مواضيع اليوم

مبادىء القصة القصيرة جدا عند الدكتورة سعاد مسكين

الدكتور صديق

2012-06-14 11:11:11

0

 مبادىء القصة القصيرة جدا عند الدكتورة سعاد مسكين


د. جميل حمداوي
31 يوليو 2011

توطئــــة:
يعتبر كتاب:” القصة القصيرة جدا في المغرب (تصورات ومقاربات)”للباحثة المغربية الدكتورة سعاد مسكين من أهم الكتب النقدية التي حاولت تقديم تصورات نظرية وتطبيقية حول القصة القصيرة جدا في المغرب، وذلك من خلال تقديم مجموعة من الأفكار والأسئلة والاقتراحات الوجيهة ، مع إعادة النظر في مجموعة من المقاربات المنهجية ضمن ما يسمى في الحقل الثقافي العربي بنقد النقد. هذا، وقد انطلقت الدارسة من مجموعة من الفرضيات والإشكالات ، بغية تحديد خريطة القصة القصيرة جدا في المغرب ، وتبيان واقعها الإبداعي والنقدي والمؤسساتي، ورسم آفاقها المستقبلية. ولم تكتف الدارسة بما هو نظري وتاريخي، بل أعدت ببليوغرافيا مغربية ثانية في مجال القصة القصيرة جدا، استعدادا لمدارستها تطبيقيا ، وذلك عبر انتقاء مجموعة من الأعمال الإبداعية المغربية، ودراستها في ضوء المقاربة البنيوية السردية إن تفكيكا وإن تركيبا.
إذاً، ماهي الأسئلة الأدبية والإشكالات النقدية التي يطرحها كتاب:”القصة القصيرة جدا في المغرب (تصورات ومقاربات) لسعاد مسكين؟ وماهي تصوراتها حول القصة القصيرة جدا تجنيسا وتنظيرا ومقاربة؟ وماهي مقترحاتها المنهجية للتعامل مع القصة القصيرة جدا في المغرب؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول التركيز عليها في هذه الورقة التي بين أيدينا.
1- التجنيس والمواقف:
ترى الدكتورة سعاد مسكين في كتابها القيم بأن القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث، يطرح أسئلة كثيرة، ويثير إشكالات صعبة ومفتوحة، ويستلزم وقفات تأملية عدة ، وذلك من أجل سبر أغوار هذا الجنس الأدبي الجديد. ومن ثم، فقد تشكل هذا الجنس الأدبي الجديد في التربة الثقافية والنوعية على أنقاض الأجناس الأدبية الأخرى ، وذلك على غرار قوانين تطور الأجناس الأدبية. وفي هذا، يقول تودوروف(T.Todorov)مجيبا عن سؤال جوهري: من أين تأتي الأجناس ؟ فيجيب:” بكل بساطة تأتي من أجناس أدبية أخرى، والجنس الجديد هو دائما تحويل لجنس أو عدة أجناس أدبية قديمة عن طريق القلب أو الزخرفة أو التوليف.”
هذا، وقد رصدت الناقدة مجموعة من المواقف المتباينة حول القصة القصيرة جدا، فهناك من يرى بأن القصة القصيرة جدا مجرد ظاهرة أدبية ما تنفك أن تختفي وتزول مع مرور الزمن، بينما الموقف الثاني يرى أنها تلوين وتنويع عن القصة القصيرة نظرا لمافرضه التجريب من تطور في آليات الكتابة، وطرائق الاشتغال السردي.أما الموقف الثالث ، فيرى بأنها نوع سردي حديث، فرضته حاجات ثقافية، وفكرية، وذوقية، جاءت استجابة لتطور طبيعي وتاريخي لسيرورة الأجناس الأدبية، والأشكال الفنية.
أما على مستوى الولادة، فهناك أيضا مواقف مختلفة حول نشأتها، موقف يرى أن القصة القصيرة جدا منتج مستورد من أمريكا اللاتينية، وموقف يرى أن لها جذورا عربية قديمة، تتمثل في الحكمة والمثل والنكتة والطرفة والخبر…، وموقف يرى أن القصة القصيرة تطور طبيعي و وراثي (جيني) للقصة القصيرة.
كما حاولت سعادة مسكين – من جهة أخرى- أن تميز بين القصة القصيرة جدا والأنواع السردية التراثية القريبة منها، كالخبر، والنادرة، والأمثولة، والنكتة، وتبيان علاقة القصة القصيرة جدا بجنس الشعر، وذلك بغية استخلاص المكونات البنيوية لفن القصة القصيرة جدا بنية ودلالة ووظيفة.
