مبارك ونجلاه والثبات المستفز
كلنا تابعنا البث في وسائل الإعلام المصرية عن محاكمه مبارك وأعوانه ونجليه ومما شد انتباهي وتعجبي في تلك الجلسات هو تماسك المتهمين الشديد إلي حد الاستفزاز وتوزيع الابتسامات الصفراء أحيانا والتي لا ادري إذا ما كان تنم عن خضوعهم التام للما هم فيه الآن أم انه استهزاء مميت إلي كل هذا الجمع الخفير وعامه الشعب ممن دفعوا بحياتهم لنري تلك المجرمين خلف القضبان.
لم يتصور احد أن يكون تلك الطاغية مبارك يقف في هذا الموقف الصعب عليه والذي ادخل البهجة في قلوب بعض من عامه الشعب المقهورين و الذين لم ينعموا بيوم فرح في عهد تلك الفرعون الذي ما إن تملك من السلطة حتى هيئها لخدمه وخدمه أولاده ومصالحه وكنا نشعر أننا في عهد الإقطاعيين حيث كانت البلد أشبه بعزبة له ولأسرته حتى نسي أصله ومن أين هو جاء . فإذا ذهبت لكفر المصيلحه منوفية لم تجد إلا رفات من منزله القديم والذي قضي فيه طفولته وشبابه ، فمبارك بذات نفسه كان من تلك الطبقة والتي أول ما خرج منها رجع لينتقم منهم شر انتقاماً بل وورث تلك الانتقام في أولاده وأعوانه وكأنه يقول أبيدوا تلك الطبقة التي ليس من حقها أن تعيش .
جاء يوم القصاص الذي فيه تغيرت الأوضاع وأصبح فيه مبارك هو الطرف الضعيف الذي يستثير العطف من تلك الكلمات إلي نشرها في بادئ أيام الثورة وعندما لم تلقا استحسان من الشعب بادر بقتلهم ودهسهم من قبل أعوانه . وها نحن نراه مره أخرى يثير الشعب والناس بنظره العطف من خلال سريره المتحرك والذي يجعلنا نتعاطف في بادئ الأمر مع الموقف ولكن ما إن نتذكر مشاهد قتل الشهداء ودهسهم بالسيارات حتى نرجع إلي صوابنا مره أخرى .
الثبات المستفز:-
عندما ينادي عليه القاضي يبادرنا بصوت لا ينم أن هذا الرجل النائم علي سرير متحرك رجل مريض وبإيماءات وحركات ونظرات استفزازية تشعرنا وكأنه مازال في الحكم وبحركة إصبعه المخيفة التي تنم عن التهديد والوعيد التي عهدناها منه في عهده وحتى بعد خلعه من الحكم .
استغربت كثيراً من تلك الثبات وما الغرض منه وما الرسالة التي يود أن يوجهها للشعب من خلالها ولا يختلف الحال عن نجليه واللذان يسعيان جاهدين مواراة أبيهما عن الأنظار واعين الكاميرات وإمساكهما بالمصحف في كل مرة يكونان فيها داخل القفص ، أقول لهم أولم تتدبر ما في أيديكما من كلمات القران قبل أن تأتوا إلي هنا وتتذكرون الله وتتظاهرون بالإيمان والطهر والثبات بعد فوات الأوان فكم استهزأتم بالشباب وجاء اليوم الذي يستهزئ بكم العالم اجمع
يكفيكما أن تكونا في مهملات تاريخ مصر العظيم الذي لا يعرف إلا الأبطال فلن يذكر التاريخ عنكما إلا شابين عاطلين كل وظيفتهم في الحياة هو أنهم أبناء رئيس الجمهورية وناهبي خيرات البلد، ثباتكم المستفز لن يزعزعنا عن مطالبنا بالقصاص العادل لك شهيد وكل مصري انتهكت حقوقه في ظل وجودكم المريب في البلد والذي يجب بتره واستئصاله بأقصى سرعة حتى تكونا عبره لمن سيأتي بعدكم . ابتساماتكم الصفراء إلي لاحظتها ما هي إلا دليل علي خيبه الأمل العميقة بداخلكم ولا املك إلا أن أقول لكما سنري من الذي سيضحك في النهاية.
التعليقات (0)