مواضيع اليوم

مبارك .. قامت قيامته ـ هشام النجار

سعيد مصطفى

2012-02-05 00:08:22

0

فى تسعينيات القرن الماضى عندما أوغل مبارك فى دماء أبناء الحركة الإسلامية، أصدرت الجماعة الإسلامية منشوراً تعدد فيه جرائمه عنوانه "عشر سنوات ومبارك يحفر قبره" ، عشر سنوات وعشرون وثلاثون، وعام إضافى فوق الثلاثين، ومبارك الطاغية الأثيم يحفر قبره . يا صبركم يا مصريون، والله لا أحسدكم على ثلاثين عاماً من حكم الفرعون، انما أحسدكم على صبركم عليه طوال السنة الماضية الإضافية .. يمكر ويدبر ويغدر ويمول ويحرض وهو على سريره المتحرك، يطير ذهاباً واياباً فى طلعات جوية موفقة، معظمها آتت أكلها وثمارها، والمصريون يتابعون طلعاته ويراقبون العادلى وجمال وعلاء وزبانية الداخلية خروجاً ودخولاً فى اجتماعاتهم، وعلى وجهوههم ابتسامات الرضا والتشفى .

ماذا يملك مبارك اليوم .. الرجل المريض المشرف على الهلاك والزوال، لا يملك ألا دعوة بلطجيته إلى الوحدة هاتفاً " يا بلطجية مصر اتحدوا " على طريقة الرجل المريض السلطان المرحوم عبد الحميد الثانى عندما أطلق " يا مسلمى العالم اتحدوا " انقاذاً لدولة الخلافة من الانهيار – مع أثبات الفروق - رأينا البلطجية متحدين فى كل مكان فى مصر، وآخيراً كانوا هناك فى بورسعيد .. قطيع من الهمج لا يحول بينهم وبين غايتهم حائل، وتبدأ مجزرة جديدة، لا بالرصاص الحى ولا المطاطى ولا الغاز المسيل للدموع، أنما بالعصى الكهربائية والشماريخ . يا صبركم يا مصريون .. الطاغية لا يسلم بسقوطه بمجرد إزاحته .. لا يسلم ألا لحظة مقتله والقصاص منه، هكذا فرعون عندما سلم وهو يغرق فى اليم، وهكذا عندما شنق موسولينى وعندما أعدم لويس السادس عشر، ومارى أنطوانيت وابنهما. هل كان الطليان والفرنسيون أذكى منا أم كان مبارك مختلفاً عن رفاقه من الطغاة القدامى والمحدثين.

لقد جاء فى الحديث الشريف عن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم " مستريح ومُسْتراح منه ، قالوا يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه ؟ قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب " .. نعم هو مستراح منه يا عباد الله فلماذا لا تعجلون براحتنا من ظلمه ومكره وجرائمه ؟ لماذا لا تريحون يا عباد الله بلاد الله وشجرها ودوابها من الطاغية، لماذا لا تعجلون من نهاية الطاغية جزاءً وفاقاً، معلقاً على مشنقته إلى جانب هامانه، فإنا نشم من كل أحداث الفوضى والانفلات وقتل الأبرياء رائحة مبارك ورائحة غدره وعناده وبطشه ومكره ؟

لماذا لا تعجلون بذلك لتمضى سنة الله مع الظالمين، وليتركوا "خلفهم جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين" . مبارك ليس أفضلهم، إنما أغباهم وأكثرهم عنداً وأقساهم قلباً، ليكون قبره الذى يحفره منذ عشرين عاماً أكثر عمقاً ، ولتكون نهايته أكثر دموية وبشاعة، وإن عجلت معركة الجمل بنهاية حكمه قبل عام، فأن موقعة بورسعيد كفيلة بتعجيل أجله.

أن مبارك حفر بالفعل قبره بيديه .. بقى فقط أن يقبره شعبه، وما كانت زلزلة بورسعيد، الا توابع قيامة مبارك الذى قامت قيامته على طريقة الذئب الذى سقط فى الفخ، فمر به الثعلب شامتاً، نظر اليه الذئب منكسراً وقد أثر الحديد فى جنبيه، وقال: أبا حصين يقولون إن القيامة قد اقتربت، فهل عندك خبر عنها ؟ أجاب الثعلب: يا صديقى أما دنو القيامة فلا علم لى به، ولكن الأكيد أن قيامتك قد قامت .

فمبارك حفر قبره قبل أكثر من عشرين عاماً، والآن قد قامت قيامته.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !