مواضيع اليوم

مبارك بن ناصر الكواري

nasser damaj

2010-03-15 02:56:28

0

مبارك بن ناصر الكواري 
رجل مر على الحياة ليبقى
خليل الفزيع 

عندما يذكر تاريخ قطر المعاصر، تذكر معه أسماء كوكبة من الرجال الذين صنعوا تاريخه الحديث، وأبلوا بلاء حسنا في رفع راية قطر في العالم ممثلين لهذه الدولة الفتية في المحافل الدولية والبعثات الدبلومسية، يحملون معهم قطر حبا متوهجا في قلوبهم أينما حلوا او رحلوا، ومن هؤلاء الرجال (السفير الكاتب .. مبارك بن ناصر الكواري) وهذا عنوان كتاب صدر مؤخرا من إعداد ابنة الراحل منى بنت مبارك الكواري ود. محمد محمود الدروبي، تضمن فصولا عن حياته الشخصية واعماله الأدبية وكتاباته الصحفية، رغم أن الراحل اشتهر كسفير مثل بلادة في عدة دول، لكن حياته الأدبية والصحفية ظلت مجهولة بالنسبة للكثيرين، لأنه لم يكن من الباحثين عن الشهرة، والمهرولين وراءها كما يفعل بعض الصحفيين الأقل منه قدرة على العطاء الثقافي المستنير، وهذا الكتاب يشتمل على أربعة فصول، الأول منها عن أضواء على سيرته الذاتية، والثاني عن مبارك بن ناصر كاتبا، والثالث عن منامات الرجل الصالح وحوارات الغيب والشهادة، والرابع عن المقالات الصحفية التي كتبها الراحل.
في حياة السفير الكاتب رحمه الله الكثير من المحطات التي يمكن الوقوف عندها للتأمل في حياة عاشها بطموح الإنسان المؤمن، وأعطى خلالها بإخلاص المواطن الصالح، ورحل عنها بصمت المتيقن بأن الدنيا دار ممر إلى حياة الخلود في رحاب الخالق، والبقاء في ذاكرة التاريخ للذين احسنوا صنعا في الحياة الدنيا، وأضافوا جليل الأعمال إلى سجل حياتهم.
يعد هذا الكتاب الذي احتفل مؤخرا بتوزيعه عن حياة الراحل الكواري سفرا شاملا عن حياته واعماله وكتاباته سواء ما كتبه منها في جريدة الخليج اليوم التي تولى رئاسة تحريرها فترة من الزمن او في جريدتي الشرق والراية، أو تلك التي لم يشأ الراحل نشرها، لسبب أو لآخر، وثمة مقالات عديدة لم تنشر ضمها هذا الكتاب، وجميعها تدل على ثقافته العميقة وآرائه السديدة، ومواقفه الإنسانية التي ترجمها إلى اعمال واقعية تمثلت في الكثير من الأعمال الخيرية واعمال البر والصدقات الجارية التي أقامها في بعض البلدان الإسلامية.
وتتضح فلسفته في الحياة من ما كتبه عندما كلف برئاسة تحرير جريدة الخليج اليوم حين قال: (أؤكد حرصي على أمانة الكلمة وعلى الإحساس بضخامة المسئولية، وعلى الإيمان بالعمل الجماعي، لأن أي عمل كبير لا ينهض إلا بتعاون جميع العاملين فيه تعاونا قائما على الثقة والاحترام) وهذا القول وإن كانت مناسبته تولي رئاسة تحرير جريدة.. لكنه يترجم في مجملة فلسفة حياة اتسمت على مدى عقود طويلة من الزمن، بحب الله والامتثال لتعاليم الدين الحنيف في حب الناس وحب العمل الخيري، فكانت حياته رحمه الله حافلة بالأعمال الخيرية والمواقف الداعية لمساندة الإنسان في قضاياه العادلة، وتبدو فلسفته في الحياة أكثر وضوحا في (منامات الرجل الصالح وحوارات الغيب والشهادة) وهي أقرب إلى الحوار مع الذات في مواجهة امور الحياة المختلفة والمتنوعة الاتجاه في الطرح والمناقشة.
وإذا كانت الحياة البلوماسية قد طغت على الحياة الثقافية لدى الراحل رحمه الله، فلأنه اعتبر أن مسئولياته الرسمية أولى من اهتماماته الخاصة، مع أن الجانبين هما جزء واحد معبر عن شخصية الإنسان باعتبار الثقافة من مكونات الشخصية العامة، والداعمه لوظيفته الرسمية، بل ومن أسباب نجاحها حتى إن لم تظهر في حينها كتابة وتأليفا، لكنها بعد ذلك لا بد لها من الظهور لتعبر عن مواقف أصحابها ونظرتهم للحياة والناس، والقيم والمبادئ، والأهداف والغايات، وهذا مما يمكن استنتاجه من التجول بين فصول هذا الكتاب الجدير بالقراءة المتأنية والممتعة في الوقت نفسه، عن حياة إنسان مر على الحياة، ليبقى في ذاكرة الناس والتاريخ.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات