية لملء الفراغ الرهيب الناتج عن غياب وغيبوبة وخيبة أحزاب المعارضة.
جرائد المصري اليوم والدستور والبديل والشروق تستطيع كل منها أن تتبنى مرشحا للرئاسة ويتولى تسويق برنامجه والدعاية له بدلا من البكاء اليومي على أطلال نظام المزمن والوريث، تستطيع إحدى هذه الصحف تقديم مرشح ليبرالي، وتستطيع أخرى تقديم مرشح يميني وتستطيع الثالثة تبني مرشح يساري، وتستطيع الرابعة دعم مرشح ثيوقراطي أو مفكر قومي، أما أمام الصحف المستقلة أسماء كثيرة يستطيع كل منها تقديم برنامج سياسي انتقالي لنقل مصر من مشرحة حسني مبارك إلى شمس الحرية والديمقراطية، عساها تتعافى وتخرج من غيبوبة الاحتضار.
تستطيع إحدى الصحف ترشيح الدكتور غنيم بوصفه أحد أكثر مواطني مصر إخلاصا وعلما وخدمة للوطن.
وتستطيع صحيفة أخرى ترشيح الأستاذ محمد حسنين هيكل لخبرته السياسية الطويلة وقدرته على إدارة منظومة العمل في حكومة انتقالية تتولى إصلاح الدستور وتحويل البلاد الى النظام البرلماني الديمقراطي.
وتستطيع صحيفة ثالثة ترشيح أحد السادة المستشارين من مجموعة زكريا عبدالعزيز التي تدافع باستماتة عن استقلال القضاء وقدسية العدالة واحترام الدستور، وتستطيع صحيفة رابعة ترشيح شخصية عامة يحترمها الجميع مثل السيدة نهى الزيني التي لم يمنعها منصبها من التصدي للفساد في شجاعة فائقة غير مسبوقة.

الدستور تشن هجوما على موت المعارضة المصرية

تاني؟ المزمن تاني؟ وإذا تركنا هذه الجريدة العضو في صحف محور الشر إلى عضو آخر فيه وهي الدستور سنجد رئيس تحريرها، زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، وهو حاقد وحاسد آخر يدعم في نفس اليوم اقتراح السايح، بأن شن هجوما على أحزاب المعارضة وخيباتها العظيمة بالقول عنها: نعلم جميعا أن مصر تحكمها دار مسنين في الحكومة والمعارضة وأن أمراض الشيخوخة السياسية مشابهة تقريبا لأمراض الشيخوخة الفسيولوجية، والمؤسف أن أحزاب المعارضة أقصد أحزاب الوفد والتجمع والناصري بطريقة قيادتها ونهج أصحابها جعلتها تمزق تاريخها الذي كنا نظنه ومستقبلها الذي ظننا أننا نتمناه، أعضاء أحزاب على الورق وقيادات تستقيل وتودع حزبها إلى مثواه الأخير، ومواقف كارثية وانشقاقات وانقسامات وصغائر وصغار وانحناءات للدولة وتراجع للنخوة وتقلص للعضوية وانحدار للشعبية وتفريط في القيادات والرموز الوطنية، ودفع لمن فيهم الرمق إلى تجميد عضويتهم في الأحزاب وانسحابهم، ماذا تقول في أحزاب تحمل نعوشها بنفسها وتحفر قاعها بعرق جبينها وتسلب من تيارات اليسار والناصرية والليبرالية على اختلاف المشارب والمشارف أهم ما يملك اصحابها، بل لعلهم لا يملكون غيره، القدرة على الحلم وكبرياء المعارك لقد جعلت سياسة إدارة دار مسنين هذه الأحزاب أعزة الوطنية المصرية أذلة للديون والجمود ولشروط الحكومة وضوابط رجال الأمن وتعليمات الأجهزة وتنسيقات لجنة الأحزاب والأصدقاء المشتركين مع النظام والقصر الجمهوري، ليس هذا ما فعلته تلك الأحزاب فقط بل فعلت باستسلامها للأجهزة الحكومية والأمنية أو بصفقاتها البخسة والهشة مع الحزب الوطني وبتهادنها مع سياسة الرئيس مبارك ما لم يفعله فينا الحزب الوطني أو حتى جماعات الإرهاب والتكفير لقد قتلت هذه الأحزاب فكرة البديل، جعلت من نفسها سخرية سياسية وخيال مآتة جماهيريا ومقبرة لقراءة الفاتحة على أحلام ماتت مما جعل الناس تسلم نفسها سواء لاستبداد نظام الرئيس ونجله باعتبار انه مفيش فائدة وهمه قاعدين قاعدين ومحدش ح يقدر عليهم أو تستسلم لافكار التطرف الديني وجماعات التغييب الديني أو التخريب المذهبي.

