مبجل الخضاب
تسلل الفجر صوب السحاب
وتناسى الليل أن له إياب
وأشرقت شمس تنادي المنون
إن حسينا على سفح التراب
وان يد الغدر زحفت إليه
زحف الراقدين إلى المآب
وحتى العيون أبت الدموع
فماذا يفيد اللوم أو العتاب
خذلنا الكرام التي أترفت
جللا وسعيا وراء الشهاب
فما نصب المنون حين تموت
أشراف الرجال بسكين الذئاب
حيث ترتقي سهام العلا
وحيث تشرب ماؤها من السراب
وحيث تسرف في غيها الخلائق
وتسوقها أنعاما أسراب الذئاب
حزنا على أب الشهداء
وعلى اقرأنه خير الشباب
وعلى تلك التي طاولت الجبال
زينب الصبر شهباء العذاب
وعلى كفيل العيال أبي الفضل
عباس الشموخ ابن أبي تراب
ذاك الذي أبى الخضوع
إلى ذل عطشه وأبى الشراب
ومات قتيلا ونصب عينه
خيال حسينا مبجل الخضاب
وصوت العيال واعطشاه
يدوي عظيما جلل المصاب
متشحا بالسواد ليلا مظلما
متشرذم الافياء غناء الصباب
أنيس حزن وقلة حيلة
فما نفع الجنان بلا رحاب
وما نفع الحياة بلا عزة
وقد لبسها عتي معاب
صلاته الكفر في طرب وسكر
وصومه إيذانا بقرب الحساب
يزيد لعين بني أمية
يكيل لرأس الحسين السباب
دعي وابن دعي ومنافق
يخط برجليه كخط الغراب
عدم الحياة مبكرا وغافلا
ونحى بالإسلام منحى الاغتراب
وفرق الإسلام شيعا تشرذم
إلى شواطئ بحر ليس له يباب
وظل الحسين دفين القلوب
وله في كل قلب مثوى ومصاب
كريمة شامي
كاتبة وشاعرة من العراق
التعليقات (0)