مبدأنا التصعيد

مبدأنا التصعيد

نصعّد كل شيء في حياتنا إلى مراحل أصعب و أصعب ، لا نتعاطى مع الأمور بواقعيّتها التي هي عليها بل نقودها إلى مسلك صعب بل و نتفنّن في تعقيدها أكثر و أكثر ، أصبح هذا المبدأ نحن من سنّ سنّته و نحن من نعمل به و نروّج له بل أصبح من عاداتنا في التصرّفات مع كل أطياف البشر .

مثال ذلك .. نحن لا نعرف السيطرة على مشاكل الشباب و البنات في سن المراهقة داخل محيط البيت ، نجهل ما يعانون , و نهزأ من أفكارهم الغير الناضجة غالباً ، نغضب من طلباتهم لأمور نعتبرها في قمّة السخف بينما هي تمثّل لهم قمّة الطموح .بالتالي نقود دفّة التفاهم معهم إلى مرحلة أصعب و أصعب يتعقّد علينا فيما بعد معالجتها .كذلك الحال بالنسبة للاعتذار من الأشخاص عند الخطأ سواءً كانوا في حكم الأقارب أو أبعد من ذلك إلى حكم الأصدقاء و الزملاء , فعندما نخطئ في حقّهم يركبنا شيطان العزّة الآثمةفيمنعنا و يجعلنا نصر على مواقفنا الخاطئة و يلهمنا التبريرات الساقطة و نقود العلاقة فيما بيننا إلى مرحلة أصعب و أصعب كذلك يستحيل حلّها !

أيضاً في دراستنا و خاصّة إذا عرفنا أنّنا نسير خط سير إمكانيّات عقولنا و بالتالي نصر على رأينا و سلوكنا الطريق الخاطئ في اختيار التخصص أو مثلاً الإهمال الدراسي و بالتالي تسير الأمور إلى طريق مسدود صعب جداً لأننا أردنا ذلك بتصعيدنا للأمور إلى هذا الحد و عدم معالجتها في وقتها .

نصعّد الأمور إلى الأصعب و الأصعب حتى في أتفه الأشياء ، على سبيل المثال لا الحصر عند وقوع حادث تصادم بين سيّارتين و يكون ضررهـ لا يتعدّى أكوام الحديد نجد أنّه من النادر أن يعترف الشخص بخطأه فالكل يحاول التبرير و قد يتعدّى تصعيد الأمر إلى ضرب أحدهما الآخر و من ثم تتعقد الأمور أكثر و أكثر .

في الأمور الزوجية أيضاً نصعّد الخلافات البسيطة بين الزوجين إلى ما هو أبعد و أعقد و نمضي بالعناد و تعقيد أمر الصلح و الإصرار على المكابرة إلى

طريق مظلم وصلنا له بفضل عنادنا و تصعيدنا لمشاكل أصلها بسيط جداً .الأمثلة كثيرة جداً و لا حصر لها تحت مبدأ أسسه مجتمعنا وهو (مبدأ تصعيد الأمور) في كل شيء في الإعلام ، و في الرياضة ، و في الجانب حتى العلمي ، التعاطي مع الواقع ، النقد ، و نحوهـ ؛ اعتقد أن تصعيد الأمور إلى السلب أو الإيجاب لا يقودنا بأي حال من الأحوال إلى نتائج مفيدة إمّا طريق مظلم مسدود أو طريق منار خيالي لا يمس للواقع بصلة .. أن نعيش بواقعيّة و تفاعل مع الأمور بدون عصبية هو الحل الأمثل من وجهة نظري .