الوفد تستهزئ بقادة حنا للسيف

أما خفيف الظل محمد أبو كريشة فقد ترك المصريين بأحزابهم وصحفهم وتليفزيونهم وانقض على شعوب وأنظمة حنا للسيف، حنا للخيل قائلا في نفس العدد: أنت تعرف أن العرب تخاصموا وتعرف بعد ذلك أنهم تصالحوا معنى ذلك أن هناك صفقات مشبوهة وأسرارا قبيحة وسلوكيات قذرة وتصرفات في جنح الظلام، معنى ذلك أن وراء كواليس وأكمة المسؤولين العرب بلاوي متلتلة، وأن الشعوب لا قيمة لها ولا وزن ولا تساوي جناح بعوضة، وهي فعلا لا تساوي.
بدليل أنها تهتف للخصومة، وتهتف وتصفق وتغني للمصالحة، ولا يوجد مسؤول أو مسطول عربي فاشل، لأنه من السهل إقناع الشعوب المغيبة والمسطولة أيضا أن الإخفاق نجاح وأن السقوط ارتفاع وأن المذلة شموخ وأن الخيانة عقلانية وواقعية وأن الخيار الاستراتيجي هو النصر المبين وأن مبادرة الاستسلام العربية مبادرة سلام.

بعض الصحافيين
يعملون مستشارين لرجال الاعمال

وإلى معارك زملائنا الصحافيين، ونبدأها مع زميلنا وصديقنا خالد السرجاني مدير تحرير الدستور، الذي هاجم رئيس تحرير الأهرام ورئيس مجلس إدارتها، بسبب قرار منع الصحافيين بالجريدة من العمل أو الكتابة في أماكن أخرى، فقال: العمل الصحافي الإضافي أصبح بمثابة العرف المتفق عليه من جهة ولم تتخذ الدولة التي عينت هؤلاء موقفا منه بدليل أنها عينت من مارسوه في مناصب قيادية، وهو ما يتضح إذا ما أضفنا إليهم كلا من رئيس مجلس إدارة روزاليوسف الذي كان يعمل في جريدة العالم اليوم إضافة الى مجلته التي كان يعمل فيها نائب رئيس تحرير، ورئيس تحرير روزاليوسف الذي عمل مديرا لمكتب جريدة الرأي العام الكويتية في مصر، وعمل قبل ذلك في مكتب مجلة الوسط اللندنية في القاهرة، بل والكارثة الأكثر مأساوية هي أن لدينا رؤساء تحرير يعملون مستشارين لرجال أعمال عرب، وهناك أكثر من واحد يعملون مستشارين حاليا لدى ناصر الخرافي رجل الأعمال الكويتي، وبالطبع فإن هذا الأمر يتم وديا ومن دون قرارات لكنه يعد اختراقا لصحفنا القومية. نأتي الى نقطة أخرى جوهرية تتعلق بما صرح به رئيس تحرير الجريدة حول عدم كتابة الصحافيين في الأهرام مقالات في صحف أخرى يومية، وهو ما يتجاهل أن تعاقد المؤسسة مع المحررين يقتصر على العمل الصحافي ولم تتعاقد المؤسسة معهم باعتبارهم كتابا ويتجاهل أن من تتعاقد المؤسسة معهم باعتبارهم كتابا يكتبون في صحف أخرى منافسة، ونذكر من الذين تخصص المؤسسة لهم مساحات ثابتة في صفحات الرأي بها ويكتبون في صحف أخرى على سبيل المثال فقط لا الحصر: عبدالهادي مصباح وسامح فوزي ورجائي عطية ونبيل لوقا بباوي وسمير مرقص وغيرهم كثيرون، ولم يحدد لنا رئيس التحرير ماذا يفعل زميل يعمل محررا في صفحة متخصصة بـالأهرام تحتجب عن الصدور لمدة شهر أو أكثر بسبب تراجع مساحة الإعلانات، وهو ما يعني أنه في ظل وجود ما يزيد على 30 زميلا معه في الصفحة فإن فرصة النشر بالنسبة له لن تتجاوز موضوعا واحدا في العام أو أقل.

كيف كانت الاهرام وكيف اصبحت؟

ونظل مع مشاكل الأهرام، ولكن في الصفحة الثانية عشرة منها في نفس اليوم - الأربعاء - مع زميلنا وصديقنا ورئيس اتحاد الكتاب محمد سلماوي وقوله:
ولأن الأهرام مدرسة فقد كان يؤمها الصحافيون من مختلف أنحاء العالم، وقدامى العاملين بالجريدة ما زالوا يذكرون ذلك الصحافي اليوغوسلافي الكبير الذي كان يعمل بجريدة بوربا الشهيرة والذي أمضى ثلاثة أشهر للتدريب في الأهرام فقد روى بنفسه آنذاك أن الرئيس تيتو استدعى رئيس تحرير الأهرام في ذلك الوقت الأستاذ محمد حسنين هيكل في أثناء زيارة الرئيس عبدالناصر ليوغوسلافيا وقال له في حضور عبدالناصر: أنا سعيد جدا بكل ما يكتب عن الأهرام ونحن لدينا في يوغوسلافيا صحيفة بوربا وهي صحيفة جيدة هي الأخرى لكن لا أحد في العالم ينقل عنها شيئا مثل الأهرام. سأرسل لك أحد كبار الصحافيين في بوربا لكي يتدرب عندكم في الأهرام، ولقد لمس العاملون في الأهرام هذا التفوق واستمتعوا بهذا الاسم الدولي الكبير على مدى تاريخهم فحين كنا شبابا صغارا لا يعرفنا أحد في الخارج كنا نطرق أبواب الوزارء والمسؤولين باسم الأهرام فكانت تفتح لنا الأبواب قبل غيرنا، لذا كنت أقول لكل من يسألني عما يحدث في الأهرام الآن: علينا أن نتذكر ما يمثله ذلك الصرح العريق الذي تزهو به الصحافة العربية بين الأمم وأن نعرف كيف نفرق بين الظرف الاستثنائي مهما كانت فجيعتنا فيه، وبين الأصل الثابت لشجرة الأهرام الباسقة التي لا يمكن للرياح العاتية أن تقتلعها.
لكن كلام سلماوي لم يعجب الدكتور طبيب محمد ابو الغار الأستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة وأحد قيادات جماعة (9 مارس) لإصلاح الجامعات، فقال في نفس اليوم في المصري اليوم عن أزمة الأهرام:
أولا: يجب أن يعترف الجميع بأن الأهرام في انحدار مهني مستمر وسريع عبر مدة طويلة حتى وصل الى مستوى غير معقول، وذلك بالرغم من أن به كتيبة من الصحافيين الموهوبين والدارسين المتميزين.
وبالتأكيد فإن إدارة الأهرام الحالية قد حققت انجازات في تحجيم التسيب المالي، وهو شيء جيد.
ثانيا: لقد تدهور توزيع الأهرام وأصبحت المسافة بينه وبين بعض الصحف المستقلة والمعارضة صغيرة.
ثالثا: الاطمئنان الشديد على الكم الهائل من الإعلانات في الأهرام هو زائف لأن هذه الإعلانات سوف تنتقل من الأهرام إلى صحف أخرى في الفترة القادمة مع انحدار التوزيع.
رابعا: بغض النظر عن التوزيع فإن تأثير الصحف المستقلة والمعارضة على الشعب المصري بل على صانعي القرار في الحكومة أصبح أكبر بكثير من الأهرام.
خامسا: وجهة نظر إدارة الأهرام أن كتابة صحافيي الأهرام في جريدتهم امر منطقي، ولكن الواقع يقول إن هؤلاء الصحافيين غير مسموح لهم بالكتابة إلا إذا كتبوا في حدود معينة.
سادسا: المصريون بمن في ذلك الصحافيون في معظمهم بخلاف القيادات التي تأخذ رواتب مرتفعة للغاية، يعملون في أكثر من مكان بسبب الظروف الاقتصادية فلماذا يحرم الصحافيون من ذلك، يكون الأمر معقولا لو طلب من الصحافيين عملا معينا في جريدة الأهرام ولم يقوموا به.
أعتقد أن الأهرام في صورته الحالية غير قادر على المنافسة وهو الصحيفة القومية الكبرى لأنه أصبح صورة من صحيفة البرافدا السوفييتية في الستينيات التي كانت تبدأ وتنتهي بصور ومقالات عن سكرتير الحزب الشيوعي وزملائه، فمن غير المعقول أن تنشر صحيفة في أي مكان في العالم الآن خطابا طويلا لرئيس الجمهورية على عدة صفحات وتعليقا عليه من صفحتين من رئيس التحرير إن هذا هو الهزل بعينه الذي يتنافى مع أي قواعد بسيطة لأصول المهنة.

فتح مصر وفرض
حياة البداوة على سكانها

وإلى معارك الإسلاميين أو الخاصة بهم ونبدأ بمقال مدهش فعلا في استنتاجاته نشرته القاهرة لصاحبنا محمد عبدالفتاح السروري - حلل فيه وضع المجتمع المصري في الشكل الآتي: عندما جاء الإسلام الى مصر لم يأت بطريق التجارة مثلما حدث مع بعض الدول في آسيا بل جاءها عن طريق الغزو، وكانت مصر من أوائل الدول التي دخلها الإسلام في حداثة عهده وكان الدين لا يزال حديثا في نفوس أتباعه الذين كانوا مشبعين بالثقافة البدوية وعاداتها أكثر من تشبعهم بالثقافة الإسلامية.
إن المسلمين الأوائل عندما جاءوا لم يأتوا فقط بالدين ولكنهم جاءوا إلى مصر بالنسق والنسق المقصود هنا هو النسق البدوي والفرق كبير بين ان يتغير دين أناس وبين أن تتبدل أنساق حياتهم ويا ليتها تبدلت للأفضل.
العروبة التي عرفتها مصر نتيجة الوجود العربي على أراضيها فرضت عليها جميع الأنساق العربية سواء في المعاملات أو السلوكيات ولا يزال عندنا من الأمثلة الكثير دليلا على البداوة التي يعيشها المجتمع المصري دون أن يحس أنه يمارس البدونة بل في كثير من الأحيان يظن أنه يمارس صحيح الإسلام مثل الأمور المتعلقة بالزي النقاب على سبيل المثال هذا الزي الذي لا يتعاطى مع الواقع وينفصل عن الحياة المدنية تماما.
إن البداوية في شبه الجزيرة العربية كانت نتاجا طبيعيا وحتميا للبيئة آنذاك ولكن غير الحتمي وغير الطبيعي أيضا هو أننا نعيش نفس الشكل من اسلوب الحياة في بيئة مختلفة وزمان مختلف. المفارقة ان أصحاب هذا النمط من الحياة والمصدرين الأساسيين له قد بدأوا في الآونة الأخيرة يلتفتون لعوار حياتهم وبدأوا في استشراف المستقبل بطرق مختلفة من التفكير والمعاملات أما نحن في مصر فما زلنا في البدونة عائمين ننتظر النصر على الظالمين والأعداء بعون من الملائكة والتي يبدو أنها لن تأتي إلينا أبدا لأننا ببساطة، لا نستحق.
المصريون تعرضوا ولا يزالون لعملية بدونة رغم أن المصدرين لها يتخلون عنها؟

تساؤلات حول اوضاع الشيعة في مصر

المهم أنه في نفس اليوم - الثلاثاء - نشرت الشروق ما ينفي أن مصدري البدونة إلينا يتخلون عنها، والدليل أن أحفادهم هم سبب البلاء، كما أكد محمد الدريني الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت وزعيم الشيعة في مصر كما قالت زميلتنا بالجريدة أماني ماجد، التي قالت ان سكرتير أول السفارة الأمريكية ومسؤول تقرير وزارة الخارجية عن حالة حقوق الإنسان إدوارد وايت قابل الدريني، الذي صرح لها بالقول: وايت حمل إليه أجندة من 3 محاور أو 3 أسئلة حول أوضاع الشيعة في مصر وأعدادهم ومبادرات العنف من قبل الجماعات الدينية المتشددة داخل السجون وأعداد الاشراف في مصر وعلاقتهم بالشيعة.
وأكد الدريني لسكرتير أول السفارة الأمريكية ان حالة الاحتقان التي يشهدها المجتمع المصري خاصة في ملف الشيعة ترجع الى الفكر الوهابي الذي استهدف شعب مصر في علاقة الأقباط بالمسلمين وعلاقة السنة بالشيعة.
نعتزم ملاحقة 22 شيخا سعوديا من دعاة التكفير وسوف أسافر إلى أمريكا لتحريك دعوى قضائية ضدهم بعد أن نامت الدعوى التي رفعتها في المملكة السعودية العام الماضي، والهدف مواجهة الفكر الداعي إلى القتل والدمار والتخريب. وعن عدد الشيعة في مصر أكد الدريني لـوايت عدم وجود إحصائية دقيقة وكلها اجتهادات من خلال تقرير الخارجية الأمريكية والسلطات الأمنية لكن لا توجد أرقام محددة.
وأكد الدريني أن اللقاء جاء بناء على رغبة السفارة الامريكية بالقاهرة وأنه لم يتقدم بأي طلب من المسؤول الأمريكي، لكنه قال إن شخصية أوباما وإحساسه بالظلم الذي يتعرض له الآخرون انعكسا على شخصية سكرتير أول السفارة الأمريكية وأتوقع خيرا.

