بكل روح رياضية أهنئ المنتخب المصري بفوزه بالبطولة الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي ، والسابعة في تاريخه .. وبعيدا عن النفاق والتصنع أبارك له إنتصاره (بالحظ) على منتخب غانا الفتي ، الذي أمتعنا بكل المقاييس ، والذي شجعته شخصيا وتمنيت له الفوز على أشقائي لأنني أشجع اللعب النظيف والكرة الحقيقية ..
فوز مصر بالبطولة لم يكن مفاجئا لإعتبارات كثيرة أهمها سلطة المصريين على الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، وأحتكارهم لطاقمها وكوادرها ، وحتى لمقرها ، وهم يفعلون المستحيل لإبقاء الكأس السمراء على رفوفه ، وذلك مالن يكون بعد هذه البطولة بالتأكيد ، لسبب بسيط وهو أن هذه البطولة بالتحديد كشفت عن تلاعبات المصريين بأوراق المصداقية وتحويلها إلى لعبة مفضوحة منحازة إلى الفريق القومي المصري بامتياز ، وهو ما أثار غضب الأفارقة ودفعهم للشكوى من الفساد الذي إستشرى في هيئة كروية من المفروض أن تكون في إطار حيادي وبعيد عن السياسة والتسييس وعن الفساد..
فوز مصر بالبطولة هذه المرة أزاح الستار عن إختراقات كثيرة للمعايير الأخلاقية ، أهمها قضية التحكيم الذي وضعه المصريون في جيوبهم ويختارون مايتماشى وطموحاتهم المشروعة بالطرق المشروعة واللامشروعة ..
فوز مصر الذي تأجل منذ واقعة السودان المؤهلة لكأس العالم ، هو مشروع سياسي تستخف فيه الحكومة المصرية بعقول المصريين لتنفيذ مخططات نقل الحكم إلى أبناء العجوز حسني مبارك ، اللذين يتراكضان مع الفريق المصري هاهنا وهاهناك كالأطفال المجبولة على حب التملك ، كيف لاوهذا الفرخ من ذاك النعام !..
فوز مصر بالبطولة كشف التركيبة المصرية في حب التملك لكل ماتقع يدها عليه حتى ولو كانت ألعابا عبثية تدفع الغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليها..
فوز مصر هو هدية رمزية لإسرائيل لتعلن دعمها الكامل للسياسة المصرية لاغير ، أما الشعب المصري فهو لايفرق الكثير عن الشعب الفلسطيني أو أي شعب آخر يفعل فيه اليهود مايشاؤون ، لكن الحكومة المصرية وحدها في كل المنطقة إستثناءا لتفانيها في خدمة المحتل ..
ألف .. ألف مبروك النصر للشعب المصري البسيط ، على مضض لأن دعمي الكامل ، وفرحتي العربية حجبتهما السياسة الحكومية لمصر وتسييسها للرياضة ، وأنا عدو للسياسة كلها ، وأشد عداءًا لسياسة تدعم إسرائيل ، وتتلاعب بمصائر البسطاء وتختزل إنتماءهم لمصر في عائلة واحدة وحصرية هي عائلة مبارك.
ــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 02 - 2010
التعليقات (0)