ما الذي يحصل في مصر؟ , السؤال الذي يملئ شاشات التلفاز الآن , كثير من المشاهدين , وهو يشاهد مواجهات التحرير , وما فعلته قوات الأمن بالمواطنين و المتظاهرين السلميين , يدفع إلى تساؤل خطير وهو , من المستفيد مما يحصل ؟ ولمادا في هدا التوقيت بالذات ؟
قبل أن نجيب على السؤال الأول سوف نحلل التوقيت الذي تحصل فيه الأحداث الحالية, واعتقد أن اغلب السياسيين و المواطنين سوف يتفقون معي على أن هدا التوقيت لديه ارتباط ضمني و زمني بالانتخابات القادمة و التي لا تفصلنا عنها سوى أيام قليلة جدا , فالمراد من هده الأحداث هو أمرين
- الأول هو صرف نظر الشارع المصري عن أحدات أخرى تجري في نفس الوقت , فالجميع شارك و شاهد يوم الجمعة المليونية العظيمة , بمختلف المحافظات , وكان الهدف الأساسي منها هو تسليم السلطة و رفض وثيقة السلمى , والتي يستفيد منها المجلس العسكري بشكل كامل على حساب الحكم المدني, ومطالب الثورة , انتهت المليونية و وصلت رسالة الثوار للمجلس وبشكل واضح و ازداد الضغط عليه من اجل إلغاء الوثيقة أو تعديلها, لكن أتت الأحداث الأخير و بشكل مفاجئ وغير متوقع , مواجهات بين قوات الداخلية و أهالي الشهداء و المصابين , تطورت الأحداث وانتقلت أبصار و أدهان المواطن و الثوار إلى ميدان التحرير , السؤال الذي يردده الجميع ما الذي يحصل؟, و المطلب الذي أصبح يهتف به السياسيون , يجب محاسبة المسؤولين عن الأحداث وتنحي الرئيس و وزير الداخلية, وانقلبت الأنظار بشكل تام مؤقتا قد يدوم أيام أو أسابيع قليلة .
من المطالبة بتسلم السلطة و إلغاء وثيقة السلمى , إلى التحقيق في الأحداث ومحاسبة المسؤولين و الدعوة للاعتصام من جديد, وبالتالي فكما وضحنا فان الهدف الأول من الأحداث وبشكل مباشر , هو تشتيت انتباه المواطنين و الثوار.
وهنا ننتقل إلى الأمر الثاني و الأهم وهو , من المستفيد من الأحداث التي تجري؟
إن أي دولة بالعالم ومهما كان نظامها , فانه لا يحكمها رئيس فقط , بل تحكمها مجموعة من الأشخاص أصحاب النفوذ و القوة , والدين يشكلون النظام الحقيقي للبلاد, هؤلاء الأشخاص الدين يعملون وراء الستار غالبا ما يكون هدفهم الرئيسي و الذي يجمعهم هو مصالحهم الخاصة , فيضعون أيديهم على كافة المناطق الحساسة بالبلاد, ويحددون سياسية البلاد حسب غايتهم وأهدافهم.
اعتقد أن العديد من المواطنين لاحظوا أن البلاد لم تتغير سياسيتها لا الأمنية و لا الاجتماعية , فرغم إسقاط الرئيس المخلوع و توالي الحكومات العديدة , فان نفس سياسة النظام مازالت كما هي , وهدا دليل على أن من كانوا يعملون وراء مبارك , مازالوا يعملون وراء عصام شرف.
إن الأحداث الأخيرة التي تجري الآن سوف تصرف نظر المواطنين و الثوار مدة معين , حتى يتم تمرير وثيقة السلمى إلى ما بعد الانتخابات, ليتم الضغط على السياسيين الجدد بالساحة, ليتم فيما بعد غالبا التوصل إلى اتفاق من اجل تعديل الوثيقة , وسيتم التعديل وإلغاء مجموعة من النصوص , من اجل إسكات الثوار و المواطنين, لكن البنود الرئيسية المهمة لن يتم إلغائها, انه مخطط خداع لتلاعب بالمواطن المصري.
سوف يتساءل الكثيرون, لمادا سيتم تعديلها بعد الانتخابات وليس الآن؟ ببساطة لان هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون الآن الضغط على عشرات الحركات و الأحزاب , لكن بعد الانتخابات سوف يكونون أمام مجموعة محددة و معينة , وسوف تمارس عليهم ضغط بكافة الوسائل العلنية والسرية ’ اللينة والخشنة حتى يضمن هؤلاء استمرار سيطرتهم على النظام ولو بشكل جزئي .
لدلك فلا تستغربوا يوما إذا سمعتم أن مبارك أو نجله أعلن ترشحه من جديد إلى الرئاسة.
التعليقات (0)