اللوبي النسائي ومحاكاة النموذج الغربي

وإلى وفد الثلاثاء ومواصلة الوفدي المهندس يحيى حسن عمر، مهاجمة ما أطلق عليه اللوبي النسائي ومراحل محاربته لعاداتنا بقوله: يضع اللوبي النسائي المصري نصب عينيه محاكاة النموذج الغربي في الشكل والمضمون ويسعى بشتى الطرق الى تطبيق هذا النموذج في مجتمعنا، فاللوبي النسائي الأول حرص على محاكاته في الاسم والمسمى فغيرت رئيساته اسماءهن لتصبح مرتبطة باسم الزوج على النمط الغربي ففاجأت هدى هانم محمد سلطان المجتمع وأصبحت هدى هانم شعراوي وأصبحت صفية هانم مصطفى فهمي صفية هانم زغلول واستمر هذا التقليد مع اللوبي النسائي الثاني، فأصبحت السيدة جيهان صفوت رؤوف، السيدة جيهان السادات، وهكذا يلاحظ أنه لم يستطع تسويق هذا التقليد في المجتمع فانحصر تقريبا في عضواته، فدل هذا على أنه يذهب في تقليده للغرب لمدى لا يوافقه فيه جمهور الشعب، مع تغيير الاسم انتقل الى تغيير الشكل في طريقه إلى المضمون، والشكل في الغالب له دلالاته على المضمون، فالدعوة الى نبذ النقاب التي بدأها قاسم أمين معتمدا على المذاهب الإسلامية التي تبيح إظهار المرأة لوجهها قد تجاوزها اللوبي النسائي الأول بمراحل، مبتعدا في هذا عن الشرع الذي أجمعت مذاهبه إجماعا تاما على أن عورة المرأة في حدها الأدنى هو سائر الجسد عدا الوجه والكفين، فلم تأت الثلاثينيات إلا واللوبي النسائي قد أدخل في مصر الملابس الغربية لنساء الطبقة الراقية ومنها إلى الطبقة الوسطى وأسقط الحجاب!!
ورغم عودة الحجاب بقوة منذ السبعينيات وهو ما وصفه اللوبي وانصاره بالردة الحضارية!! إلا أن عضواته ظللن على اعتمادهن المظهر الغربي فانعدم وجود المحجبات بينهن تقريبا وفي هذا دلالة لا تخفى، فإذا افترضنا أن نصف نساء مصر وفتياتها من المحجبات فكان الافتراض أن تتمثل نفس النسبة في عضواته إن كان حقا يعبر عن المرأة المصرية، أما أن يندر وجود المحجبات بين عضواته ففي هذا دلالة واضحة على توجهاته ودلالة ايضا على انفصاله عن واقع المرأة المصرية وتوجهاتها.

