في بادرة فريدة من نوعها يفاجئنا الكاتب الأديب الجزائري " الحفناوي زاغز " بمنح مكتبته الخاصة الحاوية لأكثر من 2398 عنوانا لمؤسسة إعادة التربية بالحراش ، المبادرة كانت ملفتة ، و على قدر ما استحسنت إلا أنها لم تكن متوقعة من كاتب يعشق الكتاب و يتنفس به ، و منه قد أثارت المبادرة بداخلي العديد من التساؤلات التي حاولت نقلها للكاتب ، أهمها لماذا هذه الهبة و أنا أعلم بأن مكتبتك هي جزء من تفاصيل يومك ، و أكثر ؟
و للإشارة عرضت على الكاتب الكثير من المقترحات بخصوص المكتبة ، أغلبها كانت تجارية ، أو مقترحات لهبة الكتب لجهات أخرى غير السجن ، إلا أنه رفضها كلها ، و أصر على السجن ، و نيته في ذلك هي المساهمة في تنمية القطاع ، و إصلاح السجون بتزويدهم بهذا الكم الهائل من الكتب ، خاصة و الكاتب يعلم بأن من المسجونين من يحمل شهادات عالية ، و منهم من يواصل دراسته في مثل تلك الظروف الصعبة ....
و أمام مثل هذا الإحساس الفائق الإنسانية و الواعي من طرف أديبنا لا يسعنا إلا أن نبارك المبادرة النوعية التي وجدت استحسانا من طرف المسؤولين ، في حين تكفل الإعلام بتغطية خاصة للحدث .
أما عن الأديب فهو واحد من الذين تقلدوا العديد من المناصب الحساسة في الدولة ، و هو إلى هذا شيخ الروائيين الجزائريين، له العديد من المؤلفات القصصية أهمها " أشواق " " أشجان " و كذا الروائية أهمها " الزائر " ضياع في عرض البحر " " خطوات في الاتجاه المعاكس " " الشخص الأخر " " الفجوة " و عناوين أخرى تلامس مضامينها واقع الحياة العربية الاجتماعية و السياسية ، و هو ما جعله محط اهتمام العديد من الدارسين و النقاد العرب .
و يعد كتاب الدكتور "إبراهيم روماني" الموسوم بـــ " الحفناوي زاغز ...تجربة إبداع " من أهم الكتب المتميزة التي صدرت أخيرا حول أعمال الأديب " " ضم فيه قراءات و شهادات الدارسين و النقاد للكاتب ، هذا إضافة إلى كتاب " قراءة في أعمال الأديب الحفناوي زاغز" " لصاحبته " سهام بوخروف " التي حاولت من خلاله تسليط الضوء على العديد من الخصوصيات التي يتمتع بها إبداعه .
أطال الله عمر أديبنا ... و جزاه خيرا على هذه المبادرة .
سهام بوخروف
التعليقات (0)