مبروك لحبيبتي مصر
أخيراً آتت ثورة 25 يناير أكلها ؛ وخرجت من عنق الزجاجة إلى رحابة مصر بعد إعلان فوز مرشح الثورة "محمد مرسي" رئيساً لكل المصريين ؛ وكمقدمة لإصلاح وترميم الكثير من الخلل الذي تسببت فيه عهود متعاقبة من الظلام الديكتاتوري تم تحت ظلاله عبث الثعالب والأرانب بعناقيد وكروم وخيرات مصر ؛ ونهب تنابلة فرعونها وعسس هامانها لثرواتها والتعـدي على مقدرات وحقوق شعبها الصبور.......
فرض شعب مصر بثورته الخالدة كلمته أخيرا ... فدقت ساعة الحقيقة على توقيته ووفق إرادته ....ولن تنام نواطير مصر عن ثعالبها بعد اليوم.
مبروك لمصر أم المصريين وأم العرب أجمعين بهذا العرس الديمقراطي السعيد الذي أكد أن شعبها العظيم هو بالفعل كنانة الله في أرضه ...... كلنا نحب مصر ونرجو الخير لمصر وشعب مصر فهم مصدر الإلهام وهم صمام الأمان . وهم أكثر العرب إحساسا بالعروبة والإسلام . وهم أكثر العرب على مر أكثر من 1430 سنة دفاعا عن العروبة والإسلام .. هم من أغاثوا الخلافة الراشدة بأموالهم ومحاصيلهم في عام الرمادة ؛ وهم أهل المحمل. وهم أصحاب عين جالوت ونصر حطين وجند الناصر صلاح الدين ؛ وأصحاب موقعة المنصورة . وجميعهم أبطال نصر أكتوبر العظيم الذي صنعوه جميعا بعرقهم وكدهم ودموعهم وفوق ذاك تضحياتهم الجسام بأرواحهم الطاهرة ودمائهم النقية الغالية .....
لأجل ذلك لم نستطع أن نسكت . إنشغلنا عن كل شيء بحب مصر .. ومضينا نكتب إلى نهاية الشـوط برغم الإنتكاسات ودون خوف من العواقب وتهديدات الفلول بقطع الرقاب وعودة التعذيب فيما لو فازوا.... وكان إهتمامنا الصادق من القلب بما يجري في مصر ؛ لإحساسنا بصدقهم ؛ وضرورة الوقوف إلى جانبهم إلى آخر المدى ... وعن قناعة بأنهم أهل حضارة إنسانية راسخة ؛ ويرغبون في تصحيح كثير من الأخطاء التي شابت أركان الحكم في دولتهم...... وأن كل ما يجري سلبا أو إيجابا في مصر يؤثر وينعكس على الساحة العربية والإسلامية من حدود الشيشان إلى ساحل نواكشوط.
وكان كل الخوف أن يصادر الفلول ثورة مصر ودماء الشهداء . ولكن الحمد لله كان لصمود الشعب في ميدان التحرير صمام الأمان لهذه الثورة العظيمة ولمسيرتها نحو تحقيق أهدافها المشروعة.
حب مصر سيظل تاج على القلب دائما . وليحفظ الله مصر وأرض مصر بشعب مصر وشبابها الأبطال الذين إستطاعوا السير بقوة وبسالة في مسيرة نضال حقيقية ، جادوا فيها بكل غالي ونفيس لأجل نجاح ثورتهم وأن تحقق هذه الثورة هدفها في التغيير نحو الأفضل ، وترسيخ مبدأ الديمراطية وحرية الرأي وتداول السلطة وإنهاء عصور الفراعين إلى قيام الساعة .....
..........بحبــــك يا مصـــــر
التعليقات (0)