مواضيع اليوم

مبارك والدوحة

زين العابدين

2010-11-24 23:49:46

0

 
لاشك أن علاقة الرئيس المصرى حسنى مبارك قد توترت و ساءت كثيرا بدولة قطر بسبب تأييد مبارك لأمير قطر السابق الشيخ خليفة ، بعد أن تولى ابنه الشيخ حمد بن خليفة ، الأمير الحالى ، إمارة دولة قطر ، وبطبيعة الحال فقد تأثرت وأثرت العلاقات ـ أو الخلافات ـ الشخصية بين الزعيمين بالعلاقات بين القطرين ، قطر ومصر .
ولأن مبارك لايهمه شىء فى هذا الكون سوى بقاءه فى كرسى الحكم حتى آخر لحظة من حياته ، حتى لو أدى به الحال إلى بيع أو رهن ـ وكما فعل الخديوى إسماعيل ورهن قناة السويس ـ مصر كلها بما فيها ومن عليها ، ومن ثم فهو قادر على تجاوز الصعاب ، ومنها بلع الإهانات ، فبعد أن أعلن ما يسمى المتحدث الرئاسى عن عزم مبارك التوجه الى السعودية ــ ويبدو أن ذلك قد تم من غير تنسيق مسبق مع القصر الملكى السعودى ـ فوجىء ،وكأنه إعتذار عن عدم استقباله من قبل السعوديين ، بذهاب العاهل السعودى الملك عبد الله  إلى الولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية هناك ، ويفترض أن يحل ولى العهد محل الملك حال غيابه لأى ظرف كان ، ويدير كل شؤن المملكة ، بما فى ذلك إستقبال الرؤساء العرب أو الأجانب ، فمن غير المعقول أن تتوقف الأمور فى المملكة ، أو فى أى بلد آخر من العالم ، فى غياب زعيمها ، أو لحين عودته..!
وعلى الرغم من حالة العداء الشخصى بينه وبين دولة قطر ، وأمير قطر ،والتى كانت آخر ملامحها مقاطعة مصر لمؤتمر القمة العربى الذى عقد بالدوحة فى 2009 ، وحضرته حماس ممثلة فى خالد مشعل ، وأيضا حضره أحمدى نجاد ، وتغيب عنه مبارك ، وليس مصر ، والعداء التقليدى الخفى بين السعودية وقطر ، وتحالف مبارك مع السعودية ضد دولة قطر ، فما الذى دعا مبارك إلى التوجه إلى قطر بعد إعتذار السعودية عن إستقباله ..؟.. فهل ذهابه إلى قطر هو نكاية فى السعودية ، أوتهديد أو إبتزاز لها بشكل ما من الأشكال؟
أظن إنه بعد أن أغلق مبارك جميع المنافذ الإعلامية المصرية، والتى هى ملكا أصيلا للشعب ، فى وجه قوى المعارضة والناشطين المصريين ، ثم اتضح له أن جموع المصريين منصرفه تماما عن إعلامه المزيف ، وأن جموع الشعب يتنقلون بين جميع فضائيات العالم إلا فضئياته السمجة التافهة الساذجة التى تروج أكاذيبه وأكاذيب ابنه ، فهل ذهب لقطر أيضا ليطلب من أميرها أن تخفف الجزيرة من تسليط الضؤ على مصر فى تلك الأيام العصيبة من عمر نظامه الذى دمر مصر وأهلك الحرث والنسل وكاد أن يبيد كل شعب مصر ، وهو ما لم يستطع أى استعمار سابق ــ أو حتى لاحق ، بما فى ذلك إسرائيل ـ أن يفعله ، كما لم يحدث مثلا ، ومنذ العصر الفرعونى منذ سبعة ألاف عام قبل الميلاد ، أن هددت دول منابع النيل بقطع النيل عن مصر، وهددوا حضارتها بالزوال ، أو حتى وجود مصر ذاته ، وكما يفعلون الآن فى آواخر العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد فى عهد رئيس مصر ، وقائد الضربة الجوية ، محمد حسنى مبارك ..؟!
ومن المفارقات الغريبة حقا أنه فى يوم ذهابه إلى قطر ، وهو يوم الأربعاء الموافق 24 ديسمبر 2010 كانت الجزيرة مباشر تستضيف الناشطة جميلة إسماعيل ، وهى التى منعت من العمل على أية قناة فضائية أو أرضية ناطقة بالعربية ، وعلى حد قولها وتصريحها هى ـ إلى هذا الحد وصل الفجر بنظام مبارك فى الخصومة مع المعارضين حتى ولو كن سيدات ـ كما أذيع فى نفس اليوم أيضا برنامج بلا حدود وعلى الهواء مباشرة ، وكان ذلك البرنامج يستضيف المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع ، وهم ـ أى الإخوان ـ الأعداء الألداء لكل من مبارك وابنه.
ولم يتبق بعدئذ إلا حلقات هيكل المزمع إذاعتها قريبا على شاشة الجزيرة ، وكما أعلنت الجزيرة نفسها عن ذلك ،والتى سوف يتناول فيها هيكل ـ وكما أعلن عن ذلك أيضا ـ الأحداث الجارية الآن فى مصر وآفاق المستقبل .
وكان هيكل قد منع من الحديث فى التليفزيون المصرى الحكومى بقنواته الأرضية والفضائية أيضا ، كما منع كذلك حتى من الحديث فى القنوات الخاصة التى يملكها القطاع الخاص ، وكما أشار هيكل نفسه بذلك من خلال ما حدث له، او معه ، فى قناة "دريم " التى يملكها رجل الأعمال المصرى أحمد بهجت ، الأمر الذى حدا بهيكل بعدئذ التوجه ، أو التعامل مع قناة الجزيرة.
ذهاب مبارك لقطر ـ وهو تنازل منه ـ وإصرار أمير قطر على موقفه من غزة وتصريحه لأحد الصحفيين ، ومبارك بجانبه ، قائلا له مسألة غزة مهمة بالنسبة لنا ، ونحن فى تنسيق مع مصر فى هذا الشأن " .. يجعلنا نتساءل : هل طلب أحد ، أو مبارك ، من أمير قطر تهميش موضوع غزة مثلا ، وذلك فى جلساتهما السرية التى لايحضرها أحد , ولا يسجل خلالها أية محاضر إجتماعات ..؟!
أعتقد أن ذهاب مبارك لقطر ـ وأرجو أن أكو مخطئا ـ هو نذير خطر على ما سوف يجرى فى مصر فى الأيام القادمة ، وقد يتزامن ذلك مع الإنتخابات أو قد يعقبها مباشرة .
                                                                                                                     مجدى الحداد

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات