في إجتماع رباعي بالقصر الجمهوري لمدة ساعتين....
مبارك يوجه لوما شديدا لجمال وأحمد عز بسبب خطابهما المستفز خلال المؤتمر العام للحزب
>> صفوت الشريف يوجه لأحمد عز لكمات موجعة ويسرب تفاصيل جلسة التوبيخ للصحافة
>> مبارك يطلب من الشريف مراقبة جمال وعز داخل الحزب وموافاته بتحركاتهم فورا
>> الشريف يعد خطة مستقبلية لإصلاح ما أفسده جمال وصديقة مع المعارضة والإخوان والرأي العام
عماد فواز
خطاب أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني لم يثير إستياء الرأي العام وقوى المعارضة فقط وإنما أثار إستياء الرئيس مبارك رئيس الجمهورية ورئيس الحزب وصفوت الشريف الأمين العام للحزب والذي إستغل خطاب غز ليقلل من رصيده لدى الرئيس مبارك وليوجه إليه ضربه قاسمة أقوى من تلك الضربات التي وجهها عز إليه خلال السنوات القليلة الماضية والتي تسببت في تقهقر نفوذ الشريف داخل الحزب وخارجة،ومن هنا وجد الشريف في خطاب عز فرصة جيدة ليرد له الطعنات بالطعنات، وعلى الفور تطوع لنقل ردود أفعال المعارضة والشارع حول خطاب عز "المستفذ" للرئيس مبارك، وهو الأمر الذي دفع الرئيس مبارك إلى عقد إجتماع رباعي يوم الإثنين 2 نوفمبر الجاري في مقر القصر الجمهوري ناقش خلاله خطاب أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني وردود الأفعال التي خلفها لدى المعارضة والرأي العام.
بدأ الإجتماع بحسب ما أكده مصدر مقرب "لصفوت الشريف"، في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا وأستمر حتى الساعة الخامسة والنصف، تحدث خلاله الرئيس مبارك في حين جلس الأطراف الثلاثة مستمعين أغلب الوقت، ووجه الرئيس مبارك لوماً شديداً لأمين التنظيم أحمد عز بسبب ما أورده في خطابه أثناء إنعقاد مؤتمر الحزب الوطني السادس مؤخرا، وطالب الرئيس مبارك من الحضور أن يلتزم كل طرف منهم بحدوده وأن لا "يشطح" بعيدا عن موقعة أو يقرر من خياله أو يصرح كما يشاء دون الرجوع له، مهددا من يخالف التعليمات بقطع رقبته.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس مبارك قال لأحمد عز تفصيلا " أنت أكدت للرأي العام أن هناك معارضة قوية في مصر وأننا نعمل لها حساب ونقيم لها وزن بل وأظهرت أن الإخوان المسلمين "بعبع" يرعبنا، وبكلامك الغير مسئول أعلنت صراحة بأننا من منطلق رعبنا من الإخوان سوف نزور الإنتخابات القادمة، معبراً عن ذلك بعبارة "يالي شاكك إتأكد".
وأضاف مبارك في وصلة توبيخه لعز: انت وصفت الإعلام بأنه مثل المعارضة مما يمثل إستعداء غير مسئول للإعلام المصري الخاص وللإعلاميين في وقت ينبغي فيه استمالة وسائل الإعلام للوقوف إلى جانب الحزب تماما كما حدث مع قناة المحور الخاصة التي تميل للنظام وللحزب الوطني والتي قامت بنقل فعاليات المؤتمر الوطني للحزب هذا العام وكان يجب عليكم – والكلام لعز وجمال – أن تضعوا خطة مستقبلية لآستقطاب القائمين على الوسائل الإعلامية الخاصة وذلك للوقوف إلى جانب الحزب والحكومة خلال الفترة القادمة.
وأشار مبارك إلى أن الحديث عن أن جمال مبارك مفجر الثورة كلاما غير مسئولا وهراء غير مقبول وأتى بنتيجة عكسية لأنه نفر المؤيدين وفتح المجال للمعارضة لكي تنال من شعبية جمال مبارك وأظهر كثير من المبالغة الفجة التي أدركها وشعر بها الرأي العام ورجل الشارع البسيط قبل المعارضة بمنتهى البساطة والوضوح مما يصعب أمامه تحويل المفاهيم مرة أخرى أو الدفع عن الحزب أمامة.
أمام عم جزئية الهجوم على الإخوان المسلمين فقد انتقد مبارك هجوم أحمد عز على جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص قائلا: أن الحديث عن الإخوان بشكل سطحي وبطريقة تسفه قواهم أمر أكد للجميع على أن الإنتخابات القادمة سوف يتم تزويرها وفتح المجال للمعارضين للتشكيك في الإنتخابات القادمة سواء كانت شعب أو شورى أو رئاسية، والحديث مبكرا من قبل المعارضة عن وجود نوايا مؤكدة لدى الحزب الوطني لتزوير الإنتخابات بدليل عدم إشراف القضاء عليها، كما أن الهجوم على الإخوان خلال مؤتمر الحزب هو دعاية مجانية لهم ولفت الأنظار إليهم وفتح مجال لتعاطف المواطنين معهم بأعتبارهم قوة مقهورة.
وأستنكر مبارك فجاجة النفاق في خطاب عز قائلا: بالحديث عن أن جمال مفجر الثورة وغيرها من العبارات التي أستفزت الرأي العام ظهر أن لمصر رئيسان، واحد رسمي – وأشار على جمال- والثاني شرفي – وأشار على نفسه- ، ووصف مبارك الشعارات التي أطلقها عز بأنها شعارات مستفزة وأنها وضعت جمال في غير موضعه وبالتالي فإنها أعادته للخلف أكثر من خمسة أعوام ماضية.
كما رفض الرئيس مبارك حديث عز عن شن هجوم مضاد على المعارضة خلال الأيام القادمة متسائلا " من قرر ذلك" وقال أنه رفض هذا الحديث من قبل عندما أعلنه جمال مبارك في المؤتمر العام للحزب العام الماضي وحذر من إرتكاب مثل هذه الأفعال والدخول مع المعارضة في صراعات ووصلات سباب، وبالرغم هذا التنبية عاد عز وقرر الإعلان عن إرتكاب ما سبق وأن رفضه الرئيس مبارك من قبل.
وفي نهاية الإجتماع قال مبارك أن أي خطابات أو تصريحات رسمية لجمال أو أحمد عز يجب أن تكون مدروسة ومكتوبة ويجب أن تمر عليه – أي الرئيس مبارك – قبل إطلاقها، ووجه مبارك كلامه لصفوت الشريف قائلا: انت المسؤول أمامي عن مثل هذه الأحاديث والأفعال الغير مسئولة، وبعدها أنصرف عز وجمال من الجلسه بعد أن رفض الرئيس مبارك سماع تعليقهم على كلامة وبقى صفوت الشريف لمدة ربع ساعة لتلقى التعليمات بخصوص إصلاح ما أفسده الإبن وصديقة المدلل.
أما عن خطوات الإصلاح فيقول المصدر: أن صفوت الشريف سوف يتولى فتح حوار خلال الأيام القادمة – بشخصه – مع جميع تيارات المعارضة وأيضا الإخوان المسلمين، وأستمالة القائمين على وسائل الإعلام الخاصة والإعلاميين المميزين أصحاب الجماهيرية الكبيرة، بالإضافة إلى وضع خطة دعائية للحزب في الشارع لإصلاح ما أفسده جمال وصديقة.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس مبارك منح صفوت الشريف مهلة أسبوع لتقديم الخطة المستقبلية – خطة الإصلاح – لتحسين صورة الحزب واستمالة المعارضة والإخوان ورجل الشارع قدر المستطاع، مع التنبيه عليه بضرورة إعلامه بكل صغيرة وكبيرة حول تحركات وإجتماعات وقرارات الإبن وصديقة داخل الحزب خلال الأيام المقبلة.
وأكد المصدر على أن صفوت الشريف أستغل الموقف بشكل ظاهر جدا، ووجه لأحمد عز طعنات غائرة أفقدته توازنه، ومن المحتمل أن يوجه الأمين العام للحزب خلال الأيام القادمة المزيد من الطعنات لأحمد عز، بدأها بتسريب الحوار الذي تم في الإجتماع الرباعي مع الرئيس لبعض الصحف ولعدد من قيادات الحزب لشل حركة أحمد عز خاصة بعد أن نقل بالتفصيل جميع الإنتقاضات والعبارات الحادة التي وجهها الرئيس مبارك لأمين التنظيم خلال الإجتماع.
التعليقات (0)