ما ينسب.. وما لا ينسب إلى اتحاد الأدباء والكتاب
26 سبتمبر (61-362) 248/11/1983م
أما وقد عد صاحبكم ضمن الغرباء على أدب وأدباء اليمن وناله شرف الانضمام إلى مسمى "اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين" وتعاطى بطاقة العضوية بفعل ثقة المعطي وليس بجارة واستحقاقية المتعاطي! ما دام الأمر كذلك فإن بوسعي قدم نفسي كأديب يمني موديل 1983م لا يشق له غبار ولا تناله مضنة ولا ينشب في عضويته خلاف.. لسبب وجيه؟
إن عضويتي كما الاتحاد الوقور كلاهما "كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً" صدق الله العظيم.
ولست وحيد زماني في تعليقي بالوهم أو ليس المثل اليمني القديم يقول "عزب الويل يفرح بالتهم" أو ليست عضويتي جزءا ً من الاتحاد ولا ثالث لنا إلا إنسان ظل الوهم قضيته التي يصر على عدم المساومة أو التفريط بها إنسان طالما مررنا به أوامر بناء وفي قمة كلمة لا يفتأ يرددها "مدعومين" إنه وزير التدعيم، ومن منا ينساه وكيف ينسى المرء مثله العليا وقدوته الحسنة حتى ولو من قبيل قولهم "يخلق الله من الشبه أربعين".
ولشد ما أقس الحياة يوم تفرض على الرجل ضرورة الانضواء إلى الوهم.. وأقسى الأيام إذا تنتزع منك أعز أشيائك "الثقة" وتجعل منك همزة الوصل بين الإحباط والفشل.. كأنك والآخر نموذجاً لـ "أعمى يقود بصيراً".
سئل سائل ما لا فارق بين نقابة الصحفيين واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ولكأني به يقول الكذبتين..؟
وكنت لا أملك من الرد غير القول بأن الكذبة الأولى عقيم أما الاتحاد فيمثل الكذبة التي تنفرد بالإنجاب لأن للاتحاد فروعاً مغلقة وميزانية في رصيد مجهول وخطى موفقة تنشد جيلاً يمنياً متمرساً على أسلوب التعامل مع الوهم بثقة المعتصم وإصرار الوليد..
من مآخذ الاتحاد و"رحم الله أمراً عرف قدر نفسه" بل من حكمة و"لله في خلقه شئون" أنه الجهة الوحيدة التي لم تنهك خزينة الديمقراطية حرصاً على إمكانيات البلد وادخار لكل السبل والفرص الديمقراطية التي مرت بأبناء اليمن فأحسنوا استغلالها واستوعبوا طرقها وأساليب ممارستها عدى الاتحاد كعمل نقابي ومسئولية جماعية.. إننا لا نرى في عبثية العمل النقابي لحقلي الأدب والصحافة إلا ترسيخاً لخيانة العقل وتعميقاً لاغتراباتنا الداخلية وإمعاناً في التمويه وإقامة لشعائر "كذبة إبريل" على أساس تاريخي.
ولعل من إسداء الجميل على الاتحاد أن نتغاضى ونصرف الطرف تعمدا فلا نلفت انتباه الرأي العام حول غالبية الغرباء على الأدباء في أعضائه سواء من شعراء العصيدة الحديثة، أو كهنة المقفى شعراء البلاط.. فهو فيما يتعلق بهذا الجانب يكاد يخلف الملاجئ مهامه الإنسانية المحبطين من المتشاعرين والمتادبين.
يبقى في الأخير أن أحداً لا يهمه اجتراح الاتحاد بأثر رجعي قدر ما ننصح بغربلة اللوائح المنظمة لاتحادنا الوقور وحتى لا يكون مجرد إضافة إلى الأسماء التي لا علاقة لها تسميتها كما أنه عدم الانصاف أن لا نثمن للأديبين اليمنيين أحمد قاسم دماج وعمر الجاوي جهدهما الكبير في سبيل إنعاش والاتحاد ومحاولاتها الدؤوبة لرفع مستواه حتى يرقى إلى منزلة التجسيد المتناسب والمتلائم مع حجم ووزن الأدب اليمني والأدباء اليمنيين.
آخر الكلام:
عجبت لذلك الحرص في عدم إضفاء صفة الأديب لمن يستحقها بالفعل والذي بدا في كثير من الحالات شديداً ودقيقاً وسببه حرم الكثيرون من العضوية.
التعليقات (0)