2- المنهج النقدي في التعامل مع القصة القصيرة جدا :
تنطلق سعاد مسكين ، وذلك في بحثها عن بلاغة نوعية للقصة القصيرة جدا ، من منهجية السرديات(Narratologie)، وذلك بالتركيز على وجهة النظر، والزمن السردي، والصيغة اللغوية والأسلوبية، وكل ذلك لمعرفة قوانين الخطاب السردي كما يتشكل في جنس القصة القصيرة جدا، عبر استحضار نماذج سردية تمثيلية بشكل من الأشكال. وتقول سعاد مسكين عن منهجها النقدي:” لقد توسلنا ، ونحن ننجز هذا العمل ، بالسرديات كعلم يهتم بتشكل السرد قصة، وخطابا، ونصا، مهتمين بالجوانب الموضوعاتية والشكلية للعمل القصصي.هذا مع انفتاحنا على مناهج نقدية أخرى تهتم بالظاهرة الأدبية، كنظرية التلقي، والمنهج النفسي، وسوسيولوجيا الأدب.الشيء الذي خلق تعددا منهجيا مفتوحا على مايطرحه المنجز القصصي من إمكانات اشتغال وتطبيق نقديين، مانحين الأولوية للعمل النصي، وما يسعفنا به من إمكانية إنتاج معرفي ونقدي من تربته الخصبة، وليس تطبيقا آليا للأدوات المنهجية.”
بيد أن هذه المنهجية التي اختارتها الناقدة سعاد مسكين لاتتلاءم بحال من الأحوال مع خصوصيات القصة القصيرة جدا، ولاتبرز مكونات هذا الجنس الأدبي الجديد، ولاتفرزه بشكل جيد، أو تفرده عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى.فهذا المنهج النقدي يصلح لكل الأجناس الأدبية والفنية على حد سواء، فلابد من البحث عن منهجية تقنية خاصة بالقصة القصيرة جدا، تنطلق من مكونات هذا الجنس الأدبي الحديث، ومن شروطه وتقنياته وعناصره الثانوية، كما فعلنا في دراساتنا السابقة التي خصصناها بالمقاربة الميكروسردية .
3- وضعية نقد القصة القصيرة جدا في المغرب:
ترى سعاد مسكين بأن القصة القصيرة جدا في المغرب قد حققت تطورا كبيرا ، وذلك باعتبارها جنسا أدبيا جديدا، والسبب في ذلك هو تنامي تجارب الكتابة ، وتطور الاشتغال اللغوي والتخييلي. وعلى الرغم من تراكم المجموعات القصصية القصيرة جدا في المغرب، إلا أن المنجز النقدي مازال محدودا ، ويتمثل في عملين نقديين، وعدد خاص من مجلة ” مجرة”.
ومن الدراسات النقدية التي انكبت عليها الناقدة كتاب:” شعرية الواقع في القصة القصيرة جدا” لعبد الدائم السلامي ، وكتاب:” من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا(المقاربة الميكروسردية” لجميل حمداوي ، وعدد خاص بالقصة القصيرة جدا إبداعا ونقدا من مجلة ” مجرة” .
هذا، وتنطلق سعاد مسكين من المقاربة السردية للدفاع عن مشروعها النقدي. لذا، تحاول جاهدة أن تقف في وجه المشاريع النقدية الطموحة التي تروم التجديد، وتمنع الأبحاث الجادة التي تهدف إلى تقويض النقد السائد في الحقل الثقافي العربي الحديث والمعاصر. بمعنى أن سعاد مسكين ترى أن أي عمل لاينسجم مع وصفتها النقدية عمل لا قيمة له، أو هو مجرد وهم ليس إلا ؛ مادام صاحبه يحاول التجديد والمغامرة ، والانسلاخ عن القديم، وتغيير ما تعارف عليه المثقفون من مناهج نقدية مستوردة من الغرب ، وقد أصبحت اليوم متجاوزة بشكل من الأشكال.
وهكذا، تشيد سعاد مسكين إلى حد ما بعمل الباحث التونسي عبد الدائم السلامي، مادام يقارب القصة القصيرة جدا في ضوء المقاربة البنيوية السردية التي تتبناها الدارسة نفسها:”تعد ضرورة ضبط المفاهيم والمصطلحات من أوليات البحث العلمي الجاد والرصين، ولايمكن أن نتقدم بالمعرفة والدرس الأدبيين إن لم نحسم في معضلة المفاهيم والمصطلحات وعلاقتها بالمنهج. وعلى الرغم من وضوح إستراتيجية العمل عند الباحث واتساقها وانسجامها مع الأهداف المنشودة ، فإن الإرباك وجد طريقه بسبب الخلط بين المفاهيم، ولايشفع له سوى كون هذه الدراسة هي أولى ماطبع من الكتب النقدية حول القصة القصيرة جدا بالمغرب من باحث مغاربي(تونس)، مما يبين دور المثاقفة النقدية في النهوض بالأدب العربي عموما أو المغربي خصوصا، بغض النظر عن الحدود الجغرافية أو السياسية.
ولعل سبب وسمنا لها بالدراسة كونها انتقت نموذجين للاشتغال عليهما، وما الخلاصات التي خرجت بها سوى توصيفات خطابية لاتنطبق على عموم تجربة الكتابة القصصية القصيرة جدا في المغرب.الشيء الذي دفع بالباحث إنهاء بحثه بأسئلة عامة تتعلق بالسرد العربي عموما في غياب أسئلة نقدية حقيقية ترتبط بالنوع السردي المدروس، وانتهى به الأمر أن يستشرف ذلك في أبحاث مستقبلية جديدة.”
لكن الباحثة تتناسى أن ثمة كتابا آخر قد صدر في السنة نفسها (2008م) لجميل حمداوي تحت عنوان:” القصة القصيرة جدا بالمغرب: المسار والتطور” ، ونسيت كتبا أخرى للباحث نفسه، مثل:” القصة القصيرة جدا بالمغرب- قراءة في المتون”، ، وكتاب: ” خصائص القصة القصيرة جدا عند الكاتب السعودي حسن علي البطران” ، ولا أدري هل يعود ذلك إلى عدم اطلاعها على الجديد في المكتبة المغربية والعربية في مجال القصة القصيرة جدا أم أنها تعمدت قصدا عدم ذكرها؟!! كما غفلت كتابا نقديا آخر للدكتور عبد العاطي الزياني تحت عنوان:”: الماكروتخييل في القصة القصيرة جدا بالمغرب .
والغريب في نقد الدكتورة سعاد مسكين أنها تصف مشروع جميل حمداوي بالوهم، مادام يتعارض ذلك المشروع العلمي مع وصفتها المنهجية الوفية لمقترحات البنيويين السرديين، كجيرار جنيت، وجان بويون، وتودوروف…بينما المطلوب في الناقد أو الباحث أن يجدد ويبدع، بدلا من التقليد والاجترار والقولبة داخل أطر منهجية نقدية أعدت سلفا في الغرب. ومن المعلوم أن الباحث إذا نجح في اجتهاده، فله أجران. وإذا أخطأ ، فله أجر واحد. والآتي، علينا أن نشكره، ونشجعه على ذلك، بدلا من إحباطه ، والوقوف في مشروعه باللغو والكلام الزائد الذي لاطائل منه. وهكذا، تخط سعاد مسكين داخل كتابها فقرة عنوانها:” القصة القصيرة جدا ووهم “المقاربة الميكروسردية” . لذا، تحاول سعاد مسكين بشكل من الأشكال أن ترجع أصول المقاربة الميكروسردية إلى علم السرديات، لترضي أساتذتها الغربيين من جهة، وترضي مختبرها السردي من جهة أخرى، لكي تقفل باب الاجتهاد بشكل عام في وجه الجميع، مادام ذلك الاجتهاد لاينسجم مع وصفة مختبرها السردي الوصي على كل اشتغال سردي مغربي. وفي هذا الصدد، تقول سعاد مسكين:” لايخرج مشروع الباحث جميل حمداوي عن تأسيس بلاغة أو شعرية القصة القصيرة جدا بضبط أركانها ومكوناتها، بلاغة تستمد مقوماتها من علم السرديات، وما الميكروسردية إلا بنية سردية صغرى، لها متخيلها، ولغتها، ومقوماتها البنيوية التي تظل في استقلال تام كبنية مغلقة، أو تنفتح على بنيات أخرى من أجناس مختلفة قصيرة أو طويلة.”
وبعد ذلك، تنتقل الباحثة إلى استعراض الدراسات التي نشرت في ملف مجلة ” مجرة ” حول القصة القصيرة جدا، وتبدأ في نقدها والتعليق عليها، وتصنف نفسها مع سلمى براهمة ضمن فئة النقاد الذين يطرحون الأسئلة ، ويغامرون في وضع ملامح لا أركان ثابتة للقصة القصيرة جدا. في حين، يمثل كل من محمد رمصيص، وجاسم خلف إلياس، وعبد العاطي الزياني، ومحمد التمارة، فئة المتحمسين لهذا النوع السردي الجديد.
وتصل الدارسة في الأخير إلى أن:” نقد القصة القصيرة جدا مايزال يحتاج إلى أدوات إجرائية مضبوطة لايمكن تحققها إلا بوعي الناقد بأهمية الدراسة الأدبية والبحث العلمي اللذين لايستقيمان دون وجود مؤسسات أدبية تسهم في جودة المنتج القصصي من جهة، وتكوين علمي جاد لباحثين يسعون إلى التقدم قدما بالمعرفة الأدبية إن منهجا وإن تصورا نظريا من جهة ثانية، والحسم في الإجابة على الإشكالات النقدية التي تطرحها القصة القصيرة باعتبارها أسبق وجودا من القصة القصيرة جدا من جهة أخيرة.وما دامت هذه الأخيرة نوعا سرديا حديثا، فمن رهانات النقد تتبعه بعين حصيفة، وطرح أسئلة نقدية بعيدا عن المجاملات والإخوانيات كي يتمكن من خلق صرح متين، ينتهي يتراكم نوعي وحقيقي.”
هذا، ولم تنس سعاد مسكين أن تربط القصة القصيرة جدا بالمؤسسة الأدبية، وذلك عن طريق التركيز على مؤسسات الطبع والنشر والتوزيع سواء أكانت ورقية أم رقمية، وأيضا المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات الدولة. بمعنى أن القصة القصيرة جدا لايمكن أن تحقق ازدهارها وانتعاشها وتطورها في غياب البنيات التحتية للعملية الثقافية، أو غياب مؤسسات الأدب سواء أكانت عامة أم خاصة.
4- سعاد مسكين وببليوغرافيا القصة القصيرة جدا:
تشير سعاد مسكين إلى أنها أنجزت ببليوغرافيا حول القصة القصيرة جدا في المغرب ، حيث تقول:” لقد راكمت القصة القصيرة جدا رصيدا مهما من المجاميع القصصية، فبعد الببليوغرافيا التي قمنا بجمعها، والتي حصرناها في 45 مجموعة قصصية، البعض منها يحمل ميثاقا أدبيا ونوعيا: القصة القصيرة جدا، وبعضها يحمل تسمية ” قصص” لكونها تجمع بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
وأثناء رصدنا لهذه الببليوغرافيا ميزنا بين زمنين للمنتج القصي: زمن البدايات وزمن التراكم كي نبرز التحولات السردية التي عرفتها القصة القصيرة جدا بدءا من رواد القصة إبراهيم بوعلو، والمهدي الودغيري، وأحمد زيادي، والحسين زروق، إلى كتاب القصة القصيرة جدا المعاصرين: عبد الله المتقي، وحسن برطال، وحسن البقالي، ومصطفى لغتيري، وسعيد بوكرامي، وسعيد منتسب، وعبد الحميد الغرباوي، وفاطمة بوزيان، والسعدية باحدة، وأنيس الرافعي، ومحمد تنفو، وعزالدين الماعزي، ومحمد أشويكة، وآخرين…”
وعلى العموم، تعتبر سعاد مسكين الببليوغرافية الثانية في المغرب بعد جميل حمداوي، حيث أعدت مقالا ببليوغرافيا جمعت فيه مجموعة من الأعمال القصصية القصيرة جدا، معتمدة في ذلك على التحقيب، والتجنيس، حيث قسمتها إلى لحظتين رئيسيتين: لحظة البدايات، ولحظة التراكم. ولكنها أدمجت الحسين زروق ضمن مرحلة البدايات، بل هو في الحقيقة أول من كتب القصة القصيرة جدا في المغرب عن وعي ونية، فقد سماها لقطات قصصية . بمعنى أن القصة القصيرة جدا – هنا- عبارة عن لقطة سينمائية مختصرة ومكثفة ، فلايمكن وضعه في لائحة محمد إبراهيم بوعلو، والمهدي الودغيري، وأحمد زيادي. ومن ثم، فليس جمال بوطيب هو مدشن هذه التجربة الجديدة، بل هو الحسين زروق بدون منازع.
ويلاحظ أن سعاد مسكين تكتفي بالبليوغرافيا المكتبية ، مركزة على عنوان الكتاب واسمه، ذاكرة معطيات النشر زمانا ومكانا، دون التعمق في المعطى الببليوغرافي باستعراض كل مايتعلق بالكتاب على مستوى العتبات والمناصات، والانتقال الضروري إلى القراءة الببليوميترية القائمة على الشرح والتفسير والاستقراء والاستنتاج الكمي والنوعي.
ولم تشر الدارسة كذلك إلى ماكتب في القصة القصيرة جدا من نصوص إبداعية في الملاحق والصحف والمواقع الرقمية، ولم تشر إلى المقالات النقدية المبثوثة هنا وهناك. لذا، فهذه الببليوغرافيا مازالت ناقصة في حاجة إلى تعديل وتصويب وإضافة موضوعا ومنهجا.
5- القصة القصيرة جدا والتحولات السردية:
ترى سعاد مسكين بأن الجيل الأول من كتاب القصة القصيرة جدا لم يكونوا يكتبون هذا الجنس الأدبي الجديد عن وعي أو نية ، بل كانوا يكتبونها على أنها أقصوصة أو قصة قصيرة. بمعنى أن القصة القصيرة جدا تطوير جيني أو وراثي للقصة القصيرة. وبعد الجيل الأول، ظهر جيل التراكم ، ويمتاز هذا الجيل بتوظيف شكلين من أشكال الكتابة: كتابة بسيطة وكتابة مركبة. وفي هذا السياق، تقول سعاد مسكين:” وإذا قمنا بتتبع تجارب كتاب زمن التراكم نجد تباينا واختلافا في طرائق الاشتغال على المادة الحكائية، والأسلوب القصصي، إذ قد يميل البعض إلى استثمار الأشكال السردية البسيطة أكثر من المركبة كما هو الشأن بالنسبة لحسن برطال، والسعدية باحدة، ومحمد بوعلو، وبشير الأزمي، وفوزي بوخريص، ووفاء الحمري، وهشام بن الشاوي، وتميل الفئة المهيمنة إلى توظيف الأنواع السردية المركبة باعتبارها الأقرب إلى مستجدات العصر من جهة، ولكونها تسهم أكثر في التطور البيولوجي للقصة القصيرة جدا من جهة أخرى.”
وبعد ذلك، تنتقل الدارسة إلى استخلاص مجموعة من سمات حساسيات الكتابة القصصية القصيرة جدا في المغرب، وتحصرها في: ” كتابات لم تستطع التخلص من سردية القصة القصيرة سواء من حيث شكل القصة (صفحة أو صفحة ونصف)، أو من حيث حكائيتها التي اعتمدت على تبطيء السرد أكثر من اعتمادها على تسريعه (الزهرة رميج، وإسماعيل البويحياوي، ووفاء الحمري، ومحمد بوعلو). وهناك حساسية احتفظت بالقصصية لكن بإيقاع سريع محققة شرطي الإيماض والكتابة (حسن البقالي، وعبد الله المتقي، وعبد الحميد الغرباوي، وجمال بوطيب، ومحمد العتروس، ومحمد أشويكة، ورشيد البوشاري ، وإبراهيم الحجري، وفوزي بوخريص، وهشام بن الشاوي، ومحمد فاهي، وفاطمة بوزيان). وسعت كتابات أخرى إلى تكريس حساسية التجريد في طرح الأفكار، وانتقاد الواقع، يمثلها: سعيد بوكرامي، ومصطفى لغتيري، وسعيد منتسب، وخالد سليكي، ومحمد أشويكة، وإسماعيل البويحياوي، وعبد الله المتقي. وغلبت حساسية السخرية والهزل اللاذعين لدى تجارب أخرى إما عبر تطفيل السرد (عزالدين الماعزي)، أو استثمار النكتة(حسن برطال)، أو الاشتغال على لغة الجسد (محمد تنفو). كما نجد حساسية أغرقت في التجريب القصصي مبتدعة أشكال قد نعتبرها ما بعد حداثية (أنيس الرافعي).
وفي تشكيلنا لخريطة هذه الحساسيات لانقر بكونها سمة قارة لدى كل كاتب، بل يمكنها أن تتغير وتتجدد بتراكم تجاربه، وتعدد مقروءاته.”
وتأسيسا على ماسبق، فثمة قصص قصيرة جدا عاطفية، وقصص طفولية، وقصص اجتماعية وسياسية، وقصص الاعتراف، وقصص فلسفية تجريدية، وقصص بوليسية، وقصص رقمية، وقصص تشكيلية، وقصص تحسيسية. بل هناك قصص أخرى لم تشر إليها سعاد مسكين، فهناك قصص ميتاسردية، وقصص فانطاستيكية، وقصص رمزية(قصص الحيوان)، وقصص تراثية، وقصص حلمية، وقصص وطنية، وقصص قومية، وقصص إنسانية، وقصص تربوية، وقصص عبثية…إلخ
هذا، وتتحدث سعاد مسكين عن الآفاق المستقبلية للقصة القصيرة جدا ، فتتحدث عن الآفاق المؤسساتية (الخاصة والعامة)، والآفاق الأكاديمية (المعاهد، والجامعات، والمختبرات)، والآفاق الجمعوية (دور النوادي والجمعيات الثقافية)، والآفاق الورقية (دور الصحف)، والآفاق الرقمية (دور المواقع الرقمية)، والآفاق النقدية (ضرورة مواكبة النقد للمنجز الإبداعي في القصة القصيرة جدا)، والآفاق الببليوغرافية ( تتبع الببليوغرافيين للتراكم الإبداعي والنقدي)، والآفاق الجمالية ( الحث على تذوق الجمال).
هذا، وقد خرجت سعاد مسكين من قراءتها للقصة القصيرة جدا في المغرب بمجموعة من التصورات، منها: ” القصة القصيرة جدا نوع سردي يندرج ضمن جنس كلي عام هو القصة يشترك معها في بعض الخصائص، لكنه يتجاوزها إلى خصائص ذاتية تشكلت من داخل خصوصية هذا النوع السردي. والقصة القصيرة جدا ليست بديلا أو تعويضا عن القصة القصيرة؛ لأن لكل نوع سردي قالبه الخاص، وعوالمه السوسيوثقافية المسهمة في تشكله. والقصة القصيرة جدا نص مفتوح على أنواع أدبية أخرى يتحكم الكاتب في توظيفها، والاشتغال عليها، من أجل خلق تنويع في الكتابة السردية، وخلق حساسيات مختلفة في المنجز القصصي تخييلا وتشكيلا.
ولايمكن للقصة القصيرة جدا أن تتجنس في تربة الثقافة المغربية، وتضمن استمرارها وتداولها دون إشراك المؤسسة النقدية والأدبية في النهوض بهذا المنتج السردي، والمساهمة في الوعي بتطور نظرية الأدب، والأجناس الأدبية. ولاتدعو ممارسة نقد النقد إلى الفكر القطائعي بين النقد والموضوع الأدبي المدروس، بل على العكس، تعد ضرورة علمية تسهم في تخليق النقد المغربي، والاستفادة من الأخطاء المعرفية من أجل بناء أخرى أمتن وأصلح.ونأمل أن تغني قراءاتنا خزانة النقد القصصي القصير جدا بالمغرب، ونتحفز، نحن وغيرنا من الباحثين، على إنجاز أخرى وأخرى.”
لا أتفق – شخصيا- مع سعاد مسكين حينما تذهب إلى أن القصة القصيرة جدا نوع سردي تابع للقصة القصيرة، فلماذا لانقول أيضا بأن القصة القصيرة جدا فرع من الخبر أو النكتة أو الطرفة أو الرواية أو الحديث أو النادرة….؟ ولماذا لانقول بهذا المنطق بأن القصة القصيرة فرع من الخبر والكتابات السردية العربية الموروثة؟ إن القصة القصيرة جدا جنس أدبي مستقل له أركانه الخاصة، وشروطه الثانوية التي تشترك فيها مع الأجناس الأدبية الأخرى، وهذا لايعيبها في شيء بأي حال من الأحوال، مادام جنس القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا مفتوحا. ومن ثم، فالقصة القصيرة جدا جنس أدبي له كامل الاستقلالية والخصوصية، ينماز بالكثافة، وقصر الحجم، والتسريع، والإرباك، والإدهاش، والتراكب، والمفارقة، والمفاجأة….ويشترك مع باقي الأجناس الادبية في الاتساق والانسجام، والترميز، والأسطرة، وتوظيف المجاز، والانزياح، والإيحاء، والاستعارة، وتنويع البداية والنهاية… بل هو في حاجة إلى مقاربة نقدية خاصة، وقد سميناها بالمقاربة الميكروسردية شاء من شاء ، و أبى من أبى.
6- مقاربات قصص مغربية قصيرة جدا:
تتبنى سعاد مسكين المقاربة السردية في تحليلها لمجموعة من الأعمال القصصية القصيرة جدا، وهي أعمال لكل من محمد تنفو، وعبد الله المتقي، وعزالدين الماعزي. وقد استخلصت الدارسة أن هذه الأعمال تشترك في مجموعة من الملامح الفنية والخصائص الجمالية كالتكثيف، والاستعارة، والسخرية. وقد اتخذت القصة القصيرة جدا عند هؤلاء ثلاثة مسالك كبرى: مسلك الغموض، ومسلك العجائبي، ومسلك التثغيرالذي يقوم على الفراغ والبياض.
أما في دراستها لمجموعة :” تسونامي” لمصطفى لغتيري، فقد ارتأت الدارسة بأن هذه المجموعة تتميز بجمالية المشهد وسلطة الإيحاء. وتتشكل” الصورة المشهد في قصص تسونامي القصيرة جدا من التقابل الضدي الذي يغلب القيم السلبية. في حين، تضمحل القيم الإيجابية، والتضفير النصي الذي يجعل القصة تنفتح على نصوص أخرى، وتمنحها الامتداد والتوسع ذهنيا لدى القارىء أكثر منه سرديا وخطابيا.”
وتتفرع عن هذه الصورة المشهدية:” هيمنة السلطة الإيحائية والرمزية مما انتقاه القاص من عوالم فضائية، وإنسية، وحيوانية، جعلها تتميز بتقابل تخييلي يجثم على بنية المتن الحكائي، يتخلق عنه علاقات ثنائية إما بين الإنسان والحيوان، وإما بين الإنسان والنبات، وإما بين الإنسان وأحد مكونات الطبيعة من أجرام، ووديان، وجبال،…إلخ.”
وتنتقل الدارسة إلى مجموعة:” أشرب وميض الحبر” لإسماعيل البويحياوي و” عندما يومض البرق” للزهرة الرميج لتصل إلى أن خاصية الوميض هي السمة الرئيسة في هاتين المجموعتين القصصيتين القصيرتين جدا. وفي هذا المنحى، تقول الباحثة سعاد مسكين:” إن الإيماض قبل أن يكون أثرا فنيا ودلاليا ، فإنه بلاغة أسلوبية تحتاج إلى تكثيف دقيق، تشع معانيه العميقة برقا، إذ تقدم بإلغاز مدهش، وكلام مبتسر، وتركيب يعتمد الحذف والإضمار.وتتخذ من الزمن وسيلة خطابية توجه ترتيب واسترسال الكلام، وتمنح السرد الحيوية والتدفق.عناصر تعد في مجملها مؤشرا على خصوصيات القصة القصيرة جدا باعتبارها نوعا سرديا له قارئه الذي يريد أن يستمتع بفنيته، وبعشق مغامرة الغطس للبحث عن المعاني الدفينة…”
هذا، وتتميز مجموعة ” الرقص تحت المطر” لحسن البقالي – موضوعاتيا – باحتوائها على القصص العاطفي، والقصص الاجتماعي والسياسي، والقصص الطفولي، وقصص الاعتراف، والقصص الفلسفي، والقصص البوليسي. وتمتاز – فنيا وجماليا- ببلاغة الحكي وخصوصية الكتابة التي تتمثل في الإدهاش، والسخرية، والتشكيل الفني. في حين، تتميز مجموعة عبد الله المتقي:” قليل من الملائكة” بكثير من الجنون الدلالي والفني ، وذلك عن طريق الانزياح الجمالي، وانتهاك معايير الكتابة، وانتهاك جسد النص، وجسد الحياة، و جسد الحكي. كما ترتكز المجموعة على التشذير المقطعي، والتكرار، والتنضيد، والتكثير، والتجريب، والإكثار من القوسين، وتنويع الأصوات السردية، واستعمال تقنية الألوان. وهكذا،” فلقد عمد القاص في تمثيله لصور انكسار الإنسان إلى توظيف رؤية خاصة، يمكن أن نسميها رؤية ” الانتهاك” باعتبارها تخترق الحياة، وتقر بأن الموت بقاء من نوع آخر، وتخترق الحكي فيشكل لحظة تكوينية للإلغاء، إلغاء القوالب الجاهزة، واللغة الثابتة، وخلق عالم مغاير، يخضع للعب اللغوي، والدلالة المتسترة، والجنون في الكتابة، عالم يخول للكاتب القدرة على إزاحة كل الأقنعة: زيف الواقع، وانكسار الذات، تعقل المبدع، لكي يتسنى له الحلم بعالم طاهر ونوراني يعج بــ” قليل من الملائكة”.”
وتنهي سعاد مسكين دراستها بالتشديد على مجموعة من الأسئلة المقلقة والمؤرقة للباحثين في مجال القصة البقصيرة جدا، حيث تحصرها في مغامرة السؤال، ومغامرة الكتابة. وفي هذا النطاق تقول الباحثة:” وإذا كان جيرار جنيت قد وضع تصورات منهجية تتعلق بكيفية الاشتغال على النص الروائي باعتماد على ” وجوه ثلاثة (Figures): الصيغة، والزمن، والتبئير، فإننا نقترح وجوها سبعة للقصة القصيرة جدا: الوجه القزحي(القصة المتلونة في بناها وأشكالها)، والوجه الزئبقي(قصة الإيحاء والتكثيف والإيماء)، والوجه اللعوب(قصة اللعب اللغوي)، والوجه البشوش(قصة الطرافة والنكتة)، والوجه العبوس(قصة الهموم اليومية والمعيشية)، والوجه الغريب(القصة الفانطاستيكية)، والوجه المتعدد( القصة التناصية). نعترف بأنها مغامرة، لكن يكفينا شرف المحاولة.”
وبهذا، تقدم سعاد مسكين قراءة تنضاف إلى علم السرديات، بالزيادة في عدد الوجوه، ولكنها وجوه دلالية وموضوعاتية تارة، وفنية تارة أخرى. ولكن ماعلاقة هذه الوجوه التشكيلية بنظرية جيرار جنيت الذي يعنى بالشكل والخطاب. والآتي ، أنه لايهتم بالقصة أو المتن الحكائي، بينما وجوه سعاد مسكين هي وجوه دلالية كالوجه العبوس، والوجه القزحي، والوجه المتعدد من جهة. و هي أيضا وجوه شكلية خطابية بشكل من الأشكال من جهة ثانية. ولكن علم السرديات – كما هو معلوم- يقف عند حدود الشكل ليس إلا، ولايتجاوزه إلى المضمون أو الحكاية أو القصة التي تعنى بها السيميائيات. وهناك فرق كبير بين السرديات التي تنكب على دراسة بنية الشكل أو الخطاب، والسيميائيات التي تعنى بالحكاية أو القصة .
تركيب واستنتاج:
وخلاصة القول: فعلى الرغم من العديد من الملاحظات التي يمكن تسجيلها على هذا الكتاب، إلا أنه يبقى من أهم المراجع النقدية التي لايمكن الاستغناء عنها عند دراسة القصة القصيرة جدا في المغرب، فهو مرجع قيم في مواضيعه وفصوله ومباحثه، يستند إلى مجموعة من الدراسات النظرية والتطبيقية ، وقد استفادت الناقدة كثيرا من مجموعة من الأسماء التي لها باع كبير في القصة القصيرة جدا في الوطن العربي: كأحمد جاسم علي، ويوسف حطيني، وهيثم بهنام بردى، وجميل حمداوي، وخلف جاسم إلياس، ومحمد رمصيص،وعبد العاطي الزياني، وعبد الدائم السلامي، وغيرهم …
وما يهمنا في هذه الدراسة أنها تجمع بين النظرية والتطبيق، وأنها تقدم موقفا مترددا من جنس القصة القصيرة جدا مبنيا على قلق السؤال كتابة ونقدا وتأسيسا. كما تنطلق هذه الدراسة من منهجية علم السرديات لجيرار جنيت ، مع الانفتاح على منهجيات أخرى كالمنهجية التاريخية، والمنهجية الببليوغرافية، والمنهجية الواقعية، والمنهجية الفنية. ومن ثم، تعتبر سعاد مسكين القصة القصيرة جدا فرعا من القصة القصيرة. وبهذا، تنكر خصوصيات هذا الجنس الأدبي الجديد، وتنكر كذلك أن يكون لهذا الجنس الأدبي منهجية جديدة كما يقترحها جميل حمداوي تحت عنوان:” المقاربة الميكروسردية”، إذ تعتبرها نوعا من الوهم والخيال والسراب. ولكنها في نفس الوقت، تمدح وجوهها السبعة التي تعتبرها مغامرة جديدة في مجال السرديات، وإن كانت الباحثة في الحقيقة لاتميز بين وجوه السرديات، ووجوه السيميائيات، ووجوه الموضوعاتية.
الهوامش:
– د.سعاد مسكين: القصة القصيرة جدا في المغرب (تصورات ومقاربات)، التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2011م.
2 – تزفتان تودوروف: (أصل الأجناس الأدبية)، ترجمة: محمد برادة، مجلة الثقافة الأجنبية، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، العراق، العدد:الأول، السنة الثانية، ربيع 1982من ص:46.
3- د.سعاد مسكين: القصة القصيرة جدا في المغرب (تصورات ومقاربات، ص:7.
4- د.سعاد مسكين: نفس المرجع، ص:7.
5- د.سعاد مسكين: نفس المرجع، ص:9.
6- د.جميل حمداوي: (من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا(المقاربة الميكروسردية))، موقع دروبDoroob، موقع رقمي،
www.Doroob.com/p=36535.16/08/09.11.35
7- عبد الدائم السلامي: شعرية الواقع في القصة القصيرة جدا، منشورات اجراس، الطبعة الأولى سنة 2007م.
8- د.جميل حمداوي: (من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا(المقاربة الميكروسردية))، موقع دروبDoroob، موقع رقمي،
www.Doroob.com/p=36535.16/08/09.11.35
9- انظر:القصة القصيرة جدا، مجلة مجرة، القنيطرة، المغرب، العدد:13، خريف 2008م.
10- د.سعاد مسكين: نفس المرجع، ص:32.
11- جميل حمداوي: القصة القصيرة جدا بالمغرب، المسار والتطور، سلسلة الورشة النقدية، مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، آسفي،المغرب، الطبعة الأولى ، سنة 2008م.
12- د.جميل حمداوي: القصة القصيرة جدا بالمغرب- قراءة في المتون- ؛مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، آسفي،المغرب، الطبعة الأولى ، سنة 2009م، منشورات مقاربات.
13- جميل حمداوي: خصائص القصة القصيرة جدا عند الكاتب السعودي حسن علي بطران (دراسات نقدية)، دار السمطي للنشر والإعلام، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 2009م، 80 صفحة من القطع المتوسط.
14- د.عبد العاطي الزياني: الماكروتخييل في القصة القصيرة جدا بالمغرب، منشورات مقاربات، آسفي، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2009م.
15- سعاد مسكين: نفسه، ص:32.
16- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:40.
17- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:41.
18- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:47.
19- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:57.
20- الحسين زروق: الخيل والليل، مطبعة النور الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1996م.
21- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:59.
22- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:59-60.
23- د.سعاد مسكين: نفسه، ص:69.
24- د. سعاد مسكين: نفسه، ص:86.
25- د. سعاد مسكين: نفسه، ص:86-87.
26- د. سعاد مسكين: نفسه، ص:102.
27- د. سعاد مسكين: نفسه، ص:128.
28- د. سعاد مسكين: نفسه، ص:141.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !