أطلق عضو مجلس الشعب المصري الدكتور عمرو حمزاوي مبادرة سياسية بموجبها يتنازل المرشح المحتمل للرئاسة د. محمد مرسي لصالح حمدين صباحي، من أجل إنقاذ الثورة ومواجهة مرشح النظام السابق الفريق أحمد شفيق.
فما هو الرأي القانوني والأخلاقي في مبادرة حمزاوي...؟ وما الهدف من ورائها...؟ وهل هي مقدمة لهجوم على الإخوان قبل جولة الإعادة...؟ وما هي سيناريوهات جماعة الإخوان للتعامل مع المأزق الراهن...؟
الدكتور حمزاوي يحظى باحترام كبير في الساحة العربية والدولية فهو كبير باحثي مركز كارنيجي للسلام، ومن هنا ينبغي على حمزاوي معرفة الرأي القانوني لمبادرته، فلا يعقل أن ننادي باحترام القانون ولا نطبقه، وربما (المادة 19) من قانون الانتخابات الرئاسية واضحة جداً وتنص على: " لطالب الترشيح سحب ترشيحه بطلب كتابي يقدم إلى لجنة الانتخابات الرئاسية قبل إعلانها لأسماء المرشحين، وللمرشح أن يتنازل عن الترشيح بإخطار اللجنة كتابة، وذلك قبل اليوم المحدد للاقتراع بخمسة عشر يوماً على الأقل، وينشر هذا التنازل في الجريدة الرسمية وصحيفتين يوميتين واسعتين الانتشار".وما يؤكد على ذلك أنه في مساء يوم السبت الموافق 12/5/2012م ومن أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة وفي إحدى المؤتمرات الانتخابية للمرشح محمد مرسي أعلن المرشح الرئاسي د. عبد الله الاشعل انسحابه لصالح مرسي، إلا أن لجنة الانتخابات الرئاسية لم توافق على استبعاد الأشعل من البطاقات الانتخابية.
هذا على الصعيد القانوني، أما على الصعيد الأخلاقي فلا محمد مرسي ولا جماعة الإخوان تمتلك أن تتخذ قرار التنازل لصالح صباحي، لأن في ذلك خيانة عظمى لمن منح صوته لمرسي، ومبادرة حمزاوي لو قبلها د. محمد مرسي ستنعكس سلباً على شعبية الإخوان، وستكون مادة إعلامية دسمة لخصومها السياسيين.
إن الهدف من وراء مبادرة حمزاوي والذي ساهم بقصد أو بدون قصد في وصول شفيق لمرحلة الإعادة من خلال التأثير على المشاهد ونعت الفريق شفيق بمرشح الاستقرار عبر العديد من الفضائيات، هو إستراتيجية جديدة قد تنسجم مع إستراتيجية الإفشال الايجابي للمرشح محمد مرسي حتى لو كان الثمن وصول الفريق شفيق، عبر إظهار الإخوان وكأنهم يلهثون وراء السلطة، وبذلك تبدأ الجولة الثانية من تقليم أظافر الإخوان، والتأثير على الناخب المصري بعدم التصويت لمرسي.
إن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة أمام تحدي كبير، ويضعها أمام ثلاث سيناريوهات على النحو التالي:
1- سيناريو تشكيل ائتلاف رئاسي.
2- سيناريو قبول مبادرة حمزاوي.
3- سيناريو الرهان على أصوات التيارات الإسلامية.
أولاً: سيناريو تشكيل ائتلاف رئاسي
قد تذهب جماعة الإخوان لتشكيل ائتلاف رئاسي يضم كلاً من حمدين صباحي، وعبد المنعم أبو الفتوح، وفي حال نجح هذا السيناريو فإن محمد مرسي ستكون فرصه كبيرة جداً للفوز على الفريق احمد شفيق.
وأعتقد هنا أن مرسي سيصطدم بشروط من القوى المدنية والثورية تتعلق بصلاحيات نائب الرئيس، ومن الممكن أن يعبث الإعلام السلبي للتأثير على ذلك وإفشاله.
ثانياً: سيناريو قبول مبادرة حمزاوي
ستخسر الجماعة مزيدا ممن صوت لها على أساس ديني، وسيعتبرها الناخب المصري بأنها خانت الأمانة التي منحها إياها الناخب المصري، بالإضافة إلى البعد القانوني لمبادرة حمزاوي.
ثالثاً: سيناريو الرهان على أصوات التيارات الإسلامية.
أعتقد أن هذا السيناريو أقرب للواقع، وأن الجماعة ستعمل على سحب المبررات من القوى الليبرالية واليسارية، وستذهب إلى تحالفات مع تيارات إسلامية ونخب سياسية مستقلة، وسيضاف إلى كتلتها التصويتية التي حصلت منها على خمس ملايين من الأصوات تقريباً، كتلة تصويتية إضافية تضم التيار السلفي ممثلاً بالدعوة السلفية وحزب النور، بالإضافة إلى الجماعة الإسلامية وحزب الوسط، وبعض القوى والنخب الأخرى، أيضاً ستدرس الجماعة الإخفاقات التي سادت في الجولة الأولى وخصوصاً في المحافظات التي تمثل معاقل التيار الإسلامي، وقد تعمل على تجاوزها.
خلاصة القول: ما تتعرض له الجماعة من ابتزاز سياسي يتطلب منها حكمة وحنكة للوصول بمصر إلى بر الأمان، واحترام خيارات الشعب.
التعليقات (0)