الإشكالية
- هل كثرة المال توفر السعادة الحقيقية للإنسان ؟
- ما مدى حرية الإنسان في التصرف في المال ؟ الفرضيات
- السعادة الحقيقية رهينة بالتصور الإسلامي للمال - الإسلام لا يحرم الملكية الفردية إذا كان مصدر المال حلالا. مضامين النصوص:
النص الأول:- المال مال الله والإنسان مستخلف فيه .
- الرزق والمال مملوكان على الشيوع .
النص الثاني :- طرق انفاق المال في الاسلام .
- مال الإنسان هو فقط ما استهلكه في مأكله أو ملبسه أو صدقة ادخرها لآخرته. تحليل عناصر الدرس : 1 ) مفهوم الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي أولا:مفهوم الاستخلاف و أنواعه: أ- مفهوم الاستخلاف: يُقصد بالاستخلاف في اللغة: مجيء شيء بعد شيء وقيامه مقامه أي التداول و التعاقب سواء في الخير أو في الشر.أما في الاصطلاح فهو اختيار الإنسان ليكون خليفة لله في الأرض لعبادته و اعمارهذه الأرض و إصلاحها، وهذا تشريف من ناحية و تكليف من ناحية أخرى ب- أنواع الاستخلاف: الاستخلاف نوعان : عام وخاص.:
الاستخلاف العام: ويكون في كل نواحي الحياة بإصلاحها و اعمارها بالخير من خلال توحيد العبادة لله و الحكم بالحق و العدل و القيام بالحقوق.و قد كرم الله الإنسان بالعقل و سخر له ما في الأرض جميعا للقيام بتحمل أمانة الاستخلاف..
الاستخلاف الخاص: و هو نوعان: العبادات البدنية كالصلاة و الصوم و الحج.
العبادات المالية بتنظيم المعاملات داخل المجتمع و المتمثلة في العقود العوضية و العقود التبرعية و الوصايا و نظام الإرث و التكافل الاجتماعي…مما يضمن حقوق الأفراد و المجتمع و تكوين نظام مالي إسلامي محكم و متكامل.. ثانيا:المال و اوجه الاستخلاف فيه و ضوابطه في التصور الاسلامي: 1- مفهوم المال وانواعه :
المال في الإسلام هو كل شيء ينتفع به و له قيمة بين الناس و يجيزه الشرع كالعقار و الحيوانات و النقود و المجوهرات ..أما الخمر و لحم الخنزير مثلا فليست مال في الإسلام
2- أوجه الاستخلاف في المال و ضوابطه:
من أوجه الاستخلاف في المال: تدبير الموارد و النفقات- حق امتلاك المال شرط الاعتراف انه مال الله و أن الإنسان مجرد مستخلف فيه- إجازة الملكية العامة لتنمية المجتمع و تحقيق التوازن بين افراده و طبقاته و ضمان التكافل الاجتماعي- إقرار نظام الحسبة لرد الحقوق و معاقبة المعتدين عليها من اجل تشجيع الاستثمار المؤدي إلى التنمية الشاملة.
- ضوابط الاستخلاف في المال:
- الضابط الاجتهادي ومهمته ايجاد المناهج و البرامج التي تقنن العلاقات الاقتصادية و تحفظها من الانحراف
- الضابط الاعتقادي: لتحقيق الخير و إبعاد الضرر.
- الضابط الاجتماعي ويتجلى في التكافل و تداول المال بين كل فئات و طبقات المجتمع.
- الضابط الاقتصادي وذلك باستثمار المال في العمليات المنتجة و المساهمة في تنمية العنصر البشري للمساهمة في
تنمية المجتمع.
وعلى ضوء هذه الضوابط يتقرر مفهوم الملكية الفردية في الاسلام . فما خصوصية هذا المفهوم ؟
مفهوم الملكية الفردية في الاسلام : يجرد الإسلام المسلم من التملك الحقيقي للمال لانه مجرد وكيل فيه والمال الذي
في حوزته هو وديعة اودعها الله عنده وعارية يستفيد منه فقط لان مالكه الحقيقي هو الله .
مفهوم التصرف المقيد بمقتضى مبدأ الإستخلاف في المال: لا يكون للإنسان مطلق الحرية لما في حوزته من الملك أو المال ولذا عليه ألا يكسب مالا إلا كما أمره الله تعالى ولا ينفقه إلا فيما يرضي الله عز وجل يقول تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ).سورة الانشقاق الآية 4.
2 ) أهمية المال وقيمته في الحياة الانسانية :
الخطاب الشرعي المتعلق بالمال يتميز بالتركيز على قضيتين تؤسسان لرؤية الاسلام للمال :
اولاهما : ان المال قوام الحياة الانسانية وعمادها الذي تنتظم به ، والمال زينة الحياة الدنيا لذا فقد شرع الإسلام عدة ضوابط لكسبه واستثماره وتدبيره واستهلاكه.
قال تعالى:(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما) النساء آية8
ثانيهما : المال شهوة وفتنة : أقر الإسلام الميل الغريزي للإنسان نحو ا لمال ، وحذره من فتنة المال
و الاغترار به ، قال تعالى:(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ...)سورة آل عمران الآية 19 لذلك يدعو الاسلام الى تهذيب غريزة التملك لدى الانسان لانه سبب الطغيان يقول تعالى : ( كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى ) العلق . والفتنة ايضا يقول جل جلاله : ( انما اموالكم واولادكم فتنة ) سورة التغابن .
3 ) آثار مبداالاستخلاف في ترشيد التعامل مع المال :
ان التقسيمت الغير العادل للثروات ، وغياب التكافل بين الاغنياء والفقراء في عالم اليوم ، يجعل الهوة كبيرة
بين دول الشمال ودول الجنوب . فأهل الشمال ينعمون بالرفاه المادي في ابهى صوره ، بينما اهل الجنوب
يعانون الحرمان بجميع اشكاله . ومبدا الاستخلاف في المال بمفهومه الاسلامي يمثل الحل الانجع للمشكلة
الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البشرية اليوم . ذلك ان الاسلام يدعو الى التوفيق بين الدوافع
الذاتية والمصالح الاجتماعية ، حيث تصبح الملكية الفردية في خدمة المجتمع ، ويصير التكافل الاجتماعي واجبا
شرعيا على الجميع . وبهذا نضمن ابتعاد الناس عن الجشع والقهر والتسلط
4 – كيف يهذب الاسلام غريزة التملك :
الإسلام لا يلغي غريزة التملك بل يحولها من لذة فردية إلى مشاركة جماعية
ومنهج الإسلام في تهذيب غريزة التملك يقوم على :
أ- تحرير الإنسان من حب المال باعتباره وسيلة وليس غاية .
ب- تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح ومواجهة ميول النفس البشرية في حب الدنيا والافتتان بزينتها الزائلة ومقاومة نزعات التملك والتسلط والهيمنة
ج- التأكيد على مفهوم جديد للامتلاك يتاسس على مبدأ الزهد الإيجابي القائم على الالتزام بكفاية الطعام والسكن والأمن
التعليقات (0)