نصف الدنيا: التمييز ضد المرأة مرجعه ديني

وهذا وغيره كلام لم يعجب زميلتنا أفكار الخرادلي رئيسة تحرير مجلة نصف الدنيا الاسبوعية التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، ولذلك وجدناها تقول: للأسف فإن جزءا كبيرا من مسألة التمييز ضد المرأة يستند الى مرجعيات دينية تنصر الرجل على المرأة وذلك في الأساس تفسيرات خاطئة لنصوص الدين، فحرية المرأة في ظل الإسلام تجاوزت الحدود الدنيوية، وبالعودة إلى كل خطب الرئيس محمد حسني مبارك وجهود السيدة سوزان مبارك أو في أي مناسبة للسيد جمال مبارك أمين عام السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي نجد تأكيدا منهم على دور المرأة وأهميته وأحقيتها في الوقوف جنبا إلى جنب الرجل، وهذا يعني أن الحكومات فيما يتعلق بالمرأة تنهج نهجا اكثر تقدمية من المجتمع والمواطنين انفسهم، أن النظرة المجتمعية للمرأة ما زالت بالرغم من المكاسب التي حصلت عليها في حاجة إلى تطوير فبالرغم من الايمان المعلن والقوانين المقيدة لحق المرأة في التساوي مع الرجل في الفرص فإن ذلك لا يكفي لأن الموروثات الاجتماعية والثقافية تشكل قيدا أو عائقا في أحيان كثيرة على تنفيذ الصكوك الموقع عليها والقوانين حيث ما زال التعيين في كثير من المواقع القيادية يتم بناء على تغليب معيار النوع على معيار الكفاءة، فنحن حتى اليوم لم نر امرأة رئيس جامعة ولا رئيس تحرير جريدة سياسية على سبيل المثال لا الحصر، ونتساءل لماذا لا نرى رئيس وزراء امرأة؟.

بأي صفة ينوب جمال
عن مبارك بزيارة امريكا؟

وإلى جمال مبارك وزيارته الأخيرة لأمريكا التي هاجمه بسببها يوم الأربعاء في الشروق الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور جلال أمين قائلا عنها:
راعتني جرأة الاستاذ جمال مبارك، نجل الرئيس، ورئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني، في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.
الزيارة نفسها غريبة من البداية، فمنذ عدة سنوات لم يذهب الرئيس حسني مبارك الى الولايات المتحدة، في زيارة رسمية أو غير رسمية، والزيارة الآن مهمة، بعد أن اعتلى الرئيس أوباما مقعد الرئاسة الأمريكية وقد يلتقي الرؤساء والملوك من مختلف أنحاء العالم.
فلماذا يذهب نجل الرئيس إلى أمريكا الآن، وبأي صفة؟ ولماذا ينظم له حوار في أشهر قناة تليفزيونية في العالم سي. إن. إن مع واحد من أشهر المحررين السياسيين الأمريكيين فريد زكريا؟ ولماذا يسأل كل هذه الأسئلة عن السياسات المصرية والعربية وعلاقتنا مع إيران ومشكلة الفلسطينيين، ألأنه ابن الرئيس؟ فلماذا يكون لابن الرئيس صفة أهم من صفة بقية المصريين؟
أين هذه النزاهة التامة والدولة كلها تشتغل لصالح جمال مبارك منذ سنوات لإعداده لهذا الدور؟! والإعلام الرسمي كله في خدمته؟ أي فرص متكافئة تتاح في هذا الأمر؟ وهذا هو مربط الفرس، فالأمر واضح وضوح الشمس، أن الدولة كلها تعمل في خدمة هذا المخطط ونجاحه أو عدم نجاحه في نظر الدولة يتوقف على رضا الولايات المتحدة أو عدم رضاها، ومن ثم تجري الزيارة ويذهب نجل الرئيس الى الولايات المتحدة، في ظل الإدارة الجديدة ليقول لها ما تحب أن تسمعه، ولا يؤخذ في الاعتبار قيد أنملة مما يشعر به الناس في مصر، ولا آراؤهم فيما يقال للإدارة الأمريكية ولا ما إذا كان هذا الذي يقوله هو ما يحقق الصالح العام لمصر أو لا يحققه.
إن هذا الموقف الذي اتخذه بقيامه بالزيارة تصرف يتنافى مع أبسط القواعد الأخلاقية، وهو عدم استغلال الشخص لمركز حصل عليه بمحض الصدفة لتحقيق مكاسب شخصية، وهذه الزيارة ليست إلا آخر حلقة من حلقات نفس الخروج على هذه القاعدة الأخلاقية، هذا الخروج الذي بدأ منذ بدء اعتلاء جمال مبارك لمناصب رسمية، دون أن يثبت انه يحمل كفاءة تؤهله لاعتلائها.
بل إن الأخلاق تفرض على الشخص حتى لو كان يعتقد أنه كفوء لاعتلاء هذه المناصب أن يتنحى عنها ويرفض اعتلاءها لمجرد أن الصدفة أعطته ميزة استثنائية تجعل الفوز بالمنصب دون وجه حق أكبر من احتمال فوز غيره، ومن ثم يحتم عليه الواجب الأخلاقي ألا يخوض في هذه الأمور، هل هذا الكلام صعب فهمه حقا لدرجة أن يغيب عن جمال مبارك ووالده والمسؤولين في هذا البلد؟.
وفي نفس اليوم - الأربعاء - ظهر كاريكاتير في الصفحة الفكاهية التي يشرف عليها في الدستور زميلنا بـالوفد عمرو عكاشة، عن شخصية - ثنية مذيعة النشرة السياسية، وهي تقول: - تسود البلاد حالة من التوتر والإضرابات نتيجة وضع حالة من التوتر والاضرابات نتيجة وضع أشخاص نص كم على قمم المواقع الهامة، مما أدى إلى حدوث حالة من الاحتقان، ومن المنتظر أن يتم التمهيد للتوريث الذي سيحل تلك المشكلات عشان يبقى اسمه عمل حاجة.

المصري اليوم:
هل ضاقت مصر بحمدي قنديل؟

ولنا اليوم موعد مع القراء الكرام ونبدأ بالكريم المهندس رأفت جادوا من الإسكندرية، ورسالته يوم الأحد في بريد المصري اليوم التي قال فيها عن صديقنا الإعلامي البارز حمدي قنديل: هربت من عيني دمعة حسرة كما هربت من عيني الإعلامية الموهوبة منى الشاذلي وأنا أتابع مع المحسورين غيري لقاءها مع ناظر مدرسة الإعلاميين الجميل حمدي قنديل، دمعة حسرة على رجال مصر الأفذاذ، حين تلفظهم أرض وطنهم ليغتربوا على موانىء العالم، بلا أمل في يوم يعود بهم إلى أحضان وتراب بلدهم، يسمعهم ويربت على ظهورهم، دمعة حسرة على كلمة الحق المخنوقة في حلوق من يريد أن يصرخ بها في وجه من يشنقون الحق في كل مكان على الأرض فلا يجد بين شاشات العرب ما يحتمل هول الظهور عبرها لينظفها، دمعة حسرة على اصرار هذه الأمة على أن تظل اعناقها في الرمال خوفا من الحقيقة ورعبا من ظهورها - أقسم أنني حقا بكيت وربما بكي كثيرون غيري، حين رأيت في عيني ذلك الإعلامي الفذ ألم الشتات من جديد، حين حمل حقائبه وأسرته مرة أخرى الى شاطىء غربة جديد يستطيع فيه أن يعلو صوته بما يراه أنه حق، وأقسم مرة أخرى أن دمعتي ودموع الآخرين سوف تجف، حين سنسمعه بحماسه وصدقه وهو يسدد سهام الحقيقة على قلوب منكريها، وإلى صدور بائعي الأوطان وسارقيها، ويا قنديل، سوف تظل قنديلا من أي أرض تشع، وسوف نظل نبحث بآذاننا وقلوبنا عنك عبر أي شاشة من شاشات العالم، حتى تبقى مع النخبة الباقية من عشاق الحقيقة نورا لأجيال سوف تأتي في ظلام الخوف.

تساؤلات حول خلاف وزير الري مع الوليد بن طلال

وأخيرا إلى حكومة ما أشبه، وما يسبقها معروف ولا داعي لتذكيركم به وهو الشؤم والنحس والبيزنيس، حيث لا تزال عملية إقالة وزير الري الدكتور محمود أبو زيد وأسبابها تجتذب الاهتمامات، هل بسبب ما نشر عن أنه هاجم مشروع توشكى، أم لانه انتقد عقد وزارة الزراعة مع الأمير الوليد بن طلال ومنح شركة المملكة مائة وعشرين الف فدان، أم بسبب صراعه مع وزير الزراعة أو بعض المستثمرين من مجموعة جمال مبارك، كما يقال، وقد نشرت المصري اليوم امس - الخميس - تصريحات لمحمود أبو زيد وهو رئيس المجلس العربي للمياه، أدلى بها في اسطنبول لزميلنا متولي سالم قال فيها عن توشكى: لا يمكن أن أهاجم المشروع لأنني كنت أكثر المدافعين عنه، وكده، كده المشروع لازق مع أبو زيد سواء كان وزيرا للري أو كان يشغل أي منصب آخر، وتقبل خروجه من الوزارة بصدر رحب لأن التغيير هو سنة الحياة ولديه قناعة بأن منصبه كرئيس للمجلس العربي للمياه هو شغله الشاغل حاليا، ويسعى دائما لخدمة مصر سواء بعلاقاته على المستوى الدولي أو العربي وأنه مواطن مصري حتى النخاع، واعتبرت مصادر رسمية مشاركة بالمنتدى العالمي للمياه وخبراء عرب أن إقالة أبو زيد من منصبه قبل عقد المنتدى بثلاثة أيام فقط لا يوجد لها ما يبررها وأنه كان يجب على القيادة السياسية المصرية التريث حتى انتهاء المنتدى، لأن ما حدث تسبب في خسارة كبيرة لمصر على الصعيد العالمي، بينما كشفت مصادر أخرى أن سيناريو إقالة أبو زيد نسخة بالكربون من إقالة الدكتور يوسف والي، وزير الزراعة الأسبق، والدكتور أحمد جويلي، وزير التموين الأسبق، مع فارق التوقيت الذي تم مع الوزيرين في إطار تعديل وزاري موسع بينما جاء مع ابو زيد دراماتيكيا، وقالت ان ما حدث مع الوزراء الثلاثة كان مخططا له بدقة فائقة في اطار دعم رجال جمال مبارك بدلا من رجال الرئيس، وأن الإطاحة بالدكتور أبو زيد استغرقت وقتا طويلا تخطى العامين حتى وقع في الفخ حسبما أكدته هذه المصادر في تصريحات لـالمصري اليوم.. لكن وزير الزراعة أمين أباظة، قام بالتخفيف من المشكلة بقوله بعد انتهاء الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء معه ومع وزير الري: إن محاولات افتعال أزمة حول تمليك 120 ألف فدان بمشروع توشكى لشركة المملكة التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال ليست في محلها ولا داعي لها خاصة أن مساحة المشروع تتجاوز 6 ملايين فدان وحتى الآن لم نعمل سوى في 540 ألف فدان وشركة المملكة لن تحصل سوى على المياه التي تكفي المساحة فقط التي قامت باستصلاحها بالفعل وسيتم تحويل المياه الى أراضي المستثمرين الجادين الذين يستحقونها في توشكى، وأكد الوزير أن شركة الراجحي خصص لها 120 الف فدان بمشروع توشكى في نهاية الفرع 1 وهي مساحة تعادل اراضي شركة المملكة وتم تلافي كل الثغرات التي وجدت في عقود تخصيص الأرض.
وأود الإشارة هنا الى ان وزير الزراعة الحالي، ليس مسؤولا عن توقيع العقد مع الامير الوليد أو غيره، حتى يمكن محاسبته، ولا يمكن أيضا ان نلوم الأمير على حصوله على هذه المساحة المهولة وانما من منحوها له وغيره، مساحات أخرى، والتفريط في الأراضي الزراعية المحدودة، لشعب لا يكفيه ما ينتجه من غذائه إلا بما يساوي أربعين في المائة ويستورد الباقي.

إقالة الوزير نتيجة
تنافس بين نظيف وابو زيد

وعلى كل حال، فان الاسباب للإقالة قد تكون نتيجة خلافات بين وزير الزراعة والدكتور أبو زيد وانحياز رئيس الوزراء لوزير الزراعة، والدليل الذي يصلح لتفسير الاستنتاج، هو في الاجتماع المفاجئ الذي عقده وضم وزير الزراعة ووزير الري الجديد، وأكد فيه نظيف على ترشيد استخدام المياه في ري أراضي الدلتا لتوفير كمية لاستصلاح ثلاثة ملايين فدان بالأراضي الجديدة، وصرح وزير الري، بأنه تم تشكيل لجان عمل مشتركة مع وزارة الزراعة لترجمة الخطط وعرضها على رئيس مجلس الوزراء وأن الاجتماع شهد التنسيق والمزيد من الترابط بين الوزارتين وقال وزير الزراعة ان التعاون بين الوزارتين لم ينقطع أبدا.
وجمع الوزيرين معا بحضور نظيف لم يحدث من قبل، وبالتالي فقد أراد ضمان تعاونهما معا وتحت إشرافه لمنع أي خلاف قادم

من حسنين كروم -القاهرة
